عرض الصحف العربية..

تقرير: تحركات عُمانية وضغوط أمريكية لتسوية شاملة في اليمن

إفشال كل جهود السلام التي رعتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة خلال الفترة الماضي

اليمن

تهدف زيارة وفد عُماني لصنعاء برفقة وفد التفاوض الحوثي إلى نقل رسائل حاسمة من واشنطن والمجتمع الدولي إلى قيادة الجماعة الحوثية حول جدية العالم في التعامل مع التعنت الحوثي الذي تسبب في إفشال كل جهود السلام التي رعتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة خلال الفترة الماضية.

وبحسب صحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن الوفد العُماني يضم ممثلين عن المكتب السلطاني العُماني والأجهزة التي تشرف على الملف اليمني في مسقط، ستلتقي زعيم ميليشيات الحوثي برفقة رئيس وأعضاء وفد المفاوضات الحوثي الذي وصل إلى مطار صنعاء وتتزامن الزيارة مع "خسائر فادحة" لحقت بالميليشيات الحوثية على جبهة مأرب ما يُعبد طريق السلام في اليمن.

فشل أممي
وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية ووفقاً لمصادر لم تسمها أن هذه الزيارة تأتي في أعقاب فشل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث خلال زيارته إلى صنعاء في إقناع قيادة الحوثيين بخطته لوقف إطلاق النار والتي تتضمن إعادة فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود على ميناء الحديدة، ووقف الهجمات العسكرية الحوثية على محافظة مأرب وهو الأمر الذي رفضه الحوثيون.

وكشفت الصحيفة عن مساع للميليشيات الحوثية لتجزئة مسارات الحل في اليمن، حيث ربطت الميليشيات توقف هجماتها على الأراضي السعودية بوقف عمليات التحالف العربي في اليمن، وأصرت على اعتبار الموافقة على إعادة افتتاح مطار صنعاء وميناء الحديدة استحقاقات إنسانية لا يجب ربطها باتفاق وقف إطلاق النار الذي ترفض الميليشيات أن تشتمل على إيقاف هجماتهم على محافظة مأرب المكتظة بالنازحين.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن> وساطة عُمانية تطلق سراح نجلي صالح من يد الحوثيين



وبحسب الصحيفة جاء التحرك العُماني المباشر في أعقاب حراك دبلوماسي دولي غير مسبوق تضمن زيارات للمبعوثين الأميركي والأممي لليمن إلى العاصمة العُمانية مسقط، بالتوازي مع زيارات لدبلوماسيين ومسؤولين أوروبيين لذات الغرض، تؤكد المصادر أن جميعها باءت بالفشل نتيجة تعلل وفد المفاوضات الحوثية برئاسة محمد عبدالسلام في مسقط بعدم وجود صلاحيات لدى الوفد لحسم بعض أمور الخلاف.

فرصة أخيرة
من جانبها وصفت صحيفة "الشرق الأوسط" التحرك العُماني بــ"التحرك المفاجئ" وغير مجدول، ووصول الوفد العُماني على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العُمانية إلى صنعاء ومسؤول بارز في صفوف الميليشيات الحوثية تأتي كفرصة أخيرة لما يبدو أنه تنسيق اجتماع مرجح للوفد العُماني مع زعيم الميليشيات الحوثية المسلحة عبد الملك الحوثي "لحلحلة الأزمة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة ووقتها الآن تأتي لإقناع (قيادة) الميليشيات الحوثية بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام"، فاتحة باب التساؤلات عن تأثر العلاقة بين سلطنة عُمان والميليشيات الحوثية في حال استمر تعنت الميليشيات الحوثية حيال الانخراط في وقف النار ثم المفاوضات، وهو ما سينعكس بشكل سلبي عليهم وعلى اليمن.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن> الدبلوماسية العُمانية تنشط تجاه رام الله... وماذا عن طهران؟


في سياق منفصل ذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك وصل إلى سلطنة عُمان في زيارة قال عنها إنها "زيارة مجدولة وفي إطار جولته الخليجية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين"، وفي إطار بذل المزيد من الجهد والتشاور مع كافة الفاعلين الإقليميين والدوليين للدفع بجهود السلام. وأوضح أنه يحمل رسالة خطية من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطان العُماني هيثم بن طارق.

خطر الحوثيين
وتناولت صحيفة "الاتحاد" في مقال لها خطر الميليشيات الحوثية وما يجب لضمان سلامة الملاحة وحريتها في المياه الدولية مسؤولية على اعتبار أنهلا مسؤولية جماعية يجب أن تتقاسمها جميع دول العالم وفق القوانين والاتفاقيات الدولية المنظمة للعلاقات البحرية بين الدول، والتي تَوافَق عليها المجتمع الدولي.

وذكرت الصحيفة أنه وبالرغم من ان "القانون الدولي" يجرِّم بشكل قاطع كل جهة تقوم بأي عمل من شأنه التأثير على استخدام المضايق والبحار والمحيطات استخداماً تعاونياً وسلمياً، فإن التهديدات والعمليات الإرهابية التي تقوم بها ميليشيات الحوثي لم تتوقف منذ عام 2016، مما يشكل تهديداً حقيقياً على الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ويضر بمصالح دول المنطقة والعالم.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تدشين المكرمة العُمانية بساحل حضرموت

وقالت الصحيفة: "لا يختلف كثيرون حول حقيقة أن تهديد الميليشيات الحوثية لخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب يرتبط بشكل أو بآخر بأجندة إيران التي تدعمها وتسلحها وتستخدمها كأداة من أدوات إدارة صراعاتها مع القوى الإقليمية والدولية"، مشيرة الصحيفة إلى أن هذه الممارسات تفرض على المجتمع الدولي كله التحرك الجاد لمواجهتها والتصدي لها، ولا يجوز ترك خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب رهينة لخيارات إيران والميلشيات الحوثية التابعة لها، وخاصة في هذه المرحلة التي مازال العالم يواجه فيها التداعيات السلبية لجائحة كورونا.

مأرب وبداية السلام
وتناولت صحيفة "البيان" المعارك الميدانية بين الجيش الوطني اليمني والميليشيات الحوثية وما مُنيت به الميليشيات من خسائر وانتكاسات عسكرية وسياسية كبيرة في محافظة مأرب ما "يمهد لعودة هذه الميليشيا إلى طريق السلام بعد عام ونصف من رفض كل المبادرات والمقترحات".

وذكرت مصادر عسكرية للصحيفة أن الميليشيات بدأت باتخاذ وضعية الدفاع في جبهات مديرية صرواح بعد عام ونصف على بداية الهجوم الكبير على المحافظة والذي بدأته مطلع العام الماضي وجددته في مطلع شهر فبراير الماضي، وأن هذه القوات بدأت بزراعة حقول الألغام على طول خطوط التماس في جبهات المشجح والكسارة ما يؤكد استسلام هذه الميليشيا للواقع وعجزها عن تحقيق أي انتصار.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأعمال التي تقوم بها الميليشيات في غرب مأرب تشابه تلك التي صنعتها في مناطق التماس داخل مدينة الحديدة، حيث شرعت في زراعة حقول الألغام باعتبارها خط الدفاع الأول عن مواقعها، ومن خلفها عمدت إلى حفر خنادق على أن تقوم بعد ذلك بملئها بالمتفجرات، لكنها في المقابل واصلت عملية تجنيد وتحشيد المقاتلين، كما واصلت إرغام السكان في المدن على إرسال أبنائهم إلى ما تسمى "المخيمات الصيفية" وهي معسكرات لغسيل أدمغة صغار السن وتعبئتهم فكرياً، قبل أن يتم نقلهم للتدريب على الأعمال القتالية.