(اليوم الثامن) تنفرد بنشر تفاصيل حصرية..

تقرير: هدوء يعم بيحان.. ذراع الإخوان بشبوة يبرم اتفاقية مع الحوثيين

الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي في محافظة عمران عقب تسليمها للحوثيين 2014م - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

قال مراسل صحيفة "اليوم الثامن" في محافظة شبوة إن ازيز الرصاص توقف تماما في البلدات الريفية التي سقطت في قبضة الحوثيين، عقب مواجهات محدودة خلال الأيام الماضية، الأمر الذي تؤكد مصادر وثيقة الصلة عن وجود اتفاقية مبرمة بين حاكم المحافظة الإخواني محمد صالح بن عديو، وميليشيات الحوثي.

ونقل مراسلنا عن مصادر قبلية تأكيدها "إن ميليشيات الحوثي توقفت في بلدة الصفراء، واتجهت صوب ريف محافظة مأرب اليمنية، فيما ساد الهدوء مدينة عتق مركز المحافظة، وذلك عقب ساعات من لقاء جمع حاكم شبوة مع موالٍ للحوثيين في مركز "ظلمين" بمرخة، مساء الخميس، على تقاسم موارد المحافظة بالتساوي".

وأشارت المصادر الى ان الاتفاقية المبرمة انتهت بالاتفاق على تقاسم إيرادات شبوة النفطية ان تذهب 50 % إلى المركز في صنعاء، مقابل الـ50 % الأخرى ان تبقى تحت تصرف حاكم شبوة الإخواني".. مشيرة الى ان "بن عديو" أكد استعداد سلطته لمساعدة الحوثيين في الهجوم على منشأة بلحاف وقاعدة العلم".

وأكد مصدر قبلي في بلدة مرخة لصحيفة اليوم الثامن "محافظ شبوة المعين من قبل الحوثيين عوض محمد فريد الطوسلي، على وقف القتال والبدء في تنفيذ اتفاقية تقاسم موارد شبوة النفطية".. مشيرا إلى ان ميليشيات الإخواني عاودت الجمعة حربها ضد قوات النخبة وقامت باختطاف جنديين، وأوقفت القوات من مواجهة الحوثيين".

وبحسب مصادر مقربة من حاكم شبوة الإخواني، فأن تم الاتفاق بين الإخوان والحوثيين بحضور شخصية اعتبارية من أل محضار في شبوة، منح الحوثي حق السيطرة على عسيلان وبيحان، ترك بلدة الصفراء كجبهة للمناوشة بدون أي تقدم للطرفين، منح بن عديو حق تشغيل الإنتاج من حقل جنة النفطي في مدة ١٥يوم وتكون الإيرادات للمحافظ بحجة وجود جبهة، والاتفاق على أن يكون للحوثي النصف من إيرادات الإنتاج ويستمر الوضع على هذا الحال".

وقال ناشطون في شبوة إن ميليشيات الإخوان نشرت مركبات ومدرعات عسكرية في بلدة رضوم، حيث تقع منشأة بلحاف النفطية".

وأكد الكاتب والمحلل السياسي محمد مظفر "أن هناك بالفعل أنباء تتحدث حشد عسكري اخواني كبير ينتشر حالياً في رضوم حول منشاة بالحاف بعد ما سلموا ثلاث مديريات بيحان".

وأكد الزعيم القبلي البارز الشيخ لحمر بن لسود "إن جماعة الحوثي لن تدخل أي متر في شبوة الا باتفاق، لأن الهدف من هذه الحرب والاستسلام والتسليم يؤكد ان المستهدف هو الجنوب وقضيته العادلة وثرواته الطبيعية".

ولفت بن لسود في تصريح لصحيفة اليوم الثامن "إن ميليشيات الاخوان نقلت قبل نحو أسبوعين سجناء من بيحان الى عتق، وهذا دليل على ان هناك اتفاق بين كبار ما يسمى بالحكومة الشرعية التي يتحكم فيها الإخوان وميليشيات الحوثي في صنعاء، على تسليم ثلاث من مديريات بيحان للحوثيين دون أي قتال او مواجهة".

وأكد الزعيم القبلي الجنوبي "ان ميليشيات الحوثيين والإخوان يتواجدون في منطقة لا تزيد عن أربعة كيلو متر مربع ولا توجد أي مواجهات والهدوء يسود كل الجبهات التي يفترض انها نقاط تماس بين قوات شبوة وقوات الحوثيين".

وقال بن لسود انه هناك بالفعل اتفاقية ابرمت لكنها ليست بين جماعة الاخوان في شبوة وجماعة الحوثيين في صنعاء، بل الاتفاقية ابرمت بين الكبار بقيادة جنرال الحرب علي محسن الأحمر، في مسقط والرياض والدوحة وانقرة وطهران، والهدف ليس تقاسم الثروة ونفط شبوة، بل ما هو ابعد من ذلك، والهدف هو السيطرة على حضرموت وعدن، السيطرة على شريط بحر العرب وخليج عدن وباب المندب، الاتفاقية أكبر من الاتفاق على تقاسم الثروة في شبوة، وما الادوات المحلية في شبوة الا منفذين لما تم الاتفاق عليه في الخارج".

وحذر الزعيم القبلي من مغبة التمادي في شبوة وتوقيع الاتفاقية على نهب خيراتها أمام مرأى ومسمع الإقليم والعالم، وان شبوة لن تكون الأخيرة التي سيسلمها الإخوان للحوثيين، فالتمدد قد يصل الى حضرموت وعدن".. مؤكدا ان الجنوب لن يكون حديقة خلفية لأي طرف يمني او إقليمي يريد العبث بمقدرات شعب حر ستكون الكلمة الفاصلة له، ولن يبقى على أرض الجنوب محتل".

‏وقال الخبير والمحلل السياسي سعيد بكران "إن الهدوء سيد الموقف في مديريات شبوة التي استلمها من بن عديو لا اشتباكات ولا تحركات من محور عتق ولا ترتيب لمقاومة لاستعادتها ولا حتى مؤشرات على ترتيب خطوط دفاع لما بعدها".. مؤكدا أن "كل هذا يثبت حقيقة الاتفاق الذي ابرمه بن عديو مع الحوثيين".

‏وخاطب بكران التحالف العربي بقيادة السعودية، بشأن ما يجري في شبوة، قائلا "يا تحالف العرب من سلم ثلاث مديريات نفطية للحوثي في ساعة سيسلم الباقي، بادروا بتسليم قبائل شبوة ارضها وادعموها ورتبوا صفوفها وقفوا معهم لانتزاع ارضهم من سلطة الخيانة والتسليم للحوثيين، الوقت كالسيف والصورة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار".

وقال الخبير والمحلل السياسي نبيل الصوفي "إن ‏الأخطر هو ان الاخوان منذ ان انهزموا في عمران في 2014 والى اليوم ينسحبون من أمام الحوثي، ويرفضون التفكير بمنطق القوى المحاربة للحوثي التي تقول لهم: انتم تخدمون الحوثي رضا والى غصب".

وأضاف "عمليا يمنحون الحوثي الثقة المطلقة بانه سينتصر في كل حروبه، ويؤكدون للشعب انه ما معه مجال الا الحوثنة".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاتفاق بين الاخوان والحوثيين، فقد سبق ووقعوا اتفاقيات كانت الأولى بعد تسليم محافظة عمران للحوثيين في الـ7 من يوليو (تموز) العام 2014م، حين وقعوا اتفاقية مع عبدالملك الحوثي، كانت كفيلة بتمكين الأذرع الإيرانية من الوصول الى صنعاء العاصمة دون أي مقاومة، وتوقيع اتفاقية السلم والشراكة، ثم توالت الاتفاقية بالانسحاب من نهم في شرق صنعاء وصولا إلى الجوف ومأرب، وكلها اتفاقيات كانت ميليشيات الحوثي تحصل عقب كل اتفاقية على كميات كبيرة من أسلحة التحالف العربي المقدم لقوات علي محسن الأحمر، الحليف المحلي للسعودية في مأرب.