خلال مناسبة دينية واجتماعية..

خامنئي يحمل البندقية أثناء الصلاة لتخويف الأعداء

رسالة رمزية

طهران

ظهر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أثناء خطبة عيد الفطر الاثنين وبجانبه على المنصة بندقية روسية. “سبطانة” البندقية الآلية من خلف المنصة على يسار خامنئي، فيما بدا في صور أخرى منظار البندقية ما يدل على أنها بندقية مخصصة للقنص.

وفي الخطبة التي بثها التلفزيون على الهواء مباشرة انتقد خامنئي الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، ووصفها بأنها “خيانة للأمة الإسلامية”، وبعد انتهاء الخطبة، غردت وكالة فارس بصورة، مصحوبة بتوضيح طبيعة السلاح الذي كان يحمله خامنئي أثناء حديثه.

وبدت أنها من نوع “دراغونوف” وهي بندقية قنص، روسية الصنع، خفيفة الوزن وحركتها الميكانيكية شبيهة بحركة الكلاشنكوف.

ولم يتحدث خامنئي أو أي وسيلة إعلامية إيرانية عن سبب حمل المرشد لهذه البندقية، التي يبدو أنها تأتي في محاولة لاستعراض القوة الإيرانية، وإيهام بالبطولة أمام الشعب الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة تمر بها البلاد، بسبب ممارسات النظام العدائية في المنطقة. وقالت وكالة فارس “صباح اليوم؛ سلاح (دراغانوف) في يد قائد الثورة أثناء الخطاب”.

واختلفت آراء الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في تحديد الغاية من ظهور هذا النوع من الأسلحة قرب مرشد الثورة الإيرانية الأعلى، خلال مناسبة تتسم بأهمية دينية واجتماعية خاصة لدى جميع المسلمين، لكن غالبيتها جاءت مستنكرة وساخرة من هذا الاستعراض الطفولي للقوة. وقال مغرد مشيرا إلى الحالة الصحية للزعيم الإيراني الذي لا يستطيع استعمال البندقية:

snp_looooooov@

المشلول كيف يمسك بندقية؟؟؟ عموما هو يؤكد أنه إرهابي ويشعر بالخوف من الضربة المنتظرة.

وقال آخر:

‏daimfog@

#خامنئي يظهر في خطبة عيد الفطر حاملاً #بندقية_نصف_آلية هذا يؤكد أن معممي إيران هم حُماة الإرهاب وداعمي الإرهابيين ويؤشر على أن النظام #الإيراني دموي وتسلطي لا يسعي إلى السلام ولا يحترم حقوق الجوار مما يفرض على الشعب الإيراني وشعوب الخليج والشعوب الأخرى أن تدفع ثمن هذه المغامرات.

وعلّق ناشط:

abdullaAlfouzan@

عندما يظهر (خامئني).. حاملا بندقية آلية فهو يثبت أن فكره فكر ميليشيات وعصابات وبلطجية وليس فكر دولة مؤسسية تنشد العدالة والتنمية لبلده وحسن الجوار مع جيرانه.

وكتب معلق:

AlkamiK@

بندقية قناص بجانب عرّاب الإرهاب الأول خامنئي أثناء خطبة العيد اليوم. هذه دولة أم عصابة؟

‏واعتبر مغرد أن حمل السلاح في مناسبة دينية ما هو إلا دليل على الخوف والرعب الذي يعيشه النظام الإيراني الغارق في العقوبات الدولية، وقال:

AlkamiK@

نسبة الخوف عندكم وصلت إلى مستوى قياسي.

وكتب آخر:

f8y1@

نظام ظالم دموي يستظل بالأسلحة ويمشي على الجثث والقتلى.

وعبر ناشط بلهجة تهكمية ساخرة:

moustafasaad13@

أي شخص عندما يكبر في السن ويترك العمل، سيكون كل همه هو الوضوء والصلاة والنوم على أرض مستوية وبجانبه بندقية لصيد العصافير والحيوانات.

وكتب مدون على فيسبوك:

qarea:

للتوضيح فقط: رمزية البندقية المقصود فيها (الحشد الشعبي وحزب الله والحوثيين) لأن المعروف أن الإيرانيين لا يقاتلون وجهاً لوجه ولا يواجهون وإنما يقاتلون بالوكااالة!

ويأتي استعراض القوة التي لجأ إليها الزعيم الإيراني في ظل أزمة سياسية تعاني منها طهران، وحرب كلامية مع واشنطن، حيث زادت حدة المواجهة بينهما الشهر الماضي، بعد عام من انسحاب واشنطن من اتفاق بين إيران والقوى العالمية لكبح برنامج طهران النووي، في مقابل رفع العقوبات الدولية.

وتستعد واشنطن إلى طرح الشق الاقتصادي من خطتها المنتظرة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين والتي تعرف بـ”صفقة القرن”، في مؤتمر في البحرين، في وقت لاحق من هذا الشهر. وأثناء الخطبة، قال خامنئي: “إن الهدف من هذا المؤتمر هو تحقيق خطة الخيانة الخبيثة الأميركية المسماة (صفقة القرن)”.

وأضاف أن “(صفقة القرن) لن تتحقق، وهذه الصفقة خيانة للأمة الإسلامية، ولن ترى النور”. ورفض الفلسطينيون الخطة التي يقودها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويقولون إن سياسات البيت الأبيض منحازة بشكل واضح لإسرائيل.

وقال متابعون إن خامنئي لا يخرج عن الإطار الشعبوي في توجيه رسائل إلى الداخل الإيراني من خلال حمل السلاح خلال مراسم العيد لإقناع الشارع بأن النظام متماسك ومستعد للقتال ومواجهة “الشيطان الأكبر وقوى الشر العالمية”، لكن المفارقة تبرز في أن خامنئي يشهر سلاحا، رغم أن النظام الإيراني بذل جهودا للتوصل إلى التهدئة، وكرر المسؤولون والسياسيون في خطاباتهم أن الحرب ليست أكثر من دعاية وحديث لا معنى له في وسائل الإعلام الغربية “المعادية”، حتى أن النظام الإيراني فرض رقابة مشددة على وسائل الإعلام الحكومية والمستقلة لتبقي الحديث عن الأزمة الإيرانية ضمن حدود الخطاب الرسمي ولا تخرج عنه في أي حال من الأحوال.

وفسر البعض أيضا أن حمل السلاح يعبر عن حالة خوف وترقب يعيشها القادة الإيرانيون ويكشفها خامنئي دون أن يقصد. وأضافوا أن إقدام خامنئي على حمل السلاح في مناسبة تتسم بقداسة دينية ربما يتنافى مع المعتقد أو التقاليد الشيعية.  وأشار أحدهم إلى أن “صدام كان معروفا بحمل السلاح وإطلاق النار خلال خطبه لتحشيد الجماهير. فهل بدأ الخامنئي يسير على خطى صدام؟”.