أحمد الليثي يكتب:

حقيقة جماعة الإخوان..المنبوذة سياسياً والمتصدعة تنظيمياً؟!

بدون شك عندما يعود المتابع للأحداث، والنظر إلى حقيقة جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها في كل الدول العربية يجد إنها جماعة لا خير فيها، فمنذ تأسيس حزبها السياسي في جميع بقاع البلدان العربية، مثل دولة مصر العربية وغيرها عاثت فساداً كبيراً ورأت أن لا شرعية في الحكم إلا لها، فلم توفق بالحكم إلا بسفك الدماء، وهنا هزمت شر هزيمة، وبعدها انتصرت دولة مصر العربية وأصبحت تلك الجماعة بكل البقاع منبوذة سياسياً ومتصدعة تنضيمياً.


وكانت هذه البداية الماسوية لها من مصر، حيث كانت جماعات دعوية في بادئ الأمر، ثم تحولت إلى حزب سياسي انتهازي يريد إن يصل لسدة الحكم حتى وأن كان عن طريق سفك الدماء من أجل تحقيق ذلك الهدف، وهذا ما جعلها منبوذة غير موفقة في حكم عدة دول، ولأنها بنفس الوقت لم تستطع إن تنتقل من مرحلة فقه الجماعة إلى مرحلة فقه الدولة الذي يعني الانتقال من فقه ذات طيف واحد إلى فقه ذات أطياف متعددة وبمختلف مؤسساتها المتعددة المشارب .


واذا نظرنا عن فرع هذه الجماعة في بلادنا اليمن وبما يعرف حزب (الاصلاح) الأيديولوجي تجده لايختلف عنها، فمنذ تأسيسه لم يقدم نموذجاً طيباً، ولا تجد له موقف يحسب أو يذكر مع الوطن والمواطن حتى أصبح اليوم كتلك الجماعة حزب غير مقبول في كثير في المحافظات، وأصبح لايستغرب منه الجبن وسرقة الانتصارات وإنجازات غيره من القوى الوطنية الموجودة في الساحة التي لم تجده يوماً عوناً لها، بل يقف ضدها رغم إنه حزب يقول إنه ضد مشروع إيران التوسعي، وهذا يتناقض مع دوره على أرض الواقع، وما يشهده الكثير من عامة الناس ونخب مجتمعنا بأن هذا الحزب لا يتبنى سوى مشروع الدمار للجنوب أرضاً وإنساناً واليمن ككل، لأنه ما هو إلا إمتدادا لفكر جماعة الإخوان المسلمين التي تأبى إلا إن تعبث وتنشر الكراهية والفكر المتشدد بين أوساط المجتمعات العربية وتقف باستمرار بالوقوف ضد أي قوى وطنية عربية تريد إن تبني وطننا، وهذا ما يؤسف الكثير من عامة الناس بعدن وغيرها، بالذات إنه حزب يتغنى بالحفاظ على أهداف الثورة والوحدة اليمنية والنظام الجمهوري وهو غير صحيح، بل يكذب ويمارس التضليل وسياسات تدمير الوحدة اليمنية والنظام الجمهوري من خلال دعمه المتواصل للتطرف والتعصب الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ويواصل هذا الحزب وبانتهازيته المعروفة بنسف كل الانجازات التي تحققت بفضل القوى الوطنية، وهذا ديدنه وللأسف الشديد من تأسيسه.