تحليلات

دور مزدوج للإطاحة بالشريك السياسي في الوحدة

وثائق استخباراتية: هذه تفاصيل الحرب على الجنوب

المكر والخديعة والغدر والخيانة وكل الخطايا ترتبط بالمخلوع صالح

كشف وثائق استخباراتية بريطانية أمريكية  تورط جماعة الإخوان ووقوفهم وراء إستقطاب عناصر تنظيم القاعدة والزج بهم في حرب صيف 1994م التي شنها المخلوع علي صالح على شريك الوحدة علي سالم البيض، بعد إعلان الأخير إنتهاء الوحدة التي قامت بين جمهورية اليمن الديمقراطية، والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م .
 
وقال الكاتب هاني مسهور  في مقالة نشرت في صحيفة الجزيرة السعودية حمل عنوان (الشيطان.. "علي عبدالله صالح") إن موسم الإفراج عن وثائق الاستخبارات البريطانية والأمريكية سيستمر في إثبات إدانة الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح؛ لافتاً إلى أن الاستخبارات البريطانية التي أظهرت وثائقها دور علي صالح إبان الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م، وشهادات الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ورئيسة وزراء بريطانيا تاتشر، والتي جاءت لتؤكد كيف حاول المخلوع صالح ابتزاز المملكة العربية السعودية في تلك المرحلة التاريخية، يُضاف إلى ذلك ما كشفته الوثائق البريطانية عن شهادة الرئيس المصري السابق حسني مبارك حول أهداف الرئيس اليمني من السعودية والكويت.. 
 
وأضاف "واستمرارًا لتلك الوثائق أفرجت الاستخبارات الأمريكية عن وثائق أخرى، وجدت مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، عندما قامت الولايات المتحدة بعملية تصفيته في (مايو 2011م)".
 
وبحسب مسهور، فقد تحدثت الوثيقة التي هي رسالة من ابن لادن عن اعتبار بقاء "علي عبدالله صالح" مكسبًا عظيمًا لتنظيم القاعدة الإرهابي، وعن مساعي التنظيم لعقد هدنة معه. وجاء النص الحرفي في الرسالة بـ"وهناك مسألة مهمة أود أن أنوه إليها، وهي أن أمريكا ودول الخليج سعوا عمليًّا لتغيير نظام علي عبدالله صالح؛ ما يُظهر أن هذا الوكيل غير كفء عندهم، ويعرفون معرفة تامة بحجم الفساد الإداري والمالي الهائل، وأن هذه الأجواء أعطت تربة خصبة لكل الاتجاهات لكي تنمو وتنشر أفكارها، ومن أهم هذه الاتجاهات وأقواها الاتجاه الإسلامي بجميع طوائفه، من الإخوان والسروريين والسلفيين والسلفيين الجهاديين. إن بقاء هذا النظام أقل سوءًا مما لو جاء علي سالم البيض الذي له سابقة بالفتك بالإسلاميين؛ فإنه إن تسلّم السلطة فسيبطش بالحركة الإسلامية بجميع طوائفها".
 
وتابع "قد يتساءل الكثيرون: لماذا يحرص تنظيم القاعدة على وجود نظام علي عبدالله صالح؟ فهذه الوثيقة الأمريكية لا تكشف كامل الحقيقة؛ فالذي يجعل هذه العلاقة أكثر ارتباطًا هو أن "علي عبدالله صالح" أبرم اتفاقًا واضحًا مع الإسلاميين، الذين يمثلهم الشيخ القبلي عبدالله بن حسين الأحمر. فبحسب مذكراته ذكر أنه والرئيس الأسبق صالح اتفقا على أن يلعبا دورًا مزدوجًا للإطاحة بالشريك السياسي في الوحدة اليمنية، وكان ذلك الاتفاق مدخلاً، تم به تصفية الحزب الاشتراكي أولاً، ثم غزو الجنوب في صيف 1994م".
 
ولفت إلى أن الوثيقة الأمريكية أكدت الجزء الآخر من الاتفاق؛ مضيفاً بالقول "فلقد عمل "الإخوان المسلمون" في اليمن على توفير كل ما يمكن لنقل مئات أفراد تنظيم القاعدة من أفغانستان والصومال خلال الفترة من (1990م حتى 1994م)؛ فلقد انتشر مئات المقاتلين العرب في اليمن، وتركز وجودهم خلال تلك الفترة في مناطق صنعاء وأرحب وعمران والبيضاء شمالاً، وفي الجنوب انتشروا في أبين وشبوة".
 
بعد أن وقّع كل من علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح برعاية ملك الأردن الحسين بن طلال وثيقة العهد والاتفاق، قرر المخلوع صالح في 27 إبريل 1994م شن الحرب على الجنوب مستخدمًا أفراد تنظيم القاعدة كرأس حربة في تلك الحرب معتبرين أن سكان الجنوب ماركسيون ملحدون بموجب فتاوى دينية وُزّعت على جبهات القتال آنذاك. هذه هي الصفقة الأهم بين علي عبدالله صالح والإرهاب، وهو ما هدد به علي صالح الجميع في لقائه مع قناة العربية في مارس 2011م عندما قال إنه سيفتح الطريق لعناصر القاعدة لضرب كل مؤسسات الدولة.
 
وأعتبر مسهور ما كشفته الوثيقة الأمريكية إضافة إلى شهادات عناصر تنظيم القاعدة التي سجلت ووثقت في تأكيدهم أن نظام علي صالح استقطبهم عبر جماعة "الإخوان المسلمين"، وتم تسليمهم رتبًا عسكرية ومرتبات ومعسكرات تدريب، عملت لاحقا في تشكيل شبكات تهريب المخدرات والاتجار بالبشر. كما أن هذه التشكيلات الإرهابية استخدمها المخلوع صالح في ابتزاز الولايات المتحدة وكذلك السعودية؛ فلقد كان اليمن حاضنًا لهذه الجماعات الإرهابية ومنطلقًا لعملياتها في المنطقة والعالم.
 
ويرى مسهور أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وعلاقته بالإسلاميين، سواء الإخوان أو السلفية الجهادية أو القاعدة أو الدواعش، علاقة لها تأصيل ثابت؛ فهو جزء لا يمكن تجزئته من هذه التنظيمات الإرهابية. ولعل واحدًا من دلالات ذلك تسليم المكلا لعناصر القاعدة بعد أسبوع واحد من إطلاق عاصفة الحزم.
 
وقال أن المكر والخديعة والغدر والخيانة وكل الخطايا ترتبط بالمخلوع صالح الذي هو نواة شيطانية لها اتصال بكل العصابات في اليمن، فالحوثيون مثل القاعدة وكالإخوان المسلمين يرتبطون بهذه الشبكات الإجرامية التي اتخذت سلوك العصابات أسلوبًا ومنهجًا؛ فقتلت وسرقت ونهبت، وما زالت تواصل جرائمها عبر انتهاز الفوضى العارمة في اليمن والشرق الأوسط. 

الوقاية والاستباق.. استراتيجية شمولية مبتكرة لمواجهة إدمان المخدرات


الحوثيون يصفون صفقة تبادل الأسرى بأنها دليل على فشل إسرائيل (ترجمة)


اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يدخل حيز التنفيذ.. من سيحكم قطاع غزة؟


إيران تعول على الحوثيين.. استعراض قوة أم ورقة ضغط إقليمية؟