"ابتزاز المرضى بالتحرش"..

تقرير: كيف حاول مسؤول في إدارة بن دغر التحرش بمواطنة عدنية

رئيس حكومة اليمن الأسبق أحمد عبيد بن دغر - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

لم تدرك المواطنة العدنية "سارة" –اسم مستعار – "أنها لن تحصل المساعدة المالية التي وعدها رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، وانه قد يتم التحرش بها من قبل مسؤول في إدارة بن دغر.

في العام 2018م، قدمت مواطنة تقارير طبية تبين انها بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، وان ظروفها المادية لا تسمح، كان ملفها ضمن ملفات عديدة قدمت لرئيس الحكومة حينها أحمد عبيد بن دغر،  - طلب المساعدة تذاكر سفر ومبلغ مالي-، وافق بن دغر على الصرف وتم تسليم الأموال لمسؤول في إدارة رئيس الحكومة (تحتفظ صحيفة اليوم الثامن بهويته ورقم هاتفه السعودي).

عن الـ11 مساء دخل (ف ح ش) يحادث المواطنة ويبشرها بان "ملفها قد خرجت له موافقه بتذكرتي سفر ومبلغ مالي قدره 1500 دولار أمريكي، وان الأموال بحوزته الآن وانه سيحضرها لها إلى مكان يحدده هو بعد الاتفاق معها على الوقت المناسب.

شكرته على تعاونه، معها وبأن ذلك سيكون في ميزان حسناتك، الا انها تفاجأت به وهو يطالبه بالحديث معه لخمسة دقائق، حين اخبرته ان الوقت متأخر وأنها ستخلد للنوم.

وفق المحادثة التي حصل محرر صحيفة اليوم الثامن على نسخة منها، فقد بدأ بالحديث عن انه "انه هنا وحيد وتعبان، قبل ان يبدأ بالحديث عن جمالها وانوثتها وهو الذي لم يرها قط، الا من صورة البروفايل التي لا تبين ملامح وجهها بالكامل.

أغلقت الهاتف وخلد للنوم، على أمل انها لا تريد تخسر التذاكر والفلوس التي قد تساعدها في اجراء العملية، وفي ظهيرة اليوم التالي، دخلت له تسأله عن أمكانية تسليمها التذاكر والفلوس وان شقيقها سيكون في بوابة قصر معاشيق لاستلام الفلوس والتذاكر التي صرفت من مكتب بن دغر، الا ان الصدمة حين أخبرها "لا فلوس ولا تذاكر الا لما تجي لي انت لنفسك".

تقول المواطنة "أصبحت حالة انهيار فالأمل الذي كنت علقته على السفر والعلاج "تبخر"، وفوق هذا أصبحت المساعدة مرهونة بيد "مراهق"، يريد ابتزاز بنات الناس بالمساعدات المصروفة من الحكومة".

وأضافت "أغلقت هاتفي وأخبرت أهلي وصديقاتي وعملوا عملية تبرع حتى جمعوا لي المبلغ الذي كنت سأحتاجه للعملية، وفعلا ذهبت وأجريت العملية، لكن لم انس هذا الانسان القبيح، أود لو ان هناك سلطة عادلة لطلبت محاكمته علناً، وسأفعلها في المستقبل، لن اتنازل عن حقي، تجاه شخص استغل حاجة مرضي لكي يتحرش بي، هذا أمر مرفوض ويرفضه ديننا ومجتمعنا، سأخذ حقي منه في المستقبل".

أما المواطنة أم محمد، التي نزحت من قرية يسيطر عليها الحوثيون في تعز إلى عدن، فلها رواية أخرى مع مسؤولي إدارة بن دغر، تقول المواطنة "إنها تقدمت بطلب مساعدة لعلاج نجلها الوحيد "ثلاث سنوات"، في أحد مشافي العاصمة، لأن ظروفها المادية لا تسمح بعلاجه.

وأضافت للمحرر :"تقدمت عن طريق أحد الناشطين بمذكرة مرفقة التقارير الطبية التي فيها قيمة العملية الجراحية والعلاج والإقامة في المستشفى وغيرها، وصل الملف الى مكتب بن دغر ووقع على وثيقة الصرف وفق الملف المرفق".

وقالت "بعد ثلاثة أيام من تقديم الملف، أتتني رسالة على واتس آب من رقم هاتف سعودي (نحتفظ بالرقم)، يطلب منها الحضور إلى قصر معاشيق عند الساعة الـ11 من ظهر اليوم الثالي"..

وتضيفت "ذهبت حسب الموعد، ودخلت إلى البوابة الأولى منها إلى البوابة الداخلية وهناك تم نقلي مع مجموعة مواطنيين على متن حافلة إلى ان وصلت وسألت عن (ش)، وأخبروني عن مكانه، ودخلت وسلمت عليه، ورحب بي وقدم لي "قنينة ماء صغيرة".

وقالت "كانت نظراته نحوي غريبة، لكن لم أعر الأمر أي اهتمام، واخبرته اني سوف اعود لأني ابني تعبان، اقترب أكثر مني وحاول أن يناولني الظرف، لكنه وضع يده على فخذي، فنهضت، واعتذر لي، وناولني الظرف مرة أخرى، بعد ان سقط على الأرض، وحاول الاقتراب مني أكثر وتقبيلي الا اني دفعته واخذت الظرف وغادرت المبنى الذي يطل على البحر".

وبينت قصص أخرى تعمل "اليوم الثامن"، على جمعها "أن الحكومة اليمنية السابقة عملت على استثمار معاناة الناس "المساعدة بمقابل"، لكن العديد من القصص تؤكد ان المقابل كانت مواقف سياسية وان نسبة قليلة تعرضت فيها مواطنات للتحرش من قبل مسؤولين في إدارة حكومة بن دغر او في حكومة معين عبدالملك السابقة.

تحتفظ الصحيفة بمعلومات موثقة بالإضافة الى ارقام هواتف "سعودية"، الا انها تناشد السلطات السعودية النظر في هذه القضايا التي تمس المجتمع المحافظ، خاصة وان المتحرشين قد عادوا للإقامة في السعودية منذ عزل أحمد عبيد بن دغر.