"الاشتراكي" الماركسي يستخدمه الاخوان وقت الحاجة..

تقرير: "الإصلاح" يقود أحزاباً يمنية نحو الانقلاب على شرعية "هادي"

قوات إخوانية سهلت للحوثيين السيطرة على أجزاء من مأرب دون قتال - أرشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

حزب التجمع اليمني للإصلاح، النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان المصنف على قوائم الإرهاب، انفرد بالحكم والسلطة وقيادة الجيش منذ الانتفاضة الشعبية ضد نظام علي عبدالله صالح، وإقصاء كل الأحزاب والقوى السياسية اليمنية، ولم يقبل بأي شريك في الحكم.

التنظيم الذي أصدرت قيادات فتاوى تكفير بحق الحزب الاشتراكي اليمني، بات يستخدم الأخير وقت الحاجة إليه، ليذيل اسمه في بيان يصدر عن الهيئة العلياء للتجمع اليمني للإصلاح.

منذ ان تأسس التنظيم اليمني من الأفغان العرب العائدين من أفغانستان، في أواخر تسعينات القرن الماضي، والاخوان أحد شركاء سلطة الحرب على الجنوب في العام 1994م، وهي الحرب التي تصدر فيها الإخوان المشهد بفتوى رسمية أصدرها وزير العدل الاخواني الزيدي عبدالوهاب الديلمي، والتي اعتبرت الجنوبيين والحزب الاشتراكي "بالخارجين عن الملة والدين الإسلامي، واجازت قتل المستضعفين ونهب ممتلكاتهم، لكي لا تقوى شوكة الكفر".

وعلى الرغم من ان تنظيم الإخوان متهم بالتورط في تصفية أكثر من 150 مسؤولا جنوبيا قبيل الحرب، وعشرات الآلاف من الجنوبيين بعد حرب 1994م، إلا ان الاشتراكي دخل في تحالف سياسي مع الاخوان لمواجهة نظام علي عبدالله صالح، لكن هذا لم يمنع الاغتيالات والاستهدافات الممنهجة للقيادات الجنوبية المحسوبة على الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب.

والحزب الاشتراكي اليمني، هو تنظيم سياسي أسس رجل الاتحاد السوفيتي عبدالفتاح إسماعيل الجوفي، وكان يهدف الى إقامة دولة يمنية موحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، بنظام الاشتراكية العلمية، الا ان الحروب التي تم اشعالها في الجنوب وعدن تحديدا، لتحقيق هذا المشروع، اطاحت بصاحب التجربة، واطاحت بالجنوب الى وحدة هشة، كان الاخوان اكبر المستثمرين لها والمستفيدين منها.

في مأرب التي لا يعرف التي لا صوت فيها للحزب الاشتراكي، لكن الحزب يذيل اسمه في بيانات الإخوان، فالبيان الصادر ليل الاثنين لم يتم ارفاق أي صورة تتحدث عن اجتماع عقد بهذا الشأن ولا أسماء الشخصيات التي حضرت من الأحزاب اليمنية الأخرى، غير ان صدور البيان كان عاجلا في مواقع اخوان اليمن في حين ان الموقع الرسمي للحزب الاشتراكي اليمني  "الاشتراكي نت"، لم ينشر أي معلومات عن البيان.

وقال حزب الإصلاح الإخواني وأحزاب سياسية أخرى في مدينة مأرب إنّ "إدارة الرئيس هادي وحكومته فشلتا فشلاً ذريعاً في إدارة معركة ضد الحوثيين".

واعتبرت مصادر حزبية في مأرب البيان المذاع الليلة الماضية على شاشة قنوات الاخوان، بانها محاولة للهروب من مسؤولية التورط في تسليم الأسلحة والمدن للحوثيين دون قتال، مستغربين لماذا لم تكن للأحزاب اليمنية الأخرى مواقف منفردة غير التي يتخذها الاخوان.

وقال مصدر مقرب من الحزب الاشتراكي لصحيفة اليوم الثامن "ان البيان وزع على وسائل الإعلام دون عقد أي اجتماع في مأرب التي أصبحت محاصرة واقترب الحوثيون من السيطرة عليها، وهي محاولة أخيرة، للهروب من المسؤولية باتهام التحالف والرئيس هادي، ومحاولة لدحض الاتهامات التي وجهت للتنظيم بالتورط في تسليم المدن للحوثيين دون قتال".