"قاهر الحوثيين"..

تقرير: "اغتيال اللواء جواس".. هل نجحت الاذرع الإيرانية باختراق عدن؟

قائد اللواء 131 مشاة اللواء الركن ثابت جواس

أثارت عملية اغتيال قائد محور العند العسكري، قائد اللواء 131 مشاة، اللواء الركن، ثابت جواس، مساء الأربعاء، بسيارة مفخخة، جملة من التساؤلات حول الجهة التي نفذت عملية الاستهداف ضد القائد العسكري الملقب بـ“قاهر الحوثيين“، وسط اتهامات لميليشيات الحوثيين بتنفيذها بشكل انتقامي.

واتهم مدير شرطة عدن، اللواء مطهر ناجي، في بيان نعي، عقب الحادثة بساعات، ميليشيات الحوثيين بـ“الوقوف وراء عملية استهداف جواس“. وقال إن ”ميليشيات الحوثي مستمرة في اغتيال الكوادر الجنوبية ومحاولة إفراغ الوطن من كل العقول السياسية والاقتصادية والعسكرية“.

وفي حين لم تعلن أي جهة تبنيها لعملية الاغتيال بشكل رسمي حتى الآن، تحتفي حسابات ناشطين يمنيين موالين للحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بمقتل اللواء الركن ثابت جواس، الذي كان واحدًا من بين أبرز القادة العسكريين لدى قوات الجيش اليمني التي خاضت مواجهات عنيفة ضد الحوثيين في محافظة صعدة خلال الحروب الست بين (2004 – 2009)، إذ انتشرت حينها شائعات على نطاق واسع تفيد بأن جواس هو من قتل مؤسس ”الجماعة الحوثية“، حسين بدر الدين الحوثي، خلال الحرب الأولى التي شهدتها صعدة في العام 2004.

وسبق لـ“المحكمة الجزائية المتخصصة“ الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي في  صنعاء، أن أصدرت في العام 2021، حكمًا بإعدام اللواء الركن ثابت جواس، ومصادرة جميع ممتلكاته، بجانب العشرات من القادة العسكريين في قوات الجيش اليمني.

وخلال الفترة الماضية، اقتصرت عمليات الحوثيين على استهداف منشآت مدنية وعسكرية في جنوب اليمن، عن بُعد، بواسطة صواريخ بالستية أو طائرات مفخخة دون طيار.

اختراق الجنوب

وعقب عملية الاغتيال، أثار ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، تساؤلات عن مدى اختراق ميليشيات الحوثيين للمناطق المحررة في جنوب اليمن، خاصة في العاصمة المؤقتة عدن.

ويقول المحلل السياسي، ياسر اليافعي، معلقًا على اغتيال اللواء الركن جواس، في منشور على فيسبوك، إن عملية الاغتيال لم تحدث إلا ”بالغدر والخيانة“. متسائلًا عن موعد الصحوة لدى الأجهزة الأمنية في محافظتي عدن ولحج؟.

وأشار في منشور آخر، إلى أن اللواء جواس تعرّض لمحاولة اغتيال سابقة بسيارة مفخخة انفجرت عقب مرور موكبه بدقائق، قرب مطار عدن الدولي. وقال إن اللجنة الأمنية بعدن ”اتهمت حينها قيادات عسكرية تتبع الإخوان بالتنسيق مع ميليشيا الحوثي ونشرت فيديو مسجلا يظهر السيارة منذ انطلاقها حتى انفجرت، وكذلك اعترافات لعناصر تم تجنيدها لتنفيذ هذه العملية، وقالوا إن نقطة انطلاقهم وتدريبهم وتجمعهم في تعز/ منطقة سيطرة الإخوان“.

وعبّر اليافعي عن أسفه لاغتيال اللواء جواس عبر ”عملية تم الترتيب لها بشكل دقيق وكبير“، وفق تعبيره.

ويرى الناشط السياسي، عبدالله الشاعري، في تغريدة على ”تويتر“، أن عملية اغتيال جواس، تثير تساؤلات مِن قَبيل ”هل الحوثيون اخترقوا الجنوب وأثبتوا فشل الأمن والاستخبارات والأجهزة الأمنية في عدن؟ أو أن هناك جهة أخرى قامت بعملية اغتياله؟ هل من تحقيق سريع وتقديم الجناة للمحاكمة وكشف الجهة التي مولت ذلك، أو تمر كما مر اغتيال القائد منير أبو اليمامة؟“.

بدورها، أشارت الناشطة سارة عبدالله حسن، في تغريدات على ”تويتر“، إلى أن ”مجرد تتبع لهاتف أحد مرافقي جواس، كفيل بتحديد موقعه، خاصة بعد حضور جواس لمناسبة عزاء، وبعيدًا عن التحليلات الكثيرة للاختراقات الأمنية يكفي أن نؤكد أن أكبر اختراق، هو أن هواتفنا تقع تحت رحمة شركات اتصالات يسيطر عليها الحوثيون.. سبع سنوات من الحرب ولم نتحرر بعد من سيطرة الحوثيين على الاتصالات!“.

وقالت إن الحوثيين لم يستطيعوا الوصول إلى جواس ”منذ قتله للهالك حسين الحوثي 2004 وهاهم اليوم بعد 18 عاما يأخذون بثأرهم من هذا البطل.. الاختراق الحوثي لأمن عدن وباقي المدن أصبح واضحًا. لا بد من مراجعة حتى لا تستمر سلسلة الاغتيالات لخيرة رجالنا، رحم الله الشهيد ثابت جواس ومن استشهدوا معه“.

ويعتقد رئيس ”دار المعارف للبحوث والإحصاء“، سعيد بكران، أن عملية استهداف جواس ”تهدف لإحداث فوضى في عدن وتحميلها للمجلس الانتقالي.. لا نعلم لماذا يخشى الحوثيون والإخوان من نتائج لقاء الرياض، الذي دعا له مجلس التعاون الخليجي؟ ولماذا كل هذا الجنون في كل تجاه للحصول على تعطيل ما؟“.

وقال سعيد في تغريدة، ”حذرنا مرارًا وتكرارًا من أن تمكين الإخوان عبر الشرعية وتحويل الجنوب ساحة للفراغ والخنق المعيشي والسياسي سيعطي الفرصة للأنشطة الإرهابية وجماعات الإرهاب التي تديرها إيران.. عودة المفخخات واختطافات الأجانب هي الدليل العملي على أن تلك التحذيرات ليست خيالًا“، بحسب تعبيره.

أما رئيس مركز ”أبعاد للدراسات والبحوث“، محمد عبدالسلام، فكتب على فيسبوك :“كنت أعتقد أن الرجل المناسب للحوار مع الحوثيين هو خصمهم اللدود وقاتل مؤسس حركتهم الإرهابية اللواء ثابت جواس. اليوم استشهد هذا البطل في عملية إرهابية لا تبتعد عن أسلوب الحرس الثوري الإيراني في اغتيال خصومهم. لم يكن ليبقى هذا الرأس اليماني حتى يرى حوثيّا يتحاور معه بغير البندقية!“.

دعوة للتحقيق

وكان رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، وجه مساء أمس الأجهزة العسكرية والأمنية والجهات المعنية في عدن بسرعة التحقيق في ”هذه العملية الإجرامية والإرهابية الغادرة، وكشف ملابساتها للرأي العام“، طبقًا لما نشرته وكالة الأنباء اليمنية ”سبأ“.

من جهته، قال موقع ”درع الجنوب“ المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية، إن قيادة محافظتي عدن ولحج المتجاورتين، أصدرتا توجيهات برفع جاهزية الأجهزة الأمنية إلى الحالة القصوى، وتشديد الإجراءات الأمنية في المنافذ الرابطة بين المحافظتين ”لرصد أي عناصر إرهابية“.

وذكر الموقع، أن جهودًا منسقة تبذلها قيادتا السلطتين المحليتين في عدن ولحج لإجراء التحريات اللازمة وتكثيف ”الجهود لملاحقة الأيادي الآثمة والعناصر الإرهابية الجبانة التي خططت ونفذّت العملية الإرهابية الجبانة“.

-----------------------------------

المصدر| إرم نيوز