المجلس الانتقالي الجنوبي يبحث عن مكاسب جديدة..

تقرير: عيدروس الزبيدي.. تحركات دبلوماسية تغضب قطر وإخوان اليمن

تحقيق مكاسب جديد على الصعيدين الإقليمي والدولي - أرشيف

سامي الخضر
ناشط ومراسل صحفي ميداني

يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي – السلطة السياسة المفوضة شعبياً -، لتحقيق مكاسب جديد على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك في ضو التطورات المتسارعة على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية، وهو ما تترجمه اللقاءات الدبلوماسية التي يعقدها السيد عيدروس الزبيدي، في الداخل والخارج، وهي اللقاءات التي اثارت موجة من الغضب لدى نظام تميم بن حمد القطري، الذي يفهم من خلال تناول الاعلام القطري والاخواني لهذه اللقاءات والهجوم عليها والتقليل من أهميتها.

ومنذ فبراير شباط الماضي، عقد الزبيدي سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية في السعودية والامارات، بهدف تحقيق مكاسب سياسية تعزز المكاسب العسكرية التي تحققت في شبوة مؤخرا بطرد الحوثيين من واحدة من اهم محافظات الجنوب العربي.

 والسبت التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، سعادة تيمور زابيروف سفير روسيا الاتحادية لدى دولة الامارات العربية المتحدة، مستعرضا معه العلاقات التاريخية المتينة بين الجنوب وروسيا الاتحادية، وبحثا مستجدات مختلف الأوضاع في بلادنا والمنطقة، بما في ذلك جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة بدعم من المجتمع الدولي، حيث أكد اللقاء على ضرورة تكاتف وتظافر كافة الجهود تجاه إيجاد حل سياسي شامل وعادل، يضع في أولوياته إيقاف الحرب، ومعالجة الوضع الإنساني، وحل قضية شعب الجنوب.

وبحثا مستجدات الأوضاع في المنطقة، وأهمية مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار، وتأمين المصالح الدولية، وخطوط الملاحة البحرية ومضيق باب المندب وخليج عدن.

وعبر زابيروف عن دعم موسكو لجهود السلام والاستقرار في البلد، مشيراً الى الدور الإيجابي الذي يلعبه المجلس الانتقالي في السياق نفسه، ومجدداً ضرورة الإشراك الفاعل للمجلس في إطار شمولية العملية السياسية لضمان حلول حقيقية وسلام دائم.

والخميس الماضي، بحث الزبيدي مع القائم بأعمال السفارة الروسية لدى اليمن يفغيني كودروف، مستجدات الأوضاع العسكرية والسياسية والاقتصادية في البلاد.

وشدد على أهمية دعم جهود إحلال السلام وإيقاف الحرب والدخول في عملية سياسية شاملة، تعكس واقع الأطراف على الأرض والقضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب.

واستعرض رئيس المجلس الانتقالي، العلاقات التاريخية بين الجنوب وروسيا الاتحادية، وسُبل تطويرها وتعزيزها.

من ناحية أخرى، استقبل نائب الأمين العام لهيئة رئاسة مجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ فضل الجعدي، في مقر رئاسة المجلس بالعاصمة عدن السبت، سعادة السيدة كريستي ترومسدال المبعوث الخاص لمملكة النرويج إلى اليمن.

وفي اللقاء، الذي حضره المحامية نيران سوقي عضو هيئة رئاسة المجلس، نائب رئيس الجمعية الوطنية، استعرض الجعدي مستجدات الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والعسكرية في عموم محافظات الجنوب، ومساعي استكمال تنفيذ اتفاق الرياض والعملية السياسية لإنهاء الصراع في المنطقة.

وتطرق اللقاء إلى الوضع الإنساني في الجنوب وما يعانيه المواطن جراء سياسة التأزيم المفتعلة والعقاب الجماعي الممنهج الذي تقف خلفه أطراف في الحكومة التي يهيمن عليها الاخوان، وفي هذا الصدد دعا نائب الأمين العام الشركاء الإقليميين والدوليين إلى اتخاذ موقف حازم يضع حدا لتلك السياسات العقابية بما يكفل تحييد الخدمات بعيدا عن الصراع السياسي.

وتناول اللقاء أهمية إشراك المرأة في عملية صناعة السلام وتعزيز مشاركتها في دوائر صناعة القرار، وهو ما أكدته المحامية نيران سوقي التي استعرضت في اللقاء دور المرأة الجنوبية وحضورها الفاعل في مختلف مجالات الحياة سواء في دولة الجنوب السابقة، أو على امتداد مراحل الثورة الجنوبية وصولا إلى مشاركتها الفاعلة وتبوأها مناصب قيادية في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي وهيئاته، مؤكدة أن لدى الجنوب موروث متجدد في العدالة الاجتماعية، وحقوق المرأة ومنها الحقوق السياسية.

من جانبها عبرت السيدة ترومسدال عن سعادتها بزيارة العاصمة عدن في مستهل مهمتها كمبعوث خاص لمملكة النرويج إلى اليمن، مؤكدة حرص بلادها على دعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى عملية سلام شاملة في اليمن، مشددة على ضرورة تعزيز فرص مشاركة المرأة في عملية صناعة الأمن والسلام وتمكينها من المشاركة في العملية السياسية بتمثيل عادل.

حضر اللقاء المهندس محمد العبادي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي، وعلي الهدياني السكرتير الصحفي لرئيس المجلس، ورشا بن عطاف عضو الإدارة العامة للشؤون الخارجية، ومن الجانب النرويجي كل من السيدة سجني جيلين نائب رئيس البعثة، والسيدة مونيكا توسن كبير المستشارين في إدارة الشؤون الانسانية في الخارجية النرويجية.

والخميس الماضي، التقى الأستاذ فضل محمد الجعدي نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ومعه الأستاذ لطفي شطارة عضو هيئة رئاسة المجلس نائب رئيس الجمعية الوطنية، وفد مركز الحوار الإنساني في جنيف برئاسة السيد رومان جراندجان المسؤول الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والسيد فرانسيس وارد مدير برنامج اليمن ودول الخليج في المركز.

وفي مستهل اللقاء رحب الجعدي بوفد مركز الحوار الإنساني، والجهود التي يبذلها المركز في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، مقدما لمحة عن معاناة الجنوب والتضحيات التي قدمها ولايزال يقدمها الجنوبيون أمام كل ما يتعرضوا له من حرب مسلحة وحرب اقتصادية وخدمية، مؤكدا أن كل ذلك لم يزيدهم إلا إصراراً لتحقيق طموحاتهم المشروعة.

وجدد الجعدي التأكيد على تمسك المجلس الانتقالي باتفاق الرياض وضرورة تنفيذ كافة بنوده، منوها بأن أبناء الجنوب هم من يقاتلون في الجبهات وأن شعب الجنوب يعاني من عدة أزمات، وأنه لابد من الوصول إلى حلول نهائية لما يتعرض له الجنوب وشعبه، متمنياً  النجاح لمركز الحوار الإنساني في مساعيه لإحلال السلام والاستقرار.

من جانبه عبر الأستاذ لطفي شطارة عن سعادته بتواجد وفد مركز الحوار الإنساني في العاصمة عدن، متمنياً أن تسهم مساعي المركز في إنهاء الصراع والوصول لحل سلمي، مشدداً على أن المجلس الانتقالي المفوض من شعب الجنوب والحامل الرسمي لقضيته، لطالما سعى للحلول السلمية وتجنب الحرب، عبر الالتزام بالاتفاقات السلمية وفي مقدمتها اتفاق الرياض.

وأكد شطارة على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض بكافة بنوده كحزمة واحدة دون انتقاص، بكافة جوانبه بما فيها الشق العسكري والخدمي، خاصة مع ما يعانيه الشعب من أزمات في الاقتصاد والخدمات.

 وناقش اللقاء سبل التنسيق والتعاون المشترك بين مركز الحوار الإنساني والمجلس الانتقالي الجنوبي لإحلال السلام عن طريق الحوار البناء.

وكان السيد رومان جراندجان قد قدم نبذة عن مركز الحوار الإنساني في جنيف والنشاطات التي يقوم بها بهدف إنهاء الصراعات في البلدان المختلفة، معبراً عن تقديره للجعدي وشطارة على حسن الاستقبال، متمنين أن الحوارات التي يجريها المركز ستخلص إلى نتائج ملموسة لإنهاء الصراع في البلد.

وأثارت هذه اللقاءات غضبا قطريا كبيرا، حيث سارعت اعلام الدوحة والإخوانية الممولة من قطر، الى الهجوم على المجلس الانتقالي الجنوبي والتقليل من أهمية هذه اللقاءات، مستعينة بشخصيات يمنية تبحث عن مكاسب سياسية لدى الحكومة التي يهيمن عليها تنظيم اخوان اليمن الممول من نظام تميم بن حمد.

وقالت صحيفة عربي 21 القطرية إن لقاءات الزبيدي الدبلوماسية هدفها خلط الأوراق، زاعمة على لسان قيادات اخوانية يمنية "ان المجلس الانتقالي الجنوبي" قد أصبح ميتا ولم يعد بوسعه تقديم أي شيء يقود جنوب اليمن نحو الاستقلال.

وربطت الصحيفة القطرية بين العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، والحرب التي شنها تحالف نظام علي عبدالله صالح والاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في العام 1994م، مشيرة الى ان ما وصفته بالعدوان الروسي على أوكرانيا سوف ينتهي بالهيمنة العسكرية واحتلالها عسكرياً، في محاولة لتشبيه ان الوضع في كييف سيكون مثل عدن، دون ان تبين الصحيفة لماذا اجترت هذه التشبيه.

وقالت الصحيفة القطرية "العملية العسكرية الروسية مؤشر كاف على أن روسيا تقدم بعدوانها على أوكرانيا نموذجا للإلحاق والضم بواسطة القوة، وهو نموذج يتناقض مع دعاوى المجلس الانتقالي التي لا تستند إلى أي أساس للانفصال".

وزعمت الصحيفة القطرية – على لسان الاخواني اليمني ياسين التميمي - ان تحركات عيدروس الزبيدي، تمثل دعما واضحا لمشروع الهيمنة الروسية على أوكرانيا".

 ودائما ما تستعين الصحافة القطرية بشخصيات مناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي وتحظى بدعم قطري رغم اقامتها في العاصمة المصرية القاهرة التي كانت على خلاف كبير مع الدوحة الداعم الأبرز لتنظيم الاخوان الإرهابي في المنطقة.

وهاجمت الصحيفة القطرية على لسان عبدالكريم السعدي وهو عضو (معزول) من الدائرة السياسية لائتلاف الاخوان المسلمين في اليمن، والذي ربط بين تحركات المجلس الأخيرة وتصريحات سابقة حول التطبيع العربي مع دولة الكيان الإسرائيلي.

 وزعم السعدي ان المجلس الانتقالي الجنوبي يوقع في الأخطاء المتكررة نتيجة محاولة خلق تحالفات إقليمية ودولية، بما في ذلك الترحيب بالتطبيع مع إسرائيل".

واعترف السعدي أن عيدروس الزبيدي يتصرف وكأنه رئيس دولة".. زاعما ان هذا التصرف هو ما وصفه بـ"نتاج طبيعي للتخبط الذي يعيشه المجلس الانتقالي، والصراع الداخلي الذي يعصف به، لاسيما، بعد خروج عدد من القيادات من هذا المجلس"؛ دون ان يذكر أسماء على قيادات اعلن استقالتها من المجلس، او العلاقة بين التصرف كرئيس والخلافات التي زعم انها تعصف بالمجلس.

وقال السعدي "ان المجلس الانتقالي الجنوبي لا يناضل من اجل تحقيق الاستقلال للجنوب، بالدليل انه يحارب تنظيم الاخوان المسلمين".

ولم يكتف السعدي بالدفاع عن الاخوان المسلمين، فقد ذهب الى ابعد من ذلك حين وصف حزب المؤتمر الشعبي العام بانه "حزب جنوبي".

وقال السعدي ان استعادة المجلس الانتقالي الجنوبي لمبنى حكومي سابق دليل على انه يسعى لإعادة "إحياء نظام عفاش وخدمة للمشروع الذي دمر عدن وماجاورها والذي يرى رعاته أن عودة اليمن إلى ما قبل 11 فبراير 2011م هو الحل للأزمة اليمنية" حسب زعمه.

واستبعد السعدي ان يكون استعادة مقر المؤتمر في عدن، ردا على نشاط تيار طارق عفاش المعلن في شبوة، زاعما "أن ما حصل كانت خطوة لإظهار صراع مؤتمري جنوبي داخلي".