الدوحة مولت حكومة هادي رغم شعار المقاطعة..

تقرير: اليمن وقطر.. مسرحية هزلية عن عودة العلاقة دبلوماسية

وزير خارجية اليمن أحمد بن مبارك يعد أحد الأذرع القطرية منذ ما بعد احداث ربيع اليمن 2011م.

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

أعلنت حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، عودة العلاقات الدبلوماسية مع قطر، على الرغم انه لم تكن هناك مقاطعة حقيقية للدوحة التي مولت أنشطة مسلحة لحكومة هادي في هجومها على مدن الجنوب خلال العامين الماضيين.

ويفترض ان اليمن خامس دولة عربية تعلن المقاطعة لقطر إلى جانب مصر والسعودية والإمارات والبحرين، الا ان البلد الذي يشهد حربا مدمرة منذ ست سنوات، ظل على علاقة متواصلة مع نظام تميم بن حمد، الذي قدم دعما مهولا ساهم بشكل او بآخر في التوصل الى نهاية وشيكة للمقاطعة حين أعلنت السعودية في الخامس من يناير الماضي رفع المقاطعة دون أي عودة للعلاقات الدبلوماسية.

اليمن الذي قالت الصحافة القطرية ومنها صحيفة العربي الجديد، ان اعلان اليمن في مطلع يونيو 2017، إن "قطع اليمن العلاقات مع قطر مجرد تحصيل للحاصل".

وكالة انباء السعودية واس وصحيفة الرياض الرسمية، افرزت حيزا واسعا لما أسمته عودة العلاقات الدبلوماسية اليمنية القطرية، معتبرة ان ذلك قد يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

تقف قطر بشكل واضح وعلني خلف تنظيم الإخوان الإرهابي وجماعة الحوثية الإرهابية، وقدمت للتنظيم والجماعة كل سبل الدعم المالي والعسكري، وقد كان لهذا الدعم السبب الرئيس في اعلان المقاطعة من قبل اقطاب دول التحالف العربي بقيادة السعودية.

 وقالت صحيفة الرياض السعودية إن اليمن وقطر اتفقتا على استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين وتنسيق المواقف إزاء التطورات السياسية على الساحة الإقليمية والدولية وأهمية توحيد الآراء والمواقف الدبلوماسية إزاء الساحة اليمنية والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وذلك على هامش زيارة وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، إلى الدوحة ولقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

ويعد وزير خارجية اليمن أحمد بن مبارك أحد الأذرع القطرية منذ ما بعد احداث ربيع اليمن 2011م، وكان مقربا بشكل وثيق من الدوحة التي اقترحت تقسيم اليمن الى ستة أقاليم، في مسعى منها لمنع حدوث استقلال الجنوب، وهو ما أكده بن مبارك في حديثه مع دبلوماسيين يمنيين في الولايات المتحدة الأمريكية التي كان سفيرا لديها.

وبحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها في مختلف المجالات.

وسلّم الوزير بن مبارك، وزير الخارجية القطري رسالة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مثمناً جهود دولة قطر ودعمها الإنساني والتنموي لليمن ودعمها الشرعية اليمنية لاستعادة الدولة وإنهاء إنقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

من جهته، أوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين قائم على الود والتعاون والاحترام المتبادل بين الشعبين، مؤكداً حرصهم على تقديم أوجه الدعم كافة؛ للنهوض بالاقتصاد اليمني، كما جدد موقف قطر الثابت في دعم الشرعية اليمنية والتأكيد على موقف بلاده من وحدة وأمن وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية بما في ذلك دعم جهود المبعوث الأممي في إحلال السلام والاستقرار.

ووصفت مصادر يمنية دبلوماسية تحدثت مع محرر صحيفة اليوم الثامن عن زيارة بن مبارك إلى الدوحة، معتبرة ان من صنع وزير خارجية اليمن الحالي، هو ذاته من صنع توكل كرمان، وهي قطر التي شرعنة الانقلاب الحوثي على الرغم من اقتراحها تقسيم اليمن الى ستة أقاليم.

ومولت قطر جماعة الحوثيين (وفق الإعلام السعودي) تحت عناوين عدة من بينها إعادة اعمار صعدة، قبل ان يعتبرهم الرئيس اليمني التوافقي المؤقت عبدربه منصور هادي، قوة سياسية معترف بها، قبل ان يطيحوا به من الحكم في أواخر العام 2014م.

ووصف سفير يمني سابق طلب عدم الإشارة الى اسمه "ان بن مبارك أكثر المستفيدين من رفع المقاطعة السعودية عن قطر، على الرغم من انه كان يلتقي بالمسؤولين والدبلوماسيين القطريين في الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً.

ومولت قطر ماليا وعسكريا واعلاميا حكومة هادي في حربها على الجنوب خلال العامين 2019 و2020، ولا تزال تقف الى جانب تحالفات الإخوان في السيطرة على الجنوب، وإخضاع المياه الدولية لتحالفات "انقرة وطهران".

وتبرر الدوحة دعمها لتيار الحزب الحاكم في اليمن، بانه في اطار دعمها لبقاء الوحدة اليمنية التي قضت عليها حرب العام 1994م، لكن الدعم القطري يهدف الى تمكين الاذرع الإيرانية والتركية من السيطرة على باب المندب، هذه كان قبل المقاطعة، اما بعد المقاطعة فالدوحة ترى انها ستكون شريكة في تقاسم النفوذ في الجنوب، ولو ان كان ذلك من بوابة السعودية التي لم تعيد العلاقة الدبلوماسية الى اليوم على الرغم من مرور ثلاثة اشهر على رفع المقاطعة.