تصاعد الصدام بين أجنحة الحزب الحاكم..

تقرير: صراع على الكرسي الثاني.. حقيقة إستقالة وزير الداخلية التركي

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو

فادي عيد

مشهد إستقالة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو ورفض أردوغان لها هو إنعكاس واضح على تصاعد الصدام بين أجنحة الحزب الحاكم، فالمشهد أعمق من ما سببته أزمة كورونا، التى حاول بيرات البيرق أستغلالها لتشويه صورة سليمان صويلو في الشارع التركي.

 

فكلاهما يسعى لمزاحمة هاكان فيدان في الجلوس على المقعد الثاني في البلاد بعد مقعد الرئيس، وطموح وأحلام كلاهما لا يتوقف عند الكرسي الثاني، ولكلا منهما أدوات قوية وجمهور ضخم.

 

فسليمان صويلو أدواته كالأتي : القديمة ووتتمثل في فريقه القديم بالحزب القومي، والأهم فريقه بالدولة العميقة التى كان هو نفسه حمامة السلام بينها وبين أردوغان، عندما أراد أردوغان كسب ودها، والجديدة والمتمثلة في المؤيدين له داخل الحزب الحاكم.

 

بينما وزير المالية بيرات البيرق (صهر أردوغان) أدواته تتمثل في متانة علاقاته بوالد زوجته إسراء إلا وهو أردوغان نفسه، ثم دراويش الحزب الحاكم الذين على إستعداد لمبايعة السلطان الجديد، ويبقى أهم الداعمين له في نظري هو الفريق الخارجي، الذى أتى بأردوغان منذ عشرون عاما وسعى للتخلص منه في محاولة إنقلاب يوليو2016م، قبل أن يعود أردوغان لحضن الدولة العميقة ويقدم لها جماعة عبد الله كولن كقرابين، وبالمناسبة علاقة بيرات البيرق بإسرائيل أبعد مما يذهب لها خيالكم.

 

فالرئيس التركي الذي مزق إستقالة سليمان صويلو رافضا بكل قوة خروجه من الحكومة، لم يفعل ذلك خوفا على الوضع الأمني في البلاد بقدر خشيته من حدوث شرخ جديد داخل جسد حزب العدالة والتنمية التركي، في ظل ذهاب رفاق الماضي أحمد داوود اوغلو وعلي بابا جان وعبد الله جول لإنشاء أحزاب جديدة، ممأ أستقطب هولاء أناس من داخل حزب العدالة والتنمية، وبالأساس حزب العدالة والتنمية لا حول له ولا قوة، فلولا دخول حزب الحركة القومية بزعامة اليميني المتطرف دولت بهتشلي في كل الإنتخابات السابقة في شراكة مع حزب العدالة والتنمية لما كان للحزب الحاكم وجود الأن، فما بالكم في حال قبول إستقالة صويلو ما الذي كان سيحدث وهو من له جماهيرية كبيرة في كلا الحزبين (العدالة والتنمية والحركة القومية).

 

خلاصة القول من ينظر لذلك المشهد بعمق سيجد أنه لم يكن إنعكاس لما سببه تفشي فيروس كورونا من أزمة (هنا لا ننكر أن كورونا كارثة ستصعد بتركيا لمصاف الدول الأولى في حجم الأصابات الوفيات)، ولكن الأزمة الحقيقية التى فجرت مشهد الإستقالة هو الصراع الدائر بين أجنحة الحزب الحاكم وبالأخص جناحي سليمان صويلو وبيرات البيرق.

 

فربما تأتي لحظة ويبكي فيها أردوغان على تنحيته لـ أفكان علاء من منصب وزير الداخلية، وهو من كان أقوى رؤوس حربته في ليلة إنقلاب منتصف يوليو 2016م.