تعتمد في سياستها التوسعية العدائية..

تقرير: ميليشيات إيرانية تحت الطلب.. والأجندة طائفية

إيران ذراعاً رئيسياً تحت اسم فيلق القدس التابع للحرس الثوري

طهران

تعيد المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب بين أمريكا وإيران، تسليط الضوء على ميليشيات إيران الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، والتي يرى البعض أنها تشكل رادعاً لأي هجوم أمريكي محتمل، حيث تستغلها إيران ورقة ضغط ضد الولايات المتحدة.

ونشرت عدة صحف ومواقع عربية وأجنبية، تقارير سابقة حول خطورة الدور الذي تلعبه الميليشيات التي تدعمها إيران، حيث تمتلك طهران عشرات الميليشيات والمنظمات المسلحة، التي تنتشر في دول عربية لزعزعة استقرارها، وتثبيت النفوذ الإيراني.

وتمتلك إيران ذراعاً رئيسياً تحت اسم فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو مسؤل على العمليات الإرهابية الخارجية، وله الدور الرئيسي في إنشاء الأذرع الخارجية لإيران، والمكونة من ميليشيات محلية في عدد من دول المنطقة.

وتعتمد إيران في سياستها التوسعية وتحركاتها العدائية تجاه دول المنطقة وشعوبها، على استغلال الانقسامات والتوترات، وتوظيف التطرف والإرهاب لضرب استقرار المنطقة.

ونستعرض في هذا التقرير، أبرز أذرع إيران الإرهابية في عدد من الدول العربية:  

حزب الله اللبناني


أسست إيران ميليشيا حزب الله في لبنان عام 1982، ليصبح الوكيل العسكري الأبرز لها في منطقة الشرق الأوسط. وبالإضافة إلى سيطرة الميليشيا على القرار اللبناني بتهديد السلاح، فإنها تورطت في أعمال إرهابية في لبنان، والعديد من الدول.

وقد قدم الحزب أوراق الاعتماد الإرهابي فور تأسيسه عبر تورطه في خطف 96 أجنبياً في لبنان عام 1982، من بينهم 25 أمريكياً، فيما عرف بأزمة الرهائن التي ظلت 10 سنوات.

وتقدر تقارير إعلامية، الميزانية المخصصة له بنحو 200 مليون دولار سنوياً. وتمد إيران الحزب بالتدريب العسكري وبالسلاح.

ويعد الحزب النموذج الأبرز للتدخل الإيراني في المنطقة، خاصة وأنه خرج عن جغرافيته الأساسية للدفاع عن المصالح الإيرانية إلى خارج الحدود اللبنانية. ودوره لم يعد مقتصراً على "الممانعة" و"المقاومة"، كما روج من قبل، بقدر ما انتقل إلى الخطوط الأمامية في الصراع السوري واليمني.

الميليشيات الإيرانية في سوريا


تمتلك إيران أكثر من 50 ميليشيا محلية وأجنبية في سوريا، تحت العديد من المسميات ذات البعد الطائفي. ويتجاوز عدد مسلحيها 60 ألفاً، يعملون تحت قادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ استراتيجية طهران.

كان أول من شارك في الأزمة السورية من تلك الميليشيات: "فيلق القدس" بقيادة قاسم سليماني، التابع لحرس الثورة الإيراني، و"حزب الله" اللبناني، وبعض العراقيين المقيمين في منطقة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي.

وإلى جانب الذراع الرئيس حزب الله، شارك في الحرب السورية كتائب منضوية تحت راية الحشد الشعبي العراقي، أبرزها لواء أبو الفضل العباس، وكتائب الإمام علي، وكتائب حزب الله النجباء"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"حركة الأبدال".

ويضاف إلى ذلك ميليشيا تدعى "الفاطميون" من أفغانستان، و"الزينبيون" من باكستان.

حزب الله العراقي


تشكلت ميليشيا حزب الله العراقية بعد سقوط النظام العراقي عام 2003، وظهر بالتزامن مع ميليشيات إيرانية عديدة، منها كتائب لواء أبي الفضل العباس، وكتائب كربلاء، وكتائب السجاد، وكتائب زيد بن علي، وقد توحدت جميعها تحت لواء "حزب الله العراقي" في 2006.

والميليشيا المسلحة متورطة في العديد من الجرائم على الأرض العراقية، حيث كانت طرفاً في حرب طائفية ضد المكونات العراقية الأخرى، لتثبيت النفوذ الإيراني.

عصائب أهل الحق


تأسست الميليشيا عام 2006، بدعم إيراني مباشر، وقد انشقت عن ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الديني مقتدى الصدر، وباتت العصائب أحد المكونات الرئيسية في الحشد الشعبي، الذي شكل عام 2014 بدعوى مواجهة تنظيم داعش، لكنه ارتكب العديد من الجرائم الطائفية بحق العراقيين. وتشارك الميليشيا أيضاً مع الأذرع الإيرانية الأخرى في الحرب السورية.

"الحشد الشعبي" في العراق
تأسس عام 2014 من كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، ومنظمة بدر، وقوات الشهيد الصدر، ثم توسع الحشد من المتطوعين الشيعة.

ووضع الحشد هدفاً معلناً، وهو حماية بغداد والمراقد المقدسة من تنظيم داعش الذي سيطر على الموصل والرمادي والأنبار والفلوجة، لكن الحشد تورط في مجازر ضد المدنيين في المدن ذات الغالبية السنية، وظهرت سريعاً بوصلته الطائفية، وتعدى المهمة المعلنة إلى أخرى تهدف إلى ترسيخ النفوذ الإيراني الطائفي في العراق.

ميليشيا الحوثي في اليمن 


تأسست الميليشيا تحت اسم "جماعة انصار الله" عام 1992، وبدأت نشاطاً عسكرياً مسلحاً منذ 2004، بالدخول في 6 حروب ضد الجيش اليمني حتى 2010.

ويتلقى الانقلابيون الحوثيون الدعم المالي والسياسي والتدريب والتسليح من فيلق القدس، ومن حليفه حزب الله اللبناني، الذي يشارك في المعارك إلى جانب المتمردين، رغم نفي الأطراف الثلاثة ذلك.

وذكر تقرير لخبراء في الأمم المتحدة، أن إيران تسلح المتمردين الحوثيين منذ 2009 على الأقل، فيما تشير التقديرات إلى أنها تمدهم بالسلاح منذ 2004.

ووجدت إيران في الحوثيين منذ زمن بعيد أداة قوية لتنفيذ مشروعها في اليمن، فأمدتهم بالسلاح، حتى استطاعوا استغلال الوضع الأمني الهش عام 2014، ونفذوا انقلاباً على السلطة الشرعية المنتخبة، لتدخل البلاد في دوامة من العنف.

وبطلب من الحكومة اليمنية، انطلقت عمليات قوات تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في أبريل(نيسان) 2015 ادحر التمرد، بعدما استنفذت المساعي السياسية.

سرايا المختار في البحرين


تأسست سرايا المختار الإرهابية في البحرين أواخر 2011، واعتمدت على أسلوب حرب العصابات والهجمات الخاطفة والتفجيرات ضد الأهداف المدنية وقوات الأمن.

سرايا الأشتر في البحرين
تأسس هذا التنظيم الإرهابي في مارس 2012، ويلقى دعماً من إيران والجماعات الشيعية العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

ويقود التنظيم الإرهابي كلاً من أحمد يوسف سرحان المعروف باسم أبو منتظر، وجاسم أحمد عبد الله المعروف باسم ذو الفقار، وكلاهما بحرينيان هاربان، ويعتقد بأنهما يتواجدان في إيران.

وظهرت بعد ذلك الكثير من التنظيمات التي تتخذ أسماء مختلفة، منها سرايا المقاومة الشعبية، وطلائع التغيير، وقد تبنت هذه التنظيمات كل العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في البحرين.