في مديرية الدريهمي..

مصدر عسكري: القوات المشتركة بالحديدة تكسر هجوم حوثي

القوات المشتركة في مديرية الدريهمي "صورة أرشيفية"

الحديدة

واصلت مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، استهداف مواقع القوات المشتركة في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة غرب اليمن بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وقال مصدر عسكري، إن مليشيات الحوثي استهدفت مواقع القوات المشتركة شرق مديرية الدريهمي بقذائف مدفعية الهاون الثقيلة.

وأضاف المصدر، إن المليشيات أطلقت النار بشكل مكثف على مواقع القوات في المنطقة مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والرشاشة من عيار 14.5 وعيار 12.7 ومن سلاح البيكا.

كما قامت قناصة المليشيات بفتح نيران أسلحتها والقيام بعمليات قنص متقطع على مواقع أخرى في ذات المنطقة.

وفي وقت متزامن شنت المليشيات هجمات واسعة على مديرية التحيتا وحاولت التقدم نحو مواقع القوات المشتركة، غير أنها فشلت في إحراز أي تقدم يذكر.

وقال الكاتب محمد عبدالرحمن:
الإخوان عضد الحوثي... الإرهاب الذي سرق اليمن باسم الدين:

عندما كان لليمنيين دولة أو ما يشبهها تقدم لهم الخدمات وتبني لهم أحلامهم الصغيرة في رغيف خبز ومرتب يبعد عنهم وجع الحياء، وعندما كان لهم صوت وأسماء وهوية، كانت أحلامهم تريد الأفضل، وهذا حق لهم من دولتهم أن تبذل لهم ما يجب أن يكون.

لا مجيب للصوت الداعي من خلف ركام البطون الجائعة في شوارع صنعاء، ولا دولة هنا تُرتجى أن تعيد للناس خبزهم الذي خبزوه في أحلامهم، سقطت دولة وتدلت على قباب المساجد أصوات الإمامة والخلافة وبيع الدين في سوق السياسة بكثير من دماء الذين نسوا أسماءهم.

سقطت قلاع هذا البلاد وسقطت الأحلام وتلاشت وجوه الدولة ومبانيها التي تحولت إلى معتقلات يُساق الناس إليها مكبلين بالوجع والألم والقهر على عجز خذلهم في إبقاء فكرة الدولة ولو بصورة ذهنية يحمونها بكل تجريد من شوائبها.

لا يُحتمل أن تبقى أدوات الهدم ومعاول الخراب في هذه البلاد وأن يُتعامل معها كأطراف سياسية لها دور في عملية بناء السلام المزعوم، إنه كذب أن يكون الإخوان والحوثي جزءاً من مستقبل اليمن ولا يزالون يعتنقون فكر التطرف والإرهاب والسلاح هو المفكر الوحيد لهم في اغتصاب كل من يعارضهم.

لم تعد البلاد تتحمل الجماعات الدينية التي أذاقت الناس، طيلة السنوات الماضية، الجهل والتجهيل والعدائية لكل ما هو مدني وجميل، هذه الجماعات التي حولت جزءاً من الحاضر إلى تاريخ مرصع بالوجع والتعالي الصامت بالألم.

الإخوان جائحة كانت تهدم المجتمع منذ فجر الثورة، رسمت للناس صورة الدولة المدنية بالكفر الموجب للعقاب من الله، وصورت الديمقراطية غزواً سيفتح منازل الناس لكل الموبقات واللوثات المعتمة، لقد عبأوا قلوب الناس حقداً تجاه نظام سياسي رفض أن يكونوا جزءاً منه فترة من الفترات، وقالوا لهم إن من يحكم بلا تزكية من الزنداني فهو يحارب الله ورسوله.

الحوثي جماعة لا تختلف عن الإخوان، إنها امتداد لجرائم الإرهاب ونعت الناس بالكفر والنفاق لأنهم يتحاشون مجالسهم ولغوهم العدمي أمام جوائح الجوع والموت والمرض، هذه الجماعة التي تلبس عمامة طهرانية نُسجت بالولاء التام لكل كلمة يقولها الخامنئي العجوز الذي يخلف المهدي حتى مجيئة الذي لن يأتي.

الإخوان والحوثي جماعتا عبثٍ مزقتا أجساد اليمنيين بعد غزو عقولهم وتفخيخها بالكراهية وتحطيم أواصر التعايش، لا أحد منهما يؤمن بعقلية القرن الجديد وحرية الفرد التي لا تتعارض مع حرية المجتمع، إنها ترى في الحرب قوة ونصرة لله ورسوله، وفي الجوع اختباراً من السماء، وفي الموت راحة من كل بلاء، وفي القتل تقرباً إلى ربها، وهي على هذا الفكر تفتك باليمنيين.

الجماعات المتطرفة مهما كان الحوار معها لن يصل إلى مرحلة القبول بالآخر، إنها ترى نفسها الحق المطلق والصح الذي لا يحتمل الخطأ، إنها تنظر إلى ما سواها نظرة التابع الذي يجب أن يدين لها بالولاء لأنها تحميه من رجس الشيطان، إنها ترى نفسها أحق بالسلطة والحكم إما خلافة أو إمامة.

لذلك من يفكر أن يكون هناك سلام في البلاد هذه مع بقاء جماعة الإخوان والحوثي بنفس ما هم عليه اليوم فهو واهم ويخادع نفسه ويخون دماء الناس التي أُزهقت في سبيل بلاد بلا إرهاب أو تطرف.

رفع نسبة الوعي بخطر جماعة الإخوان والحوثي من الناحية الفكرية والثقافية والعقائدية في أوساط الناس هو الشيء البسيط الذي يجب أن يقدمه المثقف أينما يكون، المثقف هو الوسيلة التي تحتك بالمجتمع ويتلمس أسباب أوجاعها الدائمة بصورة مختلفة عن تفكير العامة.