مصدر عسكري يكشف خفايا معارك مأرب..

تقرير: "جيش إخوان اليمن".. ومعارك نهاية كل شهر (لغز لم يحل بعد)

حلفاء السعودية المحليون في اليمن ليس لديهم جدية في قتال الحوثيين - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

شن الحوثيون هجوما هو الأعنف على مركز مدينة مأرب، المعقل الأخير لتنظيم الإخوان المصنف على قوائم الإرهاب الإقليمية، وحاولوا التوغل في المدينة لولا طيران التحالف العربي (السعودي الإماراتي)، الذي حال دون سقوط مأرب، هذه الحرب حدثت السبت الـ24 من يوليو (تموز) الجاري.

مصادر ميدانية في مأرب أفادت مراسل صحيفة اليوم الثامن في شبوة "ان الطيران هو من يوقف الحوثيين، مع ان باستطاعتهم السيطرة على مأرب"، دمر التحالف العربي في أكثر من 12 غارة جوية تعزيزات حوثية وآليات، وهذا الهجوم تزامن مع هجوم أخر على الحدود الجنوبية اليمنية في عقبة القندع المطلة على بيحان شبوة.

هل كان الحوثيون ينوون يعتزمون اسقاط مأرب (فعليا)؟، كان هذا السؤال الذي طرحه مراسلنا على مصادر عسكرية في قيادة المنطقة العسكرية في مأرب، والتي استبعدت ان تكون الميليشيات الإيرانية تعتزم اسقاط مأرب، وانما معاركها في الأساس هي محاولة تقديم رسائل سياسية لبعض الأطراف الإقليمية بانها تمتلك قدرة الدخول إلى مأرب.

ولفت مصدر عسكري إلى ان مقاومة الحوثيين في مأرب، ليست بالمستوى المطلوب على الصعيد العملياتي، والعمليات العسكرية التي يشرف عليها وزير الدفاع محمد المقدشي، يشوبها نوع من التراخي والاتكالية، على أن التحالف العربي ستكفل بصد الهجمات، او انه ليس في استراتيجية الحوثيين السيطرة على مأرب، فمسرح العمليات العسكرية لا يوحي بان الجيش يخوض معركة حقيقية اطلاقاً، والتحالف العربي بقيادة السعودية يدرك ذلك جيدا".

وبالإمكان - يقول المصدر العسكري لصحيفة اليوم الثامن – "ان يتم مقارنة الإمكانيات العسكرية التي يمتلكها الحوثيون، مع تلك التي يمتلكها الجيش الوطني في مأرب".. مؤكدا ان الحوثيين يخوضون حرب عصابات "مجموعات منفردة"، وليست حرب جيش رسمي، في حين يفترض ان الغلبة للجيش، وليست للميليشيات، لا تمتلك قدرة الحكم والسيطرة إذا ما نظرنا الى اعداد المقاتلين الذين يسقطون المدن".

وبين المصدر الذي تتحفظ الصحيفة على اسمه "انه في حروب العصابات تكون استراتيجية الجيش الرسمي، تعتمد على الضربة الاستباقية من خلال رصد التحركات وضربها قبل تنفيذ عملياتها، وهذا ما ينقص الجيش في مأرب، الذي يعتمد كليا على التحالف العربي، حتى على الصعيد الاستخباراتي".

وقال المصدر "ان الجيش في مأرب يمتلك إمكانيات عسكرية وبشرية هائلة تستطيع ان تصل صنعاء في غضون أسبوع، ولكن القيادات العسكرية المجربة والتي لها باع طويل في الحرب، تم تهميشها، وأصبح القادة للوحدات العسكرية من خارج السلك العسكري والأمني، وهذا ليس تقليلا فيهم، ولكن العمليات العسكرية برمتها "مربكة"، ولولا هذا الارباك لما أصبحت الميلشيات الحوثية على تخوم مأرب، وليست في نهم".

وقال المصدر العسكري "إن الوضع في مدينة مأرب، لا يوحي أنها في خطر الميلشيات الحوثية، فالقادة العسكريون يقومون بشراء الأراضي وتشييد المنازل، دون أي اكتراث بان الحوثيين قد يفجروها ويدمروا كل شيء في المدينة".. مؤكدا ان قيادات عسكرية رفيعة في الجيش تقوم بشراء أراض سكنية بمبالغ مالية كبيرة وبعملية "الريال السعودي"، وكأن تلك القيادات على ثقة بان الحوثي لن يدخل مأرب، لكن حين تحلل مسرح العمليات العسكرية تدرك ان طيران التحالف العربي لو تأخر خمس دقائق يصل الحوثيون إلى وسط مأرب".

وبعيداً عن ما تحدث عنه المصدر العسكري لصحيفة اليوم الثامن، أعلنت وسائل اعلام إقليمية نقلا عن مصادر عسكرية يمنية قولها الأحد "إن مائتين من مسلحي ميليشيات الحوثي قتلوا وتم إسقاط سبع طائرات مسيرة في محافظة مأرب خلال اسبوعين.

ونقل مواقع إخبارية خليجية عن اللواء الركن منصور عبدالله ثوابه قائد المنطقة العسكرية الثالثة في بيان، زعمه أن "قوات الجيش والمقاومة تمكنت من كسر عشرات الهجمات الحوثية، التي شنتها على مواقع جبهات الكسارة والمشجح وصرواح وجبل مراد بمأرب وجبهة ناطع في البيضاء".

ولفت إلى أن مليشيا الحوثي حاولت بعدة هجمات التقدم في مديرية رحبة بعد أن حررها أفراد الجيش الوطني والمقاومة، لكنها فشلت وتكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وقال إن مليشيا الحوثي خسرت أكثر من 200 من عناصرها، بينهم قيادات ميدانية، إضافة إلى مئات الجرحى.

وأضاف أن دفاعات الجيش أسقطت سبع طائرات مسيرة حوثية في مناطق متفرقة على أطراف محافظة مأرب الجنوبية والغربية.

لكنه عاد الى الحديث عن دور التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في استهداف "عشرات التجمعات والآليات الحوثية، وتمكنه من تدمير 13 طقماً و5 مدرعات، وإحراق مخازن أسلحة في محيط مأرب"؛ الأمر الذي يؤكد ما ذهب إليه المصدر العسكري الذي تحدث لصحيفة اليوم الثامن.

لكن الطريف في الأمر ان الجيش الإخواني في مأرب، دائما ما يتحدث عن بطولات عسكرية وانتصارات نوعية ضد الحوثيين، لكن الواقع على الأرض يبين عكس ذلك.

محرر صحيفة اليوم الثامن، تتبع خفايا اعلان جيش إخوان اليمن في مأرب، فتبين ان الانتصارات التي يعلن عن تحقيقها تتم في الثلث الأخير من كل شهر، فخلال الثلاثة الأعوام الماضية، أعلن جيش مأرب عن قتل وجرح الآلاف من الحوثيين، وتم ضبط خلايا حوثية تجسسية في المدينة، لكن دون ان يتم الإفصاح عن تلك الخلايا التي يتم نسيانها بعد أيام من الإعلان عن ضبطها.

ويبدو ان الإخوان يستغلوا قرب صرف ميزانية الحرب من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، فيذهبون إلى صنع بطولات "من الخيال"، على أمل الحصول على الميزانية سريعا ودون نقصان.

وتمول الرياض منذ سبع سنوات حرب حكومة هادي ضد الحوثيين، لكن التمويل ذلك ذهب جزء منه للحوثيين بعد اسقاط الميليشيات للجوف وفرضة نهم وأجزاء من مأرب، لكن مع ذلك السعودية مستمرة في تمويل الحرب، على أمل تحسين موقفها في المفاوضات مع إيران، على الرغم من خيانة الحلفاء المحليين في مأرب لها، وفرضهم القيام بمعركة حقيقية ضد الحوثيين الذين باتوا جماعات منفردة تخوض حرب عصابات، لا تملك قدرة السيطرة والاستحواذ وإدارة المدن".