مخطط ممنهج لافتعال الفوضى..
تقرير: تنظيم "الإخوان" في اليمن.. هل ينجح بإجهاض اتفاق الرياض؟
تتسارع وتيرة الاشتباكات المسلحة في جنوب اليمن من قبل جماعة الإخوان المسلمين، تزامنا مع المدة الزمنية المحددة لتنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض المتعلقة بالجوانب: السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، ، لتلقي الضوء على مخطط ممنهج إخواني لافتعال الفوضى وتعطيل أى اتفاق للسلام في اليمن لصالح تركيا وإيران.
اتفاق الرياض وُقِّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية الشرعية، وينص على خروج القوات العسكرية من عدن وأبين - جنوب اليمن-، وإعادتها إلى مواقعها السابقة، بهدف ضبط بوصلة الحرب تجاه المليشيات الحوثية.
كما ينص على تكليف رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك بتشكيل حكومة كفاءات سياسية، على أن تكون مناصفة بين الشمال والجنوب. وطيلة الفترة التي أعقبت طرح الآلية الجديدة لتنفيذ اتفاق الرياض، صعّدت قادة الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، من اعتداءاتها على معسكرات القوات الجنوبية اليمنية بمحافظة أبين، وجددت من إنتهاكاتها خلال التسعين يومًا الماضية،إلا أن انتهت المدة الزمنية التي نص عليها الاتفاق دون أى تقدم ملحوظ، و تعثر تنفيذ الشق الأبرز منه والمتمثل في الانسحابات العسكرية، وسحب الأسلحة الثقيلة، ودمج القوات جميعها.
قطار خروقات الإخوانية لوقف النار، مر بمحطات عديدة منذ توقيعه وحتى بدء تنفيذه، لعل أبرز تلك المحطات، قيام قيادات "إخوان اليمن" بتفريغ جبهات الشمال من الجيوش التابعة لها، والزج بها إلى محافظات الجنوب المحررة،وبالتحديد إلى مدينة شقرة بمحافظة أبين، في خطوة أثارت الريبة لأفتعال الفوضى، وإرباك المشهد السياسى اليمني، خاصة تلك الجيوش المحسوبة على حزب الإصلاح، ذراع تنظيم الإخوان في اليمن، كانت مهمتها محاربة الحوثى في المحافظات المسيطر عليها في شمال اليمن، وليس توجيها إلى المحافظات المحررة في الجنوب.
وعلى الرغم من ادعاء القوات الإخوانية انها تحارب الحوثي، إلا أن الاحداث في جنوب اليمن، كشفت عن العلاقة بينهما تجاوزت التنسيق للتحشيد العسكري صوب شبوة، جنوبى اليمن، لمحاربة القوات الجنوبية، بالاستعانة بفصائل مسلحة من تنظيم القاعدة، اشد الفروع تطرفا في الجزيرة العربية، لفتح معارك في جنوب اليمن لإجهاض ثمار "اتفاق الرياض".
وفي هذا الصدد كشف رئيس المجلس الإنتقالى ،عيدروس الزبيدى، عن نوايا التحشيد العسكري الإخوانى، مشيرا إلى أن التحشيد الغاشم من ميليشات الحوثى من جهة وتنظيم الإخوان من جهة أخرى، تاركة صنعاء ومأرب خلفها وموجهة قوتها وعتادها نحو الجنوب، رافعة شعارات جوفاء لتحرير المحرر ومن ثم تسليمه للحوثي وإيران كما حدث في الجوف ومأرب أو لقطر وتركيا كما حدث ويحدث في شبوه وتعز والمهرة.
كما أكد، عيدروس، في بيان رسمى للكشف عن أسباب تعليق أتفاق الرياض، أن قوى الإرهاب من الإخوان والقاعدة وداعش والحوثى تتربص بجنوب اليمن من كل جانب بهدف مصالح استراتيجية تتعلق بالسيطرة على الملاحة البحرية في خليج عدن وباب المندب، قائلا: " نحن أمام قوى غير مسؤولة نهجها الإرهاب والفوضى، لا تحترم المواثيق والعهود، ولا ترى في الآخر سوى تابع خاضع لسطوتها وعنجهيتها، وهو الأمر الذي يفرض علينا الدفاع عن مكتسبات شعبنا وحريته في وجه آلة الحرب والإرهاب التي تصدِّرها منظومة قوى نظام صنعاء إلى الجنوب على مدى ثلاثة عقود".
و يرى ناشطون يمنيون أن ميليشيات الإخوان في اليمن تسعى بكل ما تملك من قوة لعرقة اتفاق الرياض، وأجمعوا على أن الإخوان لا عهد لهم ولا ميثاق يلتزمون به ابتداء من المبادرة الخليجية، وانتهاء باتفاقية الرياض.
ووصف الناشط اليمني أحمد بكري، جماعة الإخوان ب"تجار الحروب "، مغردا في تويتر: "خروخات شبة يومية من قبل جماعة الإخوان المدعومة قطريًا وسعى حثيث لإفشال اتفاقية الرياض. هؤلاء تجار حروب ".
واتفق معه سعيد فرحان، الناشط اليمنى، مغردا: "الميليشات الإرهابية المدعومة قطريا هي السبب في عدم تنفيذ اتفاقية الرياض حيث اخترقت الهدنة مرات عديدة من أجل إفشال الاتفاق ".
أما الكاتب اليمني وضاح بن عطية رآى أن الحل في إظهار حسن النوايا من إعلان موقف حاسم من حزب الإصلاح الإخوانى مؤكدًا أن "الإصلاح" أصبح عبئأ على الجنوب وعلى كل المحافظات اليمنية، بحكم الفكر الإيدولوجى الذي يحمله وارتباطه بقطر وتركيا والتنظيمات الإرهابية.