استغلال القضية للنيل من السعودية..

تقرير: بعد عفو عائلة جمال خاشقجي.. كيف خلط أرواق تركيا وقطر؟

العفو العائلي يسدل الستار على فصول من قضية خاشقجي

الرياض

أعلن أبناء الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في اسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، "العفو" عن قتلة والدهم.

ونشر صلاح خاشقجي نجل جمال خاشقجي تغريدة على حسابه على تويتر فجر الجمعة تضمنت بيانا مقتضبا جاء فيه "نعلن نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي أننا عفونا عمن قتل والدنا"، مضيفا أنّ قرار العائلة يستند إلى آية قرآنية تشجّع على العفو.

وقال "في هذه الليلة الفضيلة من هذا الشهر الفضيل، نسترجع قول الله تعالى في كتابه الكريم "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".

وتابع "ولذلك نعلن نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي أنا عفونا عمن قتل والدنا رحمه الله، لوجه الله تعالى وكلنا رجاء واحتساب للأجر عند الله عزل وعجل".

واعتقلت السلطات السعودية عددا من المشتبه في تورطهم في قتل خاشقجي واتخذت حزمة إجراءات قانونية قاطعة الطريق على الدفع التركي لتسييس القضية وتدويلها.

ودافع صلاح خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي عن السلطات في المملكة في الذكرى السنوية الأولى لمقتل والده، رافضا محاولات "استغلال القضية للنيل من السعودية". وكتب على تويتر حينها "لدي مطلق الثقة في قضاء المملكة في تحقيق العدالة كاملة بمرتكبي الجريمة النكراء".

وأصدرت السلطات السعودية في ديسمبر/كانون الأول 2019 أحكاما بالإعدام على خمسة أشخاص وبالسجن على ثلاثة آخرين في قضية قتل خاشقجي، لكن عفو عائلة الأخير عن قتلته يعني إلغاء الأحكام القضائية.  

وقرّرت السلطات القضائية السعودية كذلك الإفراج عن نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد العسيري وعدم توجيه اتهام لسعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقالت النيابة العامة إنّ التحقيقات أثبتت أنّ الجريمة لم تتم بنية مسبقة، مشيرة إلى أن الأحكام الصادرة عن المحكمة الجزائية في الرياض يمكن أن تستأنف.

في المقابل، استمرت تركيا في إثارة ضجيج هذه القضية كلما اقتربت من نهايتها قانونيا وجنائيا، محاولة تأجيج الرأي العام ضد المملكة لأسباب سياسية ولحسابات اقليمية تناغما مع الحليف القطري الذي يواجه عزلة في محيطه بعد المقاطعة العربية والخليجية.

وأعلنت أنقرة في مارس/اذار الماضي توجيه اتهامات إلى عشرين سعوديا بينهم العسيري والقحطاني بعد تحقيق استمر أكثر من عام.

وذكر مكتب المدعي العام في اسطنبول أنه تمّ إعداد قرار اتهامي، ما يمهد لمحاكمة لم يحدد موعد لها بعد، بينما سبق للسعودية أن رفضت تسليم تركيا المتورطين في القضية، مؤكدة على أن القضية يجري معالجتها في مسارها القانوني والجنائي وفقا لقانون المملكة.

ويعتبر التدخل التركي في هذه القضية تدخلا في شؤون دولة ذات سيادة في قضية النظر فيها من مشمولات القضاء السعودي لا التركي.

وكان ولي العهد الأمير محمد قد قال في تصريحات لشبكة تلفزيون أميركية في ذكرى مقتل خاشقجي أنّ جريمة القتل وقعت خلال وجوده في سدة الحكم ما يضعه في موقع من يتحمّل المسؤولية، لكنه شدّد على أنّها تمت من دون علمه. وقال "لقد حدثت في عهدي. تُلقى علي المسؤولية لأنها حدثت في عهدي".

وقال الكاتب والمحلل السعودي علي الشهابي في تغريدة على 'تويتر' تعليقا على عفو عائلة خاشقجي عن قتلته "هذا يعني بشكل رئيسي أنه سيتم تجنيب القتلة عقوبة الإعدام، لأن هذا حق يعود للعائلة عبر العفو"، في حين قال الباحث في شؤون الخليج نبيل نويرة على تويتر "وفقا للشريعة في السعودية، لن يتم إعدام القتلة" بعد العفو عنهم.

وبعد ساعات على الإعلان عن العفو، أصرّت خديجة جنكيز التركية التي تدعي أنها خطيبة خاشقجي على أن "أحدا" لا يملك حق العفو عن قتلته.

وقالت على تويتر "جريمة قتله المشينة لن تسقط بالتقادم وليس لأحد حق في العفو عن قتلته. وسأستمر أنا وكل من يطالب بالعدالة من أجل جمال حتى نحقق مرادنا".

وأضافت "القتلة قدموا من السعودية بترتيب مسبق والقتل غيلة وليس لأحد حق العفو. لن نعفو لا عن القتلة ولا عمن أمر بقتله".