وزير الخارجية الأسبق بشر بربيع عربي جديد..

يوسف بن علوي: عُمان طبلت من إيران دعم صراعها مع اليمن الجنوبي

وزير الخارجية العماني السابق، يوسف بن علوي - أرشيف

مسقط

أقر وزير خارجية سلطنة عمان المجاورة يوسف بن علوي، إنهم استعانوا بنظام إيران لدعم صراعهم مع دولة اليمن الجنوبي السابقة، حين ما كانت السلطنة تسوق ان حكام الجنوب غير مسلمين، الا انه – وفق بن علوي- كان الرد الإيراني غير متوقع، فبدلا من دعمنا بالسلاح والأموال طلب أعاد تعليم حكام اليمن الجنوبي بالإسلام.

وتنبأ وزير الخارجية العماني السابق بـ"ربيع عربي ثان" في المنطقة العربية، شبيه بـ"الربيع العربي الأول".. لافتا إلى أن هناك ظروفا مهيأة لاندلاع "ربيع عربي ثان" في المنطقة العربية بشكل عام، "شبيه بالربيع العربي الأول" من خلال "تلبيق النار".
وقال بن علوي: "ربما ربيع واحد ما يكفيها..في مسألة التشبيه كيف كان الربيع الأول..وهل الآن تغير الأمر ويحتاج إلى ربيع ثاني".
وأشار إلى وجود إشارات عن احتمالية "ربيع عربي ثان".
وأعرب عن قلقه من المستقبل، على "طبيعة الذي حصل في العام 2011، لافتا إلى أنه بمجرد ما يحصل، فهذه مشكلة، والحديث عن كل العالم العربي".
 وقال بن علوي في مقابلة مع قناة عمانية "حين كنا في صراع مع اليمن الجنوبي، وأنا قلت انه هناك فرصة نسأل الإمام الخميني.. وكنت أنا أول شخص أقابله من المنطقة العربية والعالم، وقلت له إن لدينا دولة عربية حكامها لا يؤمنون بالدين والإسلام، وكنت أتوقع رد أنه يجب محاربتهم، لكنه رد وقال إن هؤلاء لا يعرفون الإسلام، علينا أن نعيد تعليمهم من جديد".

وأكد بن علوي، أنه "بالرغم من العلاقة القوية التي كانت تجمع السلطنة بشاه إيران، إلا أن السلطان الراحل أيد الثورة الإيرانية".

وقال يوسف بن علوي: "في زمن الثورة الإيرانية..علاقتنا مع شاه إيران كانت علاقة قوية، لدرجة أنه كان هتالك تعاون عسكري وتعاون أمني..لكن جلالة السطان الراحل قرر أذ موقف بتأييبد الثورة الإيرانية".

وأضاف: "نحن أخذنا موقف بتأييد الإمام الخميني، وقرر السلطان أن آخذ رسالة وأسلمها لرئيس الدولة في ذلك الوقت، في أصعب وقت".

وتابع: "ورحنا شفنا الخميني، وكان حول المكان الذي يسكنه الإمام الخميني في تلك الأيام من المؤيدين حوالي نصف مليون.. وفي بيت بسيط عبارة عن غرفتين، غرفة للراحة وغرفة لاستقبال الناس".

وروى وزير الخارجية العماني السابق، يوسف بن علوي، حكايات طريفة متنوعة من مسيرته الدبلوماسية الحافلة وخاصة في أول فترات التعرف على الدول العربية المختلفة.

وفي معرض حديثه عن ذكرياته في جولة عربية شملت عدة بلدان، وصف ما لقيه من ترحيب في السعودية وفي اليمن ومنها إلى لبنان التي تحدث عنها بطريقة خاصة، حيث قال عنها: "من السعودية طلعنا لليمن ومن اليمن رحنا الى لبنان. لبنان شيء ثاني مختلف".

وعقب محاور الوزير العماني السابق قائلا: "ثقافة وسياسة وتطور وانفتاح"، ورد بن علوي بقوله: "انفتاح أهم شيء الانفتاح"، مضيفا في وصف لبنان بأنه مكان مناسب للتسوق.

وقص وزير الخارجية العماني السابق والذي كان عمل قائما بالأعمال في لبنان وافتتح سفارة بلاده به، حادثة طريفة، مشيرا إلى أنهم في لبنان تعاملوا لأول مرة بالدولارات وواجهوا صعوبات في التفريق بين الدولار والمئة دولار، ما تسبب في مشاكل من هذا النوع في بيروت.

الواقعة اللافتة الأكثر أهمية واجهت الوفد الدبلوماسي العماني في الأردن، حيث روى بن علوي حادثة تحمل الكثير من المعاني، مشيرا إلى أن العاهل الأردني حينها الملك حسين بن طلال استقبلهم في العقبة، مضيفا في سرد تفاصيل الموقف قوله: "كنا جالسين في قاعة الفندق في انتظار من يأخذنا إلى الملك، وإذا بالملك حسين يأتي ويجلس معنا.. تفاجأت!.. هذا الملك حسين؟ قالوا هذا هو الملك حسين!!".
ورأى بن علوي، أن وزير الخارجية السوري الراحل، وليد المعلم، كان "شخصية" في سوريا، مشيرا إلى أن المعلم كان قريبا من الرئيس الأسد.

ولفت إلى "الأزمة التي حصلت بين سوريا وبعض الدول العربية، وأزمة إقامة مؤتمر الكلمة"، مؤكدا أن "عدة دول عربية رفضت حضور هذه القمة".

وأضاف: "كانت هذه المشكلة، وبالتالي تدخلنا مع الرئيس بشار، وتحدثنا في بعض المرتكزات..مثل لبنان، يعني اضطرابها كان مبني على أن سوريا ما محددة حدود مع لبنان، وما عندها سفير في لبنان، وهذه مشكلة..وتدخلنا بالموضوع وأكدنا دور الرئيس بشار..ولفتنا إلى أن هنالك الكثير من الدول في العالم لديها سفارات في دول أخرى وعلاقتهم ليست كالسمنة على العسل".
وأشار إلى أنهم أوضحوا للرئيس الأسد أن هذه "ليست مشكلة"، وأنهم "نصحوه بالموافقة على فتح السفارة لدى لبنان"، وأن الأسد أخذ بهذا القرار. ولفت إلى أنهم حاولوا معالجة "أزمة" الحدود التي كانت واقعة بين لبنان وسوريا.

كما لفت إلى أن العلاقة بين عمان وبين الرئيس السوري ووزير خارجيته أصبحت "علاقة طيبة".