لا مؤشر على قرب تشكيل حكومة المناصفة..

تقرير: معركة أبين.. خطوة إخوانية استباقية وأدوات تبحث عن منصب

الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر ووزير الداخلية أحمد الميسري- ارشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قال قادة عسكريون ميدانيون إن القوات الجنوبية نجحت في اخماد ثلاث هجمات متتالية شنتها ميليشيات إخوان اليمن المدعومة من أطراف إقليمية أبرزها قطر وتركيا، في جبهة شقرة شمال شرق زنجبار العاصمة الإقليمية لأبين، نحو (60 كيلو عن عدن العاصمة الجنوبية)، فيما استبعدت مصادر سياسية يمنية وجود أي مؤشر على قرب تشكيل حكومة المناصفة التي كان من المتوقع ان يتم الإعلان عنها في سياق تنفيذ بنود اتفاقية الرياض التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي 2019م، وواجه تنفيذ تلك البنود العديد من العراقيل التي حالت دون ذلك.

وقال ثلاثة من قادة القوات الجنوبية في اتصالات مع مراسل صحيفة اليوم الثامن في أبين "إن ميليشيات الإخوان جلبت خلال اليومين الماضيين مقاتلين من تنظيم القاعدة الذي يتمركز في بلدات ريفية بمحافظة البيضاء، وقد شنت ثلاث فرق انغماسية هجمات منفصلة، على مواقع القوات الجنوبية مستخدمة أسلحة متوسط وصواريخ محمولة، الا ان القوات الجنوبية التي كانت على هبة الاستعداد تمكنت من اخماد الهجوم الأول وتصفية العناصر المهاجمة، قبل ان تعزز قواتها مع الهجومين الثاني والأخير".

وحول الخسائر في صفوف المهاجمين قال مصدر قيادي "لا شك انهم يخسرون الكثير من العناصر التي يبدو انها لديها قدرة كبيرة في الهجوم والتمرس، وهي عناصر متدربة بشكل جيد، لكن خلال الأيام الماضية، رصدت قواتنا مقتل قادة بارزين في صفوف هذه الميليشيات وهم امراء ارهابيون في تنظيم القاعدة، وبعيدا عن المواجهة ورصد تحركات العدو، الا ان قواتنا تقوم بعملية رصد للعناصر الإرهابية التي يتم الدفع بها بين الفينة والأخرى الى الجبهة".

وقال الصحافي محمد الحنشي "إن القوات الجنوبية نجحت في التصدي لما وصفه أعنف هجوم للقوات المحسوبة على الحكومة اليمنية المؤقتة".. مشيرة في تدوينة على فيس بوك "أن انغماسيين

سيطروا على مواقع في جبال الدرجاج وأحرزوا تقدما للقوات التابعة للحكومة اليمنية المؤقتة، الا ان القوات الجنوبية دفعت بقوات كبيرة وتمكن من استعادتها وتطهير تلك الجبال.

وذكرت مصادر عسكرية ان العشرات من الميليشيات الإخوانية قتلوا في الهجوم وان البعض لم يتم انتشال جثته بعد.

وجاء هجوم أبين بعد ساعات من رسالة مشفرة وجهها زعيم إخوان اليمن ورجل المخابرات السابق محمد اليدومي والذي دعا فيها الى الإسراع في التقدم صوب زنجبار أبين، والسيطرة عليها.

وفسر السياسي اليمني نبيل الصوفي "رسالة محمد اليدومي بان ترجمتها "يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم".. العودة لزمن التقية والعمل السري.

وقال الصوفي "إن الاخوان في الشمال، شركة مصالح كبرى، لن تخوض أي حرب يهددها بالاجتثاث، سيتفقون مع المخابرات السعودية: سندفع الثمن المستحق، تجديد العقد، لكم ما تريدون وسمونا المؤتمر الشعبي العام. وقبائل اليمن. أو حتى منظمة الدعوة الحديثة.. وعينوا لنا أنتم البرنامج والوجهة.. والكل بيقول تم".

وقال الصوفي "لنا أمل في توجهات الأمير محمد بن سلمان، أن يرفض أساليب المخابرات التي ثبت فشلها من عهود مضت."

من ناحية أخرى كشفت تقارير إخبارية دولية عن قرب التوصل الى اكمال التسوية بشأن الجنوب وإعلان حكومة المناصفة التي تعثر إعلانها بفعل رفض مسؤولين متربطين بقطر المضي في تشكيل حكومة تم التوافق عليها.

وتبرر أذرع الدوحة وانقرة في حكومة هادي، رفضها تشكيل الحكومة إلى مطالبها بإعادة تعيين احمد الميسري وزيرا للداخلية، بعد رفض المجلس الانتقالي الجنوبي ان يكون له أي دور بعد ثبوت تورطه في حوادث إرهابية، ناهيك عن ارتباطات إقليمية معادية، للتحالف العربي الذي تقوده السعودية.

ويقيم الميسري في مدينة صلالة العمانية، ويحظى بدعم إقليمي، فيما يخوض أنصاره معركة بإبعاد إقليمية في أبين، لكنهم يرونها معركة من اجل أحمد الميسري، الذي يريدون تحقيق مكاسبة عسكرية في أبين للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي لإعادة تعيينه في حكومة المناصفة.

وقالت مصادر قريبة من الحكومة اليمنية لـ(اليوم الثامن) "إن إخوان اليمن الذين جرى الهجوم عليهم من قبل رجال الدين في السعودية، يرفضون كل الجهود التي تقوم بها الرياض لإعادة تصويب الحرب ضد الحوثيين، وهو ما يعني ان الرياض تواجه عقبات عديدة، وسط تأكيدات عن اعتزام الإخوان تنفيذ عملية عسكرية واسعة في أبين والساحل الغربي وجبال الصبيحة.

وذكر مصدر وثيق الصلة بحكومة هادي "ان الإخوان هم المعرقلون لتنفيذ بنود اتفاقية الرياض التي يرون انها قد تقصيهم من السلطة والحكومة والهيمنة، بعد ان أصبحوا يتحكموا حتى في القرارات الرئاسية.

وفسر المصدر دعوة زعيم الاخوان محمد اليدومي لأنصاره، بانها جاءت بعد شعور الإخوان ان السعودية قررت الدخول في مفاوضات مع الحوثيين لإقامة منطقة عازلة بين اليمن والسعودية، يوافق عليها الحوثيون بوقف أي عمليات عسكرية في الأراضي السعودية، مقابل وقف العمليات العسكرية، ووضع نهاية للحرب التي عجزت حكومة هادي في تحقيق أي مكاسب ضد الحوثيين الموالين لإيران.

يسابق الإخوان الزمن للسيطرة على مدينة زنجبار العاصمة الإقليمية لأبين، مستغلين اندفاع أدوات محلية ترى ان المكاسب العسكرية في أبين، قد تحقق لهم مبتغاهم في ادراج اسم الميسري ضمن تشكيلة حكومة المناصفة التي من الواضح ان تشكيلها تقف في طريقها الكثير من العراقيل.

المكاسب الإخوانية في الجنوب، تحقق للرعاة الإقليمية مشروع تقاسم النفوذ بين إيران من طرف وقطر وتركيا من الطرف الأخر، فالحرب في ابين خطوة استباقية لتحقيق هذا المشروع، ويتضح من خلال القتلى والجرحى الذين اغلبهم يمنيون شماليون "ان معركة أبين باتت ورقة أخيرة أمام الإخوان، لتحقيق هدف الدوحة، لكن لم تشعر الأدوات عن الهدف من وراء هذه الحرب، فيما إذا اتجهت السعودية والحوثيين إلى تسوية سياسية.

المكاسب التي يبحث عنها الإخوان في أبين، هدفها ايضاً حمايتهم من أي توجه إقليمي لمحاربتهم، على اعتبار انهم الراعي الرئيس للتنظيمات المتطرفة.

وأقر الإخوان ان السعودية ارادت استخدامهم في حرب ضد الحوثيين الا انهم تنبهوا لذلك منذ وقت مبكر، وشرعوا في بناء قوات عسكرية خاصة بهم.

وجاء الإقرار الإخواني على شاشة قناة بلقيس التابعة لتوكل كرمان، وذلك في تعليق لها على فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، والتي اعتبرت الجماعة إرهابية وحذرت من مغبة التعاون معها.