"إيران طرف مباشر في مفاوضات مقبلة"..

تقرير: هادي خارج المشهد.. حوار حوثي إخواني مرتقب لإنهاء الحرب

الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

أعلن الانقلابيون الحوثيون الذين تدعمهم إيران، في اليمن، رغبتهم في التوصل إلى تسوية، مع الأطراف اليمنية المتحالفة مع الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، وابرزها تنظيم الإخوان، الأمر الذي يؤكد على قرب اتفاق تلك الأطراف على طي صفحة الرئيس واخراجه من المشهد السياسي.

ونقلت وسائل إعلام قطرية عن وزير خارجية حكومة الحوثيين (غير المعترف بها)، هشام شرف، قوله "إنهم بصدد عقد مفاوضات مع اطراف يمنية لم يسمها، قبل نهاية العام الحالي، على أمل التوصل إلى تسوية سياسية برعاية الأمم المتحدة.

وقال شرف "انه بعث برسالة إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد مارتن غريفيث، أكد من خلالها رغبة الجماعة المدعومة من طهران البدء في خطوات عاجلة في الجانب الإنساني، من أجل التهيئة لأية مفاوضات تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية سلمية ومستدامة في اليمن.. مشيراً إلى معاناة اليمنيين التي طال أمدها ومنها ما يتعلق بالنقص الحاد في المشتقات النفطية والغاز المنزلي.

 وتحدث شرف، عن مفاوضات سلام مرتقبة ستجري خلال الشهرين القادمين بين الأطراف اليمنية لبحث سبل إيقاف الحرب وترتيبات العملية السياسية.

وقال هشام شرف، في مقابلة له مع إذاعة (مونت كارلو) الفرنسية، إن صفقة تبادل الأسرى مثلت بارقة أمل كبيرة يمكن البناء عليها في الوصول إلى السلام الدائم والشامل الذي يتطلع إليه جميع اليمنيين.

وأضاف، أن جماعة الحوثي قدمت مبادرات عديدة، تركزت على وقف الطلعات الجوية ورفع الحصار، مقابل إيقاف إطلاق الصواريخ على المواقع السعودية، مشيرا إلى أنهم قدموا عرضا للسعودية أنه لكي تؤمن حدودها، وعليها ان لا تتدخل في شؤون اليمن الداخلية".

وأكد المسؤول الحوثي "أن إيران ستكون طرفا مباشرا في عملية السلام القادمة باليمن"؛ الأمر الذي يفسر أن هناك رغبة سعودية أيضا في وضع حد للحرب المدمرة التي ألحقت خسائر كبيرة بالاقتصاد السعودي. 

 واعترف الوزير الحوثي بانه أرسلوا ما اسماها إشارات سلام للحكومة اليمنية المؤقتة التي يتزعمها تنظيم الإخوان الفرع اليمني الحاكم، وأنهم بصدد إطلاق مبادرة مصالحة مع جميع الأطراف اليمنية، التي تريد السلام، وبما يحفظ أمن ووحدة اليمن.

 

ولفت إلى أن هناك خطوات جديدة وقريبة لإتمام صفقة تبادل جديدة للأسرى والمعتقلين يتوقع بأن تجري قبل نهاية العام الجاري، معرباً عن أمله بأن تستمر مثل تلك الخطوات لتحرير جميع الأسرى والمعتقلين لدى جميع الأطراف.

وشنت وسائل إعلام إخوانية هجوما عنيفا على الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، بدعوى انه منح قوات التحالف العربي، ترخيص لقصف قوات ميليشيات إخوانية على تخوم أبين العام الماضي.

وقال مسؤولون متمردون في حكومة هادي في مقابلات مع قنوات قطرية وتركية "ان الرئيس هادي منح التحالف ضوءا أخضر لقصف قوات تابعة للتنظيم الحاكم في معبر العلم بأبين شمال شرف عدن، العام الماضي".

وجاء الهجوم المتزايد، كجزء من استراتيجية افشال اتفاقية الرياض، التي تنص على تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب واليمن، وهو على ما يبدو كورقة ابتزاز للسعودية لإنهاء مقاطعة قطر، لكن هذا لا يعني ان هناك مساعٍ قطرية، للدفع نحو تسوية سياسية بين الحوثيين والإخوان، ولكن بعد الانتهاء من الجنوب، لأن السيطرة على عدن، تعني تطبيقا عمليا لمشروع التقاسم بين "إن يذهب اليمن الشمالي لإيران، والجنوب لقطر وتركيا".

وقد بدأ الإخوان منذ وقت مبكر الحشد في ريف تعز الجنوبي، استعدادا للتوغل صوب باب المندب، في انتظار ما تؤول إليه الأوضاع في أبين.

وذكرت وسائل إعلام قطرية أن السعودية تعتزم اعلان المصالحة مع قطر، بوساطة عمانية، لافتة الى ان المقاطعة التي أعلنتها الرياض وابوظبي والقاهرة والمنامة في العام 2017م، للدوحة، قد فشلت في تحقيق أهدافها، لكن هذا لا يعني ان الأخير تعمل بجدية لإنهاء المقاطعة وإعلان المصالحة، ولكن مع السعودية منفردة دون الدول الثلاثة الأخرى.

وتوقفت جبهات القتال كليا في شمال اليمن، بل على العكس حقق الحوثيون تقدما كبيرا في الجوف ومأرب، واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة والاليات التي قدمتها السعودية للقوات الحكومية على امل تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، منذ العام 2015م.

ويبدو واضحا ضغط المجتمع الدولي نحو نهاية وشيكة للحرب اليمنية، التي تسبب بأكبر مأساة وأوقعت الآلاف الضحايا في صفوف المدنيين، الأمر الذي يعني ان نهاية حقبة الرئيس اليمني المنتهية ولايته في العام 2014م، قد اقتربت ان تطوى.