"مأرب" تدفع اتباع الميسري لممارسات جهوية في أبين..

تقرير: ما هي ابعاد اذا اجتاح الإخوان الجنوب انطلاقا من مأرب وتعز؟

القوات الجنوبية أكدت قدرتها على التصدي لأي عدوان جديد على عدن - ارشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

قال مراسل صحيفة اليوم الثامن في مدينة تعز اليمنية إن قيادات إخوانية مقربة من نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر  مولت معسكرا طائفيا أسس بتمويل قطري وتركي ويشرف عليه القيادي الإخواني المتطرف حمود المخلافي المقيم في مدينة اسطنبول التركية؛ في اجراء يدحض بيان احزاب يمنية بينها الاصلاح والرشاد والنهضة وهي احزاب إخوانية، أعلنت رفضها تحويل تعز إلى ساحة للصراعات الاقليمية.

وعلى الرغم من ان تلك الاحزاب لم تؤكد "بشكل صريح وجود معسكر إخواني طائفي في تعز"، الا انها نسبت ذلك لتقارير اخبارية، مقللة من شأن التحشيد الذي تم في منطقة يفرس بدعوى استقبال  أبناء تعز  العائدين من جبهات الحد الجنوبي السعودي".

وعلى الرغم من أن الأحزاب اليمنية أكدت دعمها للسلطة والحشد الشعبي الإوخواني بتعز، إلا انها حاولت التملق لرياض من خلال التأكيد على ما وصفتها بمتانة العلاقة الأخوية والمصير المشترك مع الاخوة في دول التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة المشروع الانقلابي واستعادة الدولة".

ونقل مراسل "اليوم الثامن" في تعز عن مصادر يمنية في تعز قولها "إن اغتيال العميد عدنان الحمادي في تعز"، كان بمثابة تمهيد الطريق لاجتياح العاصمة الجنوبية عدن من بوابة تعز، بدعوى الدفاع عن شرعية عبدربه منصور هادي التي عجزت في العودة الى الشمال اليمني بفضل التحالفات الاقليمية التي حالت دون استمرار القتال ضد الحوثيين حلفاء ايران.

وبعيدا عن التحشيد في تعز، تواصل حكومة مأرب الإخوانية الدفع بالمزيد من التعزيزات صوب أبين في محاولة لاجتياح العاصمة زنجبار.

وكشفت قيادات جنوبية محلية في أبين عن دفع مسؤولين في مأرب باتباع وزير داخلية اليمن المقيم في المنفى الى القيام بممارسات جهوية ضد ابناء أبين الذين يتنقلون بين المحافظة وشبوة المجاورة.

وأكد عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بأبين محمد شملق "أن مليشيات الإخوان واتابع الميسري نصبوا نقاط تفتيش في غربي بلدة المحفد، وان لديهم كشوفات بأسماء ابناء القبائل والناشطين الجنوبيين، وانه جرى اعتقال العديد منهم، ونقلهم الى سجون سرية في شبوة ومأرب".

وقال شملق "ان الممارسات الجهوية والتدقيق في هويات ابناء القبائل، اجراء ما كان له ان يتم لولا تعاون من وصفهم بالقوادين"؛ في اشارة الى اتابع الميسري الذي اعلن انحيازه إلى تحالف الإخوان في مأرب وتعز".

وقال مصدر اعلامي مقرب من وزير الداخلية المقيم في سلطنة عمان "انه أكد لاتباعه قدرت من وصفها بقوات اليمن الاتحادي الوحدوي للسيطرة على عدن".. كاشفا عن ما قال انه دعم اقليمي لمواجهة الانفصاليين في الجنوب والدفاع عن الوحدة اليمنية التي تتعرض لمؤامرات اقليمية لم يسمها المصدر الذي عاد خلال اليومين الماضيين الى عدن.

على الصعيد ذاته، قال مصدر عسكري في اللواء 39 مدرع الذي يقوده الإخواني عبدالله الصبيحي ان الأخير كلفهم للقيام بمهام ارهابية في عدن، وان الجيش في شقرة سوف يدخل لمساندتهم حينما ينجحوا في تفجير الاوضاع في داخل العاصمة.

وقال الجندي ان الصبيحي رفض صرف مرتباتهم ما لم يحددوا موقفهم مع تحالف مأرب او الانحياز الى صف المجلس الانتقالي الجنوبي، وعندها عليهم البعض عن مرتبات.

هذا التحشيد والاعلان عن الاستعداد لاجتياح عدن من اتجاه مأرب وتعز، يؤكد ان معركة اجتياح الجنوب والسيطرة على الممرات الدولية لم تعد مهمة او استراتيجية يمنية إخوانية، بل تؤكد العديد من المصادر ان ذلك أصبح مطلبا رئيسا واستراتيجيا لتحالف "ايران وقطر وتركيا"، هذا التحالف الذي اعلن عن نفسه في شبوة ومأرب وتعز.

تقول مصادر سياسية لـ(اليوم الثامن) "إن تنظيم الإخوان يستخدم كُل خباثته وحقارته ليجعل من مأرب وتعز نقاط الانطلاق لاحتلال الجنوب بغطاء شرعية يتحكم فيها حلفاء الدوحة".

المصادر ذاتها أكد "أن الجنوب وأهله يمتلك كامل الحق بالرد الحاسم وافشال مخططات الإخوان، وسيتحمل أبناء مأرب وتعز نتائج صمتهم المخزي على تمرير جرائم التنظيم المتطرف".

وعبرت المصادر عن خشيتها من تبعات أي اجتياح عسكري قد يطال الجنوب هذه المرة من مأرب وتعز على المستقبل بين ابناء الجنوب وهذه المحافظات وخاصة الأخيرة التي يتهم الجنوبيون ساستها بالتورط في صراعات الجنوب السابقة، الأمر الذي قد يعيد احياء تلك الصراعات مجددا وقد يتضرر ابناء تعز الذين يقيمون في عدن منذ نحو 40 عاما.

ابعاد اجتياح عدن من تعز، تبدو مخيفة فالحرب العدوانية التي يحضر لها حمود المخلافي في تعز بهدف السيطرة على باب المندب، تأتي بغطاء الدفاع عن الشرعية التي يتحالف المخلافي اليوم مع من انقلب عليها وهم الحوثيون الذين يحتلون اجزاء واسعة من تعز.

كذلك الحال بمأرب التي تقع على حدود شبوة وترتبط القبائل الجنوبية بقبائل بمأرب بعلاقات اجتماعية، الأمر الذي قد يولد نزعة ثأرية لدى القبائل الجنوبية التي تضررت كثيرا من الحرب العدوانية التي شنها الإخوان في اغسطس الماضي وانتهت بالسيطرة على المحافظة الغنية بالثروات النفطية.

تضرر مأرب ربما يكون اقل بكثير من تضرر تعز فيما اذا اصر الاخوان على اجتياح عاصمة الجنوب انطلاقا من المدينة المجاورة.

يتورط الكثير من ابناء تعز الذين فروا من بطش الامامة في الشمال الى عدن في جولات الصراع السابقة في الجنوب ومنها احداث اعدام الرئيس سالم ربيع علي، والمتورط فيها – وفق شهادة عضو الكونجرس الأمريكي بول فندلي الذي أكد وقوف فتاح –عميل المخابرات الروسية – وراء التخطيط وتنفيذ عملية اعدام الرئيس الجنوبي الاسبق دون محاكمة.

وفتاح يمني فر من مدينة تعز إلى عدن قبل ان تجنده المخابرات الروسية وتدفع به لرئاسة اليمن الجنوبي بعد نجاحه في الاطاحة بسالمين، بالاعدام بتهمة فتح علاقة واتصالات مع جيرانه في الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية حينها، ناهيك عن جرائم اعدام يتورط فيها مواطن عبدالفتاح اسماعيل، ضابط المخابرات محسن الشرجبي وأخرين.

كما ان أي حرب عدوانية جديدة على الجنوب قد تلقي بظلالها على الشماليين الذين يقطنون في الجنوب، وخاصة النازحين الهاربين من بطش الحوثي، فالاجتياح ان تم لن تتمكن فيها مليشيات الإخوان من احكام سيطرتها على عدن والجنوب، بل انها قد تولد مقاومة جديدة ضد هذا الغزو الجديد، الأمر الذي يعني ان اثار هذا الاجتياح ستكون على الشماليين في الجنوب دون غيرهم، وهو ما كان يرفضها العميد عدنان الحمادي الذي اغتاله الإخوان لاستكمال السيطرة على تعز.