كشفت عن أسباب توقفت الحرب ضد التنظيم..

ذا ناشيونال: "القاعدة" يرتب صفوفه في الجنوب انطلاقاً من مأرب

شعار تنظيم القاعدة على لافتة شارع في بلدة جعار بمحافظة أبين الجنوبية عام 2012. AP

أبوظبي

كشفت صحيفة ناشيونال (The National)، عن أسباب توقف الحرب ضد تنظيم القاعدة (أِشد فروع التنظيم تطرفا في الجزيرة العربية)، بعد ان حققت قوات الحزام الأمني والنخبة انتصارات نوعية ضد التنظيم بدعم واشراف من القوات المسلحة الإماراتية الشريك الفاعل في التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وقالت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية في تقرير أعده مراسلها "علي محمود" إن فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن يحاول العودة إلى محافظات الجنوب التي أصبحت الآن تحت سيطرة الميليشيات المتحالفة اسميًا مع الحكومة وتربطها صلات بجماعة «الإخوان المسلمين».

وأعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات الأخيرة. في 18 مارس/آذار، قُتل ثمانية جنود وأربعة مدنيين في غارة على نقطة تفتيش تديرها قوات الحزام الأمني في منطقة أحور بمحافظة أبين. وبعد ثلاثة أيام، تبنّت "القاعدة" هجومًا على موقع عسكري يسيطر عليه المتمردون الحوثيون في منطقة مُكَيَرَاس الجنوبية.

وفي 6 أبريل/نيسان، أعلنت القاعدة مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في منطقة بلحاف في شبوة، تستخدمها قوات التحالف العربي الداعمة للحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات تؤكد عودة ملحوظة لتنظيم القاعدة، لا سيما في شبوة وأبين، اللتين كانتا معقلين سابقين لها إلى جانب محافظة حضرموت. وتعود جذور الجماعة الإرهابية إلى أتباع الإخوان المسلمين في شمال اليمن الذين أُرسلوا إلى أفغانستان لمحاربة السوفييت في الثمانينيات. وعاد هؤلاء المقاتلون إلى اليمن بعد توحيد الشمال والجنوب في عام 1990 وشكّلوا فرعًا محليًا لتنظيم القاعدة في الجنوب هاجم المصالح الأمريكية، بما في ذلك تفجير المدمرة الأمريكية كول في عدن في أكتوبر/تشرين الأول 2000 الذي أسفر عن مقتل 17 بحارًا أمريكيًا.

وكثفت الجماعة أنشطتها بعد أن انتفض اليمنيون ضد الرئيس علي عبد الله صالح في عام 2011، عندما سيطرت على أبين، ووسعت نطاق نفوذها بعد اندلاع الحرب الأهلية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في أواخر عام 2014.

وساعدت الإمارات العربية المتحدة، التي تعمل كجزء من التحالف العربي، القوات الموالية للحكومة على توجيه ضربات قاتلة لملاذات القاعدة في جنوب اليمن، بدءًا من تحرير مدينة المكلا الساحلية في حضرموت في أبريل/نيسان 2016 بعد عام من احتلال القاعدة لها.

وتوقّفت العمليات ضد القاعدة من قبل قوات النخبة التي دربها التحالف في شبوة وقوات الحزام الأمني في أبين بعد اندلاع القتال بين القوات الموالية للحكومة وتلك الداعمة للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي في أغسطس/آب 2019. ثم سيطرت الميليشيات المؤلفة بشكل رئيسي من أتباع الإخوان المسلمين على هذه المناطق في انتهاك لوقف إطلاق النار الذي يرعاه التحالف.

وقال قادة محليون ومسؤولون عسكريون للصحيفة إن أعضاء من تنظيم القاعدة يعودون إلى المعاقل السابقة في شبوة وأبين منذ عام 2019.

وقال سالم العوذلي، وهو زعيم قبلي من منطقة لودر في شرق أبين، إنّ عشرات من مقاتلي القاعدة عادوا إلى أبين مؤخرًا من محافظة البيضاء المجاورة. وقال إنهم بدأوا في إعادة تجميع صفوفهم والتجنيد في معاقلهم السابقة في منطقتي مودية والمحفد.

وأنشأت الإمارات العربية المتحدة، قوات الحزام الأمني في أبين وقوات النخبة في شبوة في عام 2016. هذه القوى، العاملة مع القبائل، وجهت ضربات قاتلة للقاعدة ونجحت في تأمين 90 في المائة من أبين وشبوة".

وأضاف العوذلي "للأسف لم تتمكن هذه القوات من مواصلة المعركة للقضاء على القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى في أبين وشبوة لأن المحافظتين كانتا تحت سيطرة الميليشيا الموالية للإخوان المسلمين التي تقدمت من محافظتي مأرب والجوف لدعم القوات الحكومية التي اشتبكت مع القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس 2019. ومنذ ذلك الحين، عاد مقاتلو القاعدة إلى جيوبهم السابقة وبدأوا في شن هجمات انتقامية تستهدف أفراد الأمن، وخاصة قوات الحزام الأمني وزعماء القبائل الذين قاتلوهم".

وأكد النقيب صلاح اليوسفي، المتحدث باسم قوات الحزام الأمني، وجود القاعدة في بعض المناطق الشرقية في أبين.  وقال "عاد العشرات من مقاتلي القاعدة إلى أبين خلال الأشهر العشرة الماضية. لقد كانوا يعيدون تجميع صفوفهم في وادي عمران في منطقة مودية".

وأضاف إنّ "بعضهم أفرج عنه من سجون محافظة البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيون بعد صفقة تبادل أسرى بين الجماعة والمتمردين". 

وقال أحمد الحور، أحد سكان عتق إنّ القاعدة تستهدف جنود قوات النخبة منذ عودتها إلى شبوة في أغسطس 2019. وقال لصحيفة "ذا ناشنال": "ستة جنود من قوات النخبة، اغتيلوا على يد القاعدة منذ سيطرة ميليشيا الإخوان المسلمين على المحافظة في أغسطس 2019".

وكانت الهجمات الصاروخية على قاعدة التحالف في بلحاف أول هجوم يعلن تنظيم القاعدة رسميًا مسؤوليته عنه في شبوة منذ سبتمبر/أيلول 2018، وفقًا للدكتورة إليزابيث كيندال، الخبيرة في الشؤون اليمنية بجامعة أكسفورد.

وأضافت كيندال لـ ذا ناشيونال "هذا الهجوم يضاف إلى الأدلة التي تُشير إلى أنّ القاعدة تعيد تنظيم صفوفها في الجنوب. قد يكون عناصر القاعدة من البيضاء ومأرب قد تحركت جنوبا للانضمام إلى شظايا التنظيم في معاقل سابقة مثل شبوة وأبين".

وقالت "ربما يكون من المحتمل أيضا أنّ شظايا القاعدة التى استوعبتها ميليشيات أكثر رسمية تؤكّد الآن مجدداً هويتها للقاعدة".

"لقد تدهورت القاعدة بشدة في اليمن منذ طردها من المكلا قبل خمس سنوات على وجه التحديد. ولكن التجربة تعلّمنا أنّ التطرف لا يهزم أبدًا حقًا، بل يدار فقط. وسيكون من الأسهل عليها أن تنبعث من جديد في المناطق ذات الجذور الأعمق، مثل أبين وشبوة وحضرموت".

وعزت إيرينا تسوكرمان، محامية حقوق الإنسان والمحللة الأمنية، عودة تنظيم القاعدة إلى وجود ميليشيا الإخوان المسلمين في هذه المحافظات.

وقالت السيدة تسوكرمان لصحيفة "ذا ناشيونال"إنّ "القاعدة تعود إلى اليمن منذ عام 2019، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها أو التي لها وجود كبير لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن وانتشار الجماعات التابعة للقوات اليمنية الموالية للحكومة".

وقالت السيدة إيرينا: "إن الفصائل السياسية للإخوان المسلمين، على الرغم من الاختلافات العرضية في الأساليب من القاعدة، تشترك في الواقع في نفس الأيديولوجية والرؤية طويلة الأمد، وحتى العضوية."

وأضافت إنّ "القوات الإماراتية كان لها دور فعال في العمل مع الولايات المتحدة وغيرها في الماضي في تفكيك معاقل القاعدة في تلك المناطق، لكن منذ انسحاب هذه القوات في الغالب، يستغل تنظيم القاعدة الوضع للعودة".