تحليلات
بإشراف مباشر من الحوثي..
اليمن: المجهود الحربي للانقلابيين ينهب إغاثات المدارس
كشف مصدر مقرب من رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، عن استيلاء الحوثيين على المواد الإغاثية، ومن بينها مشروع التغذية المدرسية، وتوزيعها على القيادات الحوثية، لتشجيعهم على مواصلة انقلابهم، وضمان إخلاصهم للقيادات العليا.
وقال المصدر لصحيفة "الوطن" السعودية: إن "هناك مجاعة كبيرة جداً تعصف بأغلب شرائح المجتمع اليمني، سببها الانقلاب الحوثي في الحقيقة، وفي الوقت الذي يعاني الشعب اليمني من المجاعة والفقر الشديد، تتم سرقة المواد الإغاثية والإنسانية، أحياناً باسم الدعم للمجهود الحربي، وأحياناً أخرى باسم دعم أسر من يسمونهم الشهداء، كما يدعون، وتحت تلك المسميات تتم السرقات، وتوزيع المواد الإغاثية بشكل سري على القيادات التي تقدم الخدمات لهم وتنفذ أوامرهم، أو تربطهم صلات قرابة بالقيادات الحوثية العليا".
وأوضح المصدر أن المواد الإغاثية توزع على مسارين وبإشراف مباشر من محمد علي الحوثي، الأول بيعها في السوق السوداء ويتم توزيع عائدها على القيادات الحوثية المهمة، والثاني إسناد كميات معينة من المواد الإغاثية لقيادات حوثية بارزة، يكون لها حرية التصرف بها، سواء ببيعها في السوق السوداء، أو توزيعها على من يريدون، أو التصرف فيها وفقاً للأهواء.
وأشار إلى أن الحوثي أصدر قراراً مطلع الشهر الجاري بالسطو على التغذية المدرسية، حيث تم استبعاد العديد من الأسماء من كافة الكشوف، وفوجئ المواطنون بعدم وجود أسمائهم هذا الشهر في كشوف المساعدات الإنسانية والتغذية المدرسية.
وكشف المصدر عن وثيقة سرية تفضح استيلاء الحوثيين على الأغذية المدرسية، حيث تتضمن توجيهاً من محمد الحوثي إلى مدير مشروع التغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية حمود الأخرم بصرف 5 آلاف سلة غذائية للمدعو أبو حمزة تحت مبرر توزيعها على أسر المجاهدين، بينما هي صرفت له شخصياً.
وقال إن "السبب الحقيقي خلف شطب أسماء المستفيدين وحرمانهم من مواد الإغاثة والمساعدات والتغذية هو أن الحوثي أخذ كميات كبيرة من المساعدات والتغذية المدرسية، وقام بتوزيعها على قيادات حوثية لكسب ودها وضمان بقائها في صفه، وأيضاً لدعم قيادات في صفوف المقاتلين".
وأضاف أن "استيلاء الحوثي على المساعدات الغذائية زاد من معاناة الشعب، وخلق صراعات بين المواطنين والحوثيين أنفسهم، وأخرى بين بعض القيادات الحوثية التي منحت مساعدات دون غيرها، مما تسبب في خلاف كبير بينهم".
وذكر المصدر أن محمد علي الحوثي عقد اجتماعين بعدد من القيادات الحوثية التي لم يصرف لها شيء من المساعدات، وقام بتسجيل أسمائهم ووعدهم بأن يكون لهم نصيب في الحملات الإغاثية القادمة، شريطة أن يلزموا الصمت خلال المرحلة الحالية، وعدم إثارة أي تذمر أو بلبلة، فيما أودع بعض القيادات السجون بعد اختلافهم معه بشكل مباشر في موضوع المساعدات، خاصة وقد تسربات معلومات أن المستفيدين خلال الفترة الماضية أشخاص مقربون من محمد الحوثي.