مشاريع الأمم المتحدة وتمويل أدوات الصراع..
تقرير: عدن في مواجهة مشاريع الموت.. كيف انتصرت عاصمة الجنوب؟
أشهر في العاصمة الجنوبية عدن الأسبوع المنصرم، كيانا سياسيا، بدعم وتمويل من صندوق الامم المتحدة للسكان وهيئة الامم المتحدة للمرأة، وهو الكيان الذي تقول العديد من المصادر إنه أسس لطرح اجندة سياسية لا تتفق وتطلعات الجنوبيين، فيما تساءل ناشطون عن السر وراء إقامة مثل هذه الكيانات في عدن، ولماذا لا تقام في مأرب التي يقول إعلام الدوحة انها أصبحت آمنة، في حين انه الإعلام ذاته يتحدث عن "عدن غير المستقرة".
واحتفت وسائل إعلام إخوانية تمولها قطر وتركيا، بالكيان الوليد في عدن، والذي لم يلق أي صدى نظرا لانحصاره على ناشطين يمنيين تم جلب بعضهم من مدن يسيطر عليها الحوثيون.
وقال ناشطون حضروا حفل اشهار الكيان السياسي، انه رغم شعارات القائمين عليه، بأنه لا يتبع أي كيان سياسي، الا ان معظم من حضره هم ناشطون من تنظيم الإخوان، وهو ما أكدته التغطية الإعلامية لقنوات كالمهرية ويمن شباب وبلقيس وسهيل".
وأشار ناشط إلى ان الكيان السياسي هدفه الرئيس الزعم ان في عدن أكثر من كيان وأكثر من مشروع، وهي كيانات رغم هزالتها الا ان هدف الذي رسمه الممولون لهذه الكيانات، تحقيق ولو نصر اعلامي امام المجلس الانتقالي وخلط الأوراق.
وتزامن هذا اشهار هذا الكيان، مع عودة أصوات مناهضة لمحافظ العاصمة الجنوبية أحمد حامد لملس، والتي طالما رفعت شعار "عدن للعدنيين"، وهي شخصيات عرف بارتباطها بأجندة يمنية في صنعاء".
وقال ناشطون "إن شخصيات ترفع بين الفينة والأخرى شعارات عدنية انفصالية، لكنها في الأساس شخصيات دخيلة على عدن، ولا تمتلك أي هوية في عدن، بل انها تعمل وفق اجندة تخدم الموطن الأصل لها".
اشهار هذا الكيان جاء بالتزامن مع احداث كثيرة شهدتها عدن خلال الأسابيع الماضية، لكن لعل الأبرز هي حادثة اختطاف فتاة او فتيات، والحادثة الأغرب هي شحنة المخدرات التي تم ضبطها في ميناء عدن والمقدرة بـ ربع طن من مادة الكوكايين.
شحنة المخدرات المضبوطة تم ائتلافها بحضور واشراف محافظ العاصمة أحمد لملس، ومسؤولين أمنيين وناشطين حقوقيين.
قضية المخدرات على الرغم من انها شكلت رأياً عاماً في عدن، إلا ان مصادر في النيابة تحدثت لـ(اليوم الثامن) "بان التحقيقات جارية لمعرفة من يقف خلف الشحنة، او انها قد توصلت الى معرفة من هم المهربون لهذه الشحنة التي كانت قادمة على متن سفينة مرت بالعديد من الموانئ العالمية الى ان وصلت عدن".
وقال مصدر أمني "الجناة معروفون والكشف عنهم حال الانتهاء من التحقيق وجمع كافة المعلومات".القضية الأخرى، عملية خطف الفتيات في عدن، هذه القضية التي شغلت الرأـي العام في عدن، وأثارت رعبا لدى سكان العاصمة الذي عبروا عن خشيتهم من ان تتعرض فتياتهم لعمليات مشابهة لعملية الخطف المزعومة.
المعلومات تقول ان الفتاة التي أعلن أهلها انها تعرضت للخطف، لم تختطف وانما ذهبت صنعاء مع شاب من تعز يدعى الدبعي وهناك في العاصمة اليمنية تمت مراسيم زواجهما.
لكن على الرغم من اغلاق ملف القضية "إعلاميا على الأقل"، الا ان عملية التوظيف السياسي للقضية يشدد ناشطون على عدم التهاون مع كل من حاول توظيف القضية سياسياً.
لكن الأمن في عدن، خرج منتصرا في هذه القضية، وفند كل تلك المزاعم التي تحدثت عنها صحف محلية ممولة قطريا وسعوديا، والتي حاولت احداث حالة من الفوضى في عدن.
وقالت مصادر أمنية لـ(اليوم الثامن) "ان الكثير من أولياء أمور الفتيات في عدن، ابلغوا الشرطة انهم لم يسمحوا لبناتهم بالذهاب للجامعة او المدارس، خشية ان يتم اختطافهن، الا ان الشرطة أوضحت لهم ان العاصمة بخير والأوضاع فيها مستقرة ولا شيء يدعو للقلق، وان عليهم الا يشكلوا أي مخاوف على بناتهم".
وكشف ناشط حقوقي جنوبي لـ(اليوم الثامن) "ان أجهزة استخبارات اطراف إقليمية تعمل على اثارة الفوضى في عدن، للتغطية على قضايا أخرى، يجري العمل عليها".. مشيرا الى ان قضية الخطف والمزاعم التي بثت حولها، كان هدفها التغطية على عملية النزوح الواسعة وغير المبررة تجاه عدن من مدن شمالية.
وتظل قضية النازحين وتدفقهم بشكل كبير على عدن، تؤرق سكان عدن، الذين لم يجدوا مأوى بفعل ارتفاع سعر بيوت الايجار.
وعملية تدفق النازحين، تثير العديد من التساؤلات، حول "كيف يمكن فهم هذا النزوح المنظم وغير المبرر تجاه عدن في وقت ان الكثير من المدن في الشمال لم تشهد أي عمليات عسكرية او قتالية تدفع هؤلاء للفرار صوب العاصمة الجنوبية التي يقول اعلام الاخوان والحوثيين انها "غير آمنة".
محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، ألتقى الأسبوع الماضي مسؤول الوحدة التنفيذية للتنظيم النازحين، للحديث عن ملف النازحين صوب عدن.
وتشكل هذه الوحدة أحد اهم مصادر التمويل وهناك من تحدث عن عمليات غسيل أموال تتم باسم مساعدة النازحين والفارين من الحرب، وللإصلاح او إخوان اليمن باع طويل في عملية النهب للمساعدات بل يقول ناشطون انهم يتفوقون على الحوثيين في ذلك منذ عقود من خلال الجمعيات.
نجيب السعدي رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين، قال في تصريح صحفي ان النازحين في عدن هم من الحديدة فقط، بينما هناك من يقول ان الأكثرية من تعز، لماذا يخفي هذا المسؤول الأرقام الحقيقية للنازحين.
وأظهرت صورا قيام نازحين بتحويل مخيمات نزوح إلى مدن سكنية عشوائية في العاصمة عدن، دون أي تدخل من السلطة المحلية، فيما تقول العديد من المصادر ان عملية التوطين الجديدة في عدن، في عدن هدفها سياسي، وكنوع من التحضير لأي استفتاء قد يخير امامه الجنوبيون ان كانوا يريدون العودة لدولتهم او البقاء في اطار الدولة اليمنية".
لكن مصادر أخرى، ذهبت إلى ابعد من ذلك، وأقرت ان عملية التوطين العشوائية في عدن، هدفها القضاء على مدينة عدن في ان تكون عاصمة مستقبلية للجنوب.