"تغييب قضية الجنوب بتوجيهات رسمية"..

تقرير: اللجنة الخاصة السعودية.. لماذا تستفز «المجلس الانتقالي»

اللجنة الخاصة وجهت بعدم التعاطي مع قضية الجنوب - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن
عدن

أعترفت إعلامية في قنوات سعودية حكومية إن تغييب ملف قضية الجنوب من اللجنة الخاصة، كان بتوجيهات رسمية من رئيس اللجنة الخاصة السعودية د. محمد القحطاني.

واستفزت ما يسمى باللجنة الخاصة السعودية، المجلس الانتقالي الجنوبي، حين وجهت الإعلام السعودي بعدم الإشارة الى القضية الجنوبية، الأمر الذي يفسر على ان الرياض تريد دفع المجلس الانتقالي الى الانسحاب من المشاورات.

وقالت إعلامية يمنية تعمل في قناة الحدث السعودية "انها تلقت توجيهات صريحة من اللجنة الخاصة بعدم ذكر أي شيء يمت للجنوب بصلة وان التناول يجب ان يكون في إطار مسمى الجمهورية اليمنية"؛ في إشارة الى ان اللجنة المشرف على الملف اليمني منذ عقود وجهت بعدم التعاطي مع الجنوب كقضية وطنية.

وقالت الإعلامية اليمنية الشمالية أسماء راجح موفدة قناة العربية في مشاورات الرياض "تلقينا تعليمات واضحة وصريحة من قبل اللجنة الخاصة بأن الجميع هنا تعهدوا بأن يعملوا باسم اليمن ولا يوجد أي مسميات أخرى بما فيها الجنوب العربي ويمنع الحديث في تقاريرنا عن أي مسميات أخرى غير الجمهورية اليمنية".

وقالت مصادر إعلامية جنوبية لصحيفة اليوم الثامن "ان اللجنة الخاصة والسفير السعودي لدى اليمن، وجه الاعلام السعودي بعدم التعاطي مع ملف قضية الجنوب ومشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، والتركيز على ان المشاورات "يمنية – يمنية"، والعمل على تغييب الحديث عن القضية الجنوبية.

واستعرض محرر صحيفة اليوم الثامن، بعض الصحف السعودية التي خلت في تغطيتها من أي ذكر للجنوب في المشاورات، فيما الاعلام الغربي ركز على تجديد الدعوة السعودية للحوثيين للمشاركة في المشاورات على الرغم من ان الاذرع الإيرانية رفضت المشاركة واشترطت ان تكون في سلطنة عمان او قطر.

واللجنة الخاصة هي ذراع السعودية في التحكم باليمن الشمالي منذ الإطاحة بالنظام الملكي في ستينيات القرن الماضي.

وقال إعلام تنظيم الإخوان "ان الأوضاع في اليمن كان مستقراً حتى العام 2011م، إلى ما قبل 2011، حيث كانت تدفع "اللجنة الخاصة" أموالا شهرية لآلاف السياسيين ومشايخ القبائل والفاعلين في مختلف المجالات، ابتداء من الرئيس وحتى أصغر شيخ قبلي".

وأكد سياسيون يمنيون "أن هناك ثلاثة وأربعين ألفا من عملاء اللجنة الخاصة، وهذا يعد أكبر طابور عملاء في العالم".

وقالت صحيفة العربي الجديد القطرية إن الشأن اليمني ظل هاجساً لدى الحكومات السعودية المتعاقبة منذ ستينيات القرن الماضي، حيث وقفت الرياض إلى جانب نظام الإمام البدر بن حميد الدين، الذي قامت عليه ثورة 26 سبتمبر/ أيلول العام 1962 التي دعمها حينذاك الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. وقد شكّل الدعم المصري تهديداً للنظام الملكي السعودي، الذي تخوف من زحف النظام الجمهوري إلى السعودية. وقامت الرياض بحشد دعم سياسي وعسكري لحكومة الإمام البدر لينتهي الأمر بمصالحة أبقت على النظام الجمهوري وتكفلت المملكة برواتب موظفي النظام الإمامي عبر ما يعرف بـ"اللجنة الخاصة" التي رأسها وأشرف عليها الأمير سلطان بن عبدالعزيز منذ نشأتها أواخر الستينيات وحتى وفاته في أكتوبر/ تشرين الأول 2011.