جون بيركو يكتب:

الصراع الإسرائيل - الإيران أنتهى ولكن معركة أسياسية أخرى لم تنته

فيما يبدو أن الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران قد انتهى، تستمر المعركة الأساسية بين النظام الإيراني وشعبه. بعد الاحتجاجات الوطنية الواسعة في أواخر عام 1401 هـ والهزائم الإقليمية للنظام في 1403 هـ، يتزايد الأمل بأن قبضة النظام على السلطة قد أصبحت متزعزعة.

تزامن انتهاء الحرب مع الذكرى الرابعة والأربعين لمجزرة وحشية بحق المتظاهرين السلميين في طهران (21 حزیران1981)، وهي تذكير صارخ بوحشية النظام المتأصلة وتحديه لإرادة الشعب الإيراني. عقود من الجرائم عززت هذا الاستنتاج.

ومع ذلك، قبلت العديد من الحكومات الديمقراطية، للأسف، دعاية النظام الإيراني بأن حكمه، مهما كان قمعيًا، هو الحل الوحيد لمنع الفوضى. هذه الدعاية عززت نهجًا خطيرًا من الاسترضاء بين الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا، حيث يتجنب القادة غالبًا الإشارة إلى تغيير النظام خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى صراع مكلف.

مریم رجوي، التي اختارها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية رئيسة لفترة انتقال السيادة إلى الشعب، عبرت عن الطريق إلى الأمام قائلة: «لا الحرب ولا الاسترضاء. دعوا الشعب الإيراني يقرر مصيره بنفسه ويسقط خامنئي وديكتاتورية ولاية الفقيه» («لا حرب ولا استرضاء، دعوا الشعب الإيراني يُسقط خامنئي وديكتاتورية ولاية الفقيه بنفسه»). بعبارة أخرى، تغيير النظام من الأسفل بقوة الشعب الإيراني، دون تدخل عسكري من أمريكا، بريطانيا، إسرائيل، أو أي حكومة غربية أخرى، ودون دعم مالي أو تسليحي.

كما تعلمت بريطانيا من تاريخها، فإن الاسترضاء لا يجدي نفعًا. في عام 1939، كان البديل للاسترضاء هو «الحرب»، لكن اليوم، تملك الدول الديمقراطية فرصة فريدة لمحاسبة النظام الإيراني على أنشطته الخبيثة وانتهاكات حقوق الإنسان. يمكن تحقيق ذلك ببساطة من خلال دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة والاعتراف بحقهم في إسقاط نظام الملالي وإقامة حكومتهم الخاصة.

منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، إحدى المكونات الرئيسية للمجلس الوطني للمقاومة، طورت خلال العقد الماضي شبكة وطنية من «وحدات الانتفاضة» التي تروج بنشاط لتغيير النظام، وتوجه الاحتجاجات، وتواجه القوات الأمنية، وتدمر رموز إيديولوجية الملالي. على الرغم من القمع الشديد، تستمر صفوفهم في النمو.

يحظى المجلس الوطني للمقاومة بدعم دولي كبير، بما في ذلك من أغلبية أعضاء مجلس العموم البريطاني ونظرائهم، مما يعكس قاعدة الدعم الواسعة له داخل إيران. خطة مريم رجوي المكونة من عشر نقاط لمستقبل ديمقراطي تتضمن الالتزام بانتخابات حرة وعادلة، فصل الدين عن السياسة، إلغاء عقوبة الإعدام، استقلال القضاء، المساواة بين الجنسين، وحقوق متساوية لجميع الأقليات الدينية والعرقية، بالإضافة إلى تفكيك البرنامج النووي للنظام.

حان الوقت لدحض أسطورة «لا يوجد بديل». فهناك بديل ديمقراطي فعال في إيران. حان الوقت لتقديم الدعم الأخلاقي والسياسي للشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، التي حُرمت منهما لفترة طويلة. من خلال التركيز على هذا «الخيار الثالث»، يصبح النهاية السعيدة ممكنة للتغلب على المحنة التي تعاني منها إيران، مما يساعد الإيرانيين على استعادة بلدهم من قبضة الملالي، ويمهد الطريق لفجر جديد لإيران والشرق الأوسط بأكمله.