ضحايا انتفاضة 2011م إلى الواجهة مجدداً..
تقارير: هل "توكل كرمان" متورطة في حادثة "جمعة الكرامة" بصنعاء
اعادت تسريبات بريد وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، ضحايا انتفاضة العام 2011م، في العاصمة اليمنية صنعاء، إلى الواجهة، ومنهم ضحايا حادثة جمعة الكرامة التي أودت بحياة العشرات جميعهم مدنيون، دون ان يتضح من هم الفاعلون الحقيقيون في مقتل العشرات وجرح نحو مائتين اغلبهم طلاب جامعيون في جامعة صنعاء.
في 18 مارس (آذار) 2011 نظّم عشرات الآلاف من المتظاهرين اليمنيين مظاهرة أطلقوا عليها اسم "جمعة الكرامة"، وصفت بأنها كانت أكبر مسيرة تشهدها ساحة التغيير، وهي مخيم التظاهر والاعتصام مترامي الأطراف في العاصمة صنعاء. ومع انتهاء المتظاهرين من صلاة الجمعة، تجمع العشرات من المسلحين بملابس مدنية، حول الاعتصام من اتجاه الجنوب ثم فتحوا النار، بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 45 متظاهراً – أغلبهم من الطلبة الجامعيين ومنهم ثلاثة أطفال – وأصابوا 200 آخرين.
ووجهت الاتهامات لنظام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح بالوقوف وراء المجزرة، في حين ان ناشطين كانوا فاعلين حينها، أشاروا إلى ان الفاعلين في الاغلب ليسوا تبع النظام، وانما هم مسلحون مندسون، حاولوا احداث فوضى.
ولمتابعة هذا الموضوع، أجرت صحيفة اليوم الثامن، سلسلة اتصالات بناشطين يمنيين، الا ان الردود كانت تشير الى ايادِ خفية وراء ارتكاب المجزرة، التي لم يتم متابعة قضية المجرمين المتورطين في الحادثة.
وقال ناشط يمني – طلب عدم الإشارة الى اسمه – "كنت حاضرا يومها في التظاهرة، بعد الصلاة بدأنا بالهتاف يرحل النظام، ولم نشعر الا بسقوط قتلى والدماء تسفك، لكن الذي اثار استغرابنا، هو عدم تحرك قوات الفرقة الأولى مدرع والقوات الأمنية التي أعلنت انضمامها للتظاهرة، لم يتحركوا، مع انهم كانوا يدعون انهم يدافعون عن الساحة، كان الجميع ينظر والرصاص يسقط فوقنا كالمطر".
منظمة هيومن رايتس ووتش اشارت في تقرير لها عن الحادثة إلى أن وجود مؤشرات على أن عددا من كبار المسؤولين السابقين والحاليين بالحكومة اليمنية لعبوا دوراً في المذبحة ثم لم يتم اتهامهم بشيء".
لسنوات ظل الإخوان التنظيم الحاكم بعد إزاحة نظام صالح في فبراير (شباط) 2012م، يوجه الاتهامات للنظام بالوقوف وراء المجزرة، لكن سرعان ما توقف التنظيم عن توجيه أي اتهامات لصالح، مع تسلمهم السلطة عن طريق الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، الذي دفعت به المبادرة الخليجية، التي تدخلت لعزل صالح واستبداله بنائبه عبدربه منصور هادي.
في الـ3 من يونيو (حزيران) 2011، تعرض صالح وكبار رجاله لاستهداف اثناء تأديته لصلاة الجمعة في جامع الرئاسة، وقد نجأ صالح من الحادث بأعجوبة، وقتل بعض معاونيه.
ونشرت صحيفة محلية تابعة لصالح "إن علي محسن الأحمر وحميد عبدالله الأحمر، ومذحج الأحمر ، ومحمد علي محسن وفضل ذيبان، جمعهم متورطون في محاولة قتل الرئيس ومعاونيه.
ونقل صالح إلى السعودية للعلاج، من الإصابة التي تعرض لها، وعاد إلى اليمن قبل ان تتدخل السعودية بمشروع انتقال للسلطة وإيقاف التظاهر، وهو المشروع الذي عرفت بـ"المبادرة الخليجية" المعلن عنها من قبل الدول الأعضاء بمجلس التعاون العربي الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية في 3 أبريل(نيسان) 2011، لوقف الاحتجاجات عن طريق ترتيب نظام نقل السلطة، من الرئيس علي عبدالله صالح إلى نائبه عبدربه منصور هادي، والذي تم اختياره بالتوافق، لكن خاض لوحده بانتخابات رئاسية في فبراير (شباط) 2012، لعامين، على ان يسلم السلطة في فبراير (شباط) 2014م، الا ان الحرب والانقلاب الحوثي حال دون ذلك، ليستمر هادي رئيسا ولكن بولاية مؤقتة أصبحت مرتبطة بنهاية الحرب والأزمة اليمنية التي افتعلها الحوثيون بانقلاب العام 2015م.
تظل انتفاضة 2011م، عنواناً بارزاً لانهيار اليمن، ودخوله دوامة الحرب المدمرة، بعد ان انقلب الحوثيون على سلطات الرئيس المؤقت هادي، بعد ان اصبحوا شركاء سياسيين في العام 2013م، بإشراكهم في مؤتمر الحوار اليمني الذي اشرف عليه الرئيس عبدربه منصور هادي، مع انهم جماعة طائفية يجرم القانون اليمن ان تكون حزبا سياسياً.
من جبال صعدة قفز الحوثيون مع انتفاضة 2011م، إلى وسط صنعاء، بعد ان كانوا محاصرين هناك من قبل قوات عسكرية يقودها قادة من الجنوب.
وفي سبتمبر (أيلول) 2014م، سيطر المسلحون الحوثيون على صنعاء، بعد ان رفضت القوات العسكرية والأمنية مواجهتهم ومنعهم من الانقلاب على هادي، الذي رضخ لهم ووقع معهم اتفاقية شراكة سياسية اطلق عليها اتفاقية السلم والشراكة، لكن الحوثيين مضوا في الإطاحة بهادي، مطع العام 2015م، قبل ان يفر إلى عدن في ذكرى انتخابه، ليطلب التدخل العربي والإقليمي لدعم استعادة العاصمة اليمنية صنعاء، من قبضة الحوثيين الموالين لإيران.
اما إخوان اليمن، فقد سبق لهم وأبرموا اتفاقا مع الحوثيين في أغسطس (آب) 2014م، بعد سقوط عمران في قبضة المليشيات المدعومة من إيران، قبل ان يخضوا بعد اعلان الانقلاب على هادي، حوارات مع الحوثيين وحزب صالح للتوصل إلى تسوية سياسية باختيار رئيس بديل لهادي، الذي أفشل المخطط بفراره إلى عدن.
وبعد مرور نحو عقد على جمعة الكرامة، اعادت تسريبات لبريد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أبان الرئيس السابق باراك أوباما، هيلاري كلينتون، التي أكدت وقوف إدارة الرئيس الأمريكي السابق وراء احداث الفوضى التي عرفت بالربيع العربي وضربت استقرار العديد من البلدان العربية، أبرزها اليمن وليبيا وتونس وسوريا ومصر، لكن اضرار تلك الانتفاضة كانت متفاوتة من دولة إلى أخرى.
وبينت التسريبات ان توكل كرمان التي منحت لها جائزة نوبل للسلام بالشراكة مع اخريات، كانت أداة أمريكية في تنفيذ مخطط الربيع العربي في اليمن.
وأوردت الإعلامية الجنوبية ليلى ربيع مذيعة برنامج الوجه الآخر في قناة الغد المشرق، اتهامات يمنية للناشطة الحاصلة على الجنسية القطرية والتركية بالتورط في احداث جمعة الكرامة.
ونقلت ربيع عن ناشط سابق تأكيده ان توكل كرمان "اخبرتهم انه لا مانع من سقوط بعض "القتلى"، لاثارة الناس ودفعهم للخروج ضد النظام.
وقالت كرمان في اجتماع عقدته بمنسقية شباب الثورة "انه لا مانع من سقوط بعض الضحايا لإسقاط النظام".. ودعت المتظاهرين الى مواجهة ما وصفتها بآلة القمع لنظام علي عبدالله صالح.
ووجه ناشطون يمنيون خلال السنوات الماضية اتهامات لتوكل كرمان بالمتاجرة بدمائهم والقفز الى العالمية وتركهم يواجهون مصيرهم مع الحرب الحوثية، في حين انها أصبحت تقيم في مدينة إسطنبول التركية وتستثمر أموال جمعتها جمعيات إخوانية لدعم الثورة اليمنية.