"ناشطو التنظيم يسخرون من انتخابات اسطنبول"..

تقرير موثق: ديمقراطية إخوان اليمن بتركيا.. "خلافة الزنداني تتبخر"

رجل الدين الإخواني المتطرف عبدالمجيدالزنداني - سكاي نيوز عربية

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

في العام 2011م، اعتلى رجل الدين الإخواني المتطرف عبدالمجيد الزنداني، منصة الخطابة في حشد كبير من اليمنيين التواقين للتغير في بلد انهكته الحروب والصراعات العبثية، ليبشر اليمنيين بدولة الخلافة التي

من اسطنبول المدينة التركية والوطن البديل للجماعة ظهرت قيادات عليا في التجمع اليمني للإصلاح (ذراع الاخوان المسلمين في اليمن) أثناء تصويت لانتخابات الجالية اليمنية بعد غياب عن الاضواء لسنوات وفي ظل تمدد ميليشيا الحوثي وسيطرتها على العديد من المديريات في مأرب وشبوة خلال الشهر الماضي.

وقال الزنداني مخاطبا شباب الثورة اليمنية "أيها الشباب ان عصر الخلافة الجديد في الطريق، وأنه في العام 2020م، ستقام حضارة إسلامية جديدة واسمها دولة الخلافة".. زاعما انه في العام 2025م، سيعلن المسلمون عن قيام دولة الخلافة الإسلامية من الصين شرقاً حتى المحيط الأطلسي غربا".

وروج الإخوان في اليمن الذين فروا بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في العام 2014م، أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هو من سيكون زعيم دولة الخلافة الإسلامية، على الرغم من ان اردوغان تحدث عن ان نظام دولة "علماني".

ويبدو ان حلم دولة الخلافة التي اختلف الزنداني حول تاريخ إعلانها بين (2020م الذي انقضى وبين الانتظار حتى العام 2025م)، قد تبخر بفعل عدم مقدرة تنظيم الإخوان في اليمن العودة إلى صنعاء، بل وباتوا مهددين بالطرد من مدينة مأرب المعقل الأخير للأذرع التركية والقطرية في اليمن.

وتحول التنظيم وقياداته التي ذهبت للاستثمار في تركيا ومدينة إسطنبول الى التغني بامجاد اردوغان التركي، غير انهم تركوا البلد للحوثيين، لكنهم ظهروا مؤخرا في تجربة ديمقراطية جديدة، اثارة موجة من السخرية في داخل التنظيم المصنف على قوائم الإرهاب السعودية منذ العام 2014م.

وظهور قيادات بارزة في الجماعة وعلى رأسهم: حميد الأحمر، صخر الوجيه، عبدالرزاق الاشول ، عبده الترب ، زيد الشامي ، الدكتور د.محمد قيزان ، الحسن أبكر ، لاقى سخرية وتندر داخل جماعة الاخوان وخارجها اضافة الى اعتراضات واسعة على آلية اجراء الانتخابات والاخذ بنظام القائمة المغلقة واستمرار تنظيم الاخوان بممارسة نهجه الاستحواذي والاقصائي في كل مجالات الحياة ابتداء من الحكومة مرورا بالنقابات والجاليات ووصولا الى حارس مدرسة .

القيادي الاخواني عبدالجليل رزاز علق بالقول : بعد أن فشلوا في ادارة المرحلة الإنتقالية للوصول إلى الإنتخابات بحسب المبادرة ومخرجات الحوار وإنقلاب شركاء المرحلة عليهم بدعم دولي وإقليمي ذهبوا للمشاركة في انتخابات الجالية في تركيا .

وأضاف : يالله الحاصل المهم انتخابات ولما يكمل الشعب التضحية باترجعوا تنتخبوا وتترشحوا من جديد .

من جهته تحدث الناشط السياسي القريب من الاخوان محمد المقبلي عن عزوف كبير عن انتخابات الجالية في تركيا ما اضطرهم لتمديد الاقتراع وأضاف : لا أعتقد أنهم استوعبوا الدرس الديمقراطي.. نظام التفكير لديهم (يقصد جماعة الاخوان) مؤسس على أنهم المالك الحصري للصوابية والصراط المستقيم.

وأردف ساخرا : لقد جلبوا للانتخاب نحو ربع الحكومة التي سلمت البلاد للحوثيين من بينهم صاحب العبارة الشهيرة على قوات الأمن أن تتعاون مع أنصار الله ، مضيفا : طالبناهم بأن يكون النظام الانتخابي الفردي رفضوا واستقووا واصروا على المغلقة كي يستحوذوا كليا على البيت اليمني في تركيا

وتابع المقبلي حديثه بالقول : في النظام الفردي كانوا سيفوزوا بأغلبية كونهم يمتلكون باصات لنقل الناخبين وسندوتشات فلافل لكن كان سيكون هنالك هامش ديمقراطي للتيار الشبابي بنسبة تقريبا ٣٠  إلى ٣٥ ٪  مع ذلك غلقوها تماما وانكشفوا ديمقراطيا إلى الأبد ويوم

المقبلي الذي اقر بدفاعه في الماضي عن "ديمقراطية حزب الإصلاح الشكلية" قال  : "للتاريخ.. لاينتمي الإصلاح للديمقراطية الا تلك التي رسمتها قياداته التنفيذية في مخيلتها.. الاستحواذ".

من جهتها انتقدت القيادية الاخوانية الفت الدبعي : اصرار أعضاء حزب الإصلاح المسيطرين على أعمال الجالية اليمنية في تركيا على إجراء  انتخابات الجالية بنظام قوائم الأكثرية واعتبرته : إجراء يقف ضد ما تم اعتماده في مخرجات الحوار الوطني وفيه مخالفة صريحة حيث أقرت المخرجات  نظام القائمة النسبية.

 وقالت الدبعي : من حق المستقلين وبقية المكونات أن يدافعوا عن حقهم في تشكيل جالية ممثلة لكافة مكونات اليمنيين في تركيا وعليهم رفض هذه الإجراءات كون حزب الإصلاح يعلن التزامه دائما بتنفيذ المخرجات ومالم يقبل أعضاءه  العمل على تغيير النظام الأساسي للجالية واعادة صياغته بما يضمن استيعاب مقررات مخرجات الحوار الوطني في اعتماد مبدأ التشاركية وبقية مبادئ الادراة الحديثة في العمل النقابي والخدمي وبما يضمن صياغة نظام أساسي توافقي  ينص بشكل صريح على اعتماد نظام القائمة النسبية كنظام انتخابي للجالية فإن ذلك يعني أن ممثلي الإصلاح في تركيا فقط يتحدثون عن مخرجات الحوار كإطار شكلي ولكن وقت التنفيذ العملي يعودون الى ثقافة الاستحواذ التي اعتادوا عليها من نظام صالح وكأنهم لا يعرفون ثقافة غيرها في إدارة المؤسسات .

وكان قد صدر بيان عن أبناء الجالية اليمنية في تركيا بشأن تصعيد إجراءات مقاطعة انتخابات الجالية اليمنية أشار الى عدة محاولات لرأب الصدع، وتوضيح المخالفات التي رافقت إجراءات الانتخابات وتغيير النظام الأساسي، واحتواء الموقف، ومحاولة مراجعة الأخوة في الهيئة الإدارية -السابقة التي يرأسها الاخواني صلاح باتيس

وأشار البيان: الى ان خطوات التصعيد تشمل توجيه خطابات للسفارة اليمنية في تركيا ووزارة الخارجية والمغتربين في اليمن مرفقة بكافة المخالفات الواضحة التي صاحبت عملية الانتخابات، مع دعوة الفئات المختلفة والتي لم تقدم لها الجالية خدماتها وظلت خارج اهتماماتها طوال السنوات الماضية إلى تشكيل كيانات خاصة بها لتمثيلها.

البيان دعا العقلاء من أبناء الجالية اليمنية في تركيا للتدخل وإيقاف هذه الإجراءات التي ستسبب ضررا بالغا، وتمس السمعة الطيبة لأبناء الجالية اليمنية التي تراكمت طوال السنوات الماضية.

اللجنة المشرفة على عملية انتخابات الجالية لم تعر الاعتراضات ادنى أهمية وأعلنت نتيجة الانتخابات بفوز قائمة اليمن السعيد الاخوانية بأغلبية الاصوات مشيرة الى أن عدد المصوتين لا يتجاوز 1800 شخص من اجمالي أعداد اليمنيين في تركيا  الذي يفوق الـ 40 الف شخص حسب التقديرات.

اتخذ اخوان اليمن من تركيا وطنا بديلا لهم ونقلوا اليها استثماراتهم وسلوكياتهم بما في ذلك ثقافة الاستحواذ والاقصاء وعدم القبول بالآخر وأشارت دراسة حديثة الى ان اليمنيين في تركيا يأتون في المركز الثالث لتملك العقارات بواقع 810 عقارا خلال عام 2021م