تقارير وتحليلات
دعم طهران للحوثيين يجب أن يتوقف..
أليستير بيرت: لا مكان لإيران في اليمن
دان أليستير بيرت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أفعال إيران في المنطقة، وشدد على ضرورة توقف تدخلاتها المستمرة في شؤون دول الجوار، وخاصة دعمها لميليشيات الحوثي الانقلابية بالأسلحة والصواريخ الباليستية، مشدداً في تصريحات لـ«الاتحاد» الظبيانية على التزام بلاده بحفظ أمن الخليج العربي، والعمل مع شركائها على وقف تمدد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، ومثمناً الدور الذي تقوم به الإمارات والسعودية في إطار قوات «التحالف العربي» لدعم الشرعية وإعادة الإعمار في اليمن، ومؤكداً على وجود شراكة بريطانية إماراتية راسخة لمحاربة الإرهاب.
العقوبات مستمرة
وأكد بيرت أن هناك مخاوف لدى بريطانيا والولايات المتحدة من تهديدات إيران الأمنية المستمرة في المنطقة، لكنه أعرب عن أمله في تمكن الدول الأعضاء في الاتفاق النووي من التغلب على هذه المخاوف، لافتاً إلى مطالبة إيران بشكل مباشر بالتوقف عن دعم الحوثيين والكف عن تزويدهم بالأسلحة والصواريخ. وشدد على ضرورة منع تدخل طهران في الشأن اليمني، وقال إن بريطانيا تعلم جيداً أن الصواريخ الإيرانية باتت توجه الآن إلى الرياض.
لكن بيرت قال إن بلاده ترى أن الانسحاب من الاتفاق النووي لن يحل المشكلة، وقال إن هناك حوالي 200 عقوبة اقتصادية ستظل مفروضة على إيران وسيستمر تطبيقها بمنتهى الحزم، لأنه ليس من العدل أن تتحمل الدول في المنطقة هذا التهديد تحت أي ظرف. وقال إن بريطانيا تدعم التحالف العربي بقيادة السعودية، وعلى علم تام أن المملكة والإمارات دخلا اليمن لمساندة الشرعية وبطلب من الحكومة اليمنية هناك، كما أنها على علم بالمجهود الذي قام به التحالف لإنقاذ اليمن ودعم الشرعية، وستواصل العمل على منع التدخلات الإيرانية، كما ستستمر في العمل مع المبعوث الجديد للأمم المتحدة، وسترى ما لديه من خطط ومقترحات لحل الأزمة. وأضاف: «نتفهم أن التحالف يريد أن يكون هناك ضغط على الجانب الحوثي للمساعدة في عملية التفاوض، والمحاولات مستمرة لوقف التدخل الإيراني الذي يعقد الأزمة، وإذا ما تم التوصل إلى حل للأزمة لن يكون هناك مكان لإيران على الأرض».
الصواريخ الباليستية مقلقة
وقال بيرت إن بريطانيا لم تتوقع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وترى أن الاتفاق النووي يلزم طهران بعدم تطوير برنامجها النووي، وهذا ما كان يهدف إليه الاتفاق منذ البداية. وأضاف أن هناك على الجانب الآخر دلائل بالتزام طهران بالحد من أنشطتها النووية الحساسة .
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يرى أنه ليس هناك سبب للانسحاب من الاتفاق. لكنه استطرد قائلاً: «إن هناك في المقابل مصدرا كبيرا للقلق حول تصنيع طهران للصواريخ البالستية»، معتبراً أن هذا التوجه يجب أن يتغير، ويجب أن يكون هناك طريقة لحل هذه المشكلة وآلية عمل للتأكد من التزام إيران بالاتفاق، وتساءل قائلاً: «إذا انسحب الجميع من الاتفاق كيف يمكن إقناع طهران مرة أخرى بالالتزام باتفاقية جديدة؟». ورجح أن يكون قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي ورقة ضغط على طهران لتعديل الاتفاق وإضافة بنود جديدة فيها، وقال إن بريطانيا ستواصل العمل مع شركائها لتحسين البنود المقلقة في الاتفاق. وأضاف أن تدخلات إيران المستمرة في المنطقة ليس لها علاقة بالاتفاق النووي، وقد تستمر التهديدات حتى بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وقف التمدد الإيراني
وثمن بيرت الجهود التي تبذلها الإمارات للتعامل مع التهديدات الإيرانية. ونفى أن يكون الحل في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وقال إن الاتحاد الأوروبي سيحاول إيجاد حلول بعد انسحاب الولايات المتحدة وسيستأنف محاولة إقناع طهران لرفع أيديها عن المنطقة. وأكد في الوقت نفسه ضرورة التزام طهران الكامل بكافة بنود الاتفاق النووي، لأن هذا الالتزام سيمنع كارثة أكبر محققة. واستبعد أن يزيد إلغاء الاتفاق من خطورة إيران، وقال: «ما نحتاج حقاً هو العمل على تغيير بنود الاتفاق القديم، وفي الوقت ذاته العمل على حل المخاوف الأخرى لاحتوائها في المنطقة». وشدد بيرت على متانة العلاقات البريطانية الأميركية، وأكد حرص واشنطن على استقرار وأمن المنطقة، ولذا ستحاول لندن العمل معها للوصول إلى حل بشأن العقوبات المفروضة على الشركات المتعاملة مع طهران، فقد منحت الولايات المتحدة مهلة 180 يوماً قبل بدء تنفيذ العقوبات. وأضاف أن بلاده في انتظار معرفة خطوة واشنطن القادمة للتصرف على أساسها. وأشار إلى أن بريطانيا سوف تعمل مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والأعضاء الخمسة في الاتفاق النووي، وعلى إيران الالتزام بما سيتم الاتفاق عليه. وقال إن هناك تبادلاً تجارياً مع طهران، وليس هناك أي معلومات حتى هذه اللحظة عن العقوبات التي تنوي الولايات المتحدة فرضها على الشركات المتعاملة مع طهران، ولكن بالطبع سيكون لها تأثير كبير على العلاقات التجارية بين لندن وطهران، وسنرى كيف سيتم التعامل مع العقوبات وكيفية تجنبها في كافة القطاعات.
الحرب على «داعش»
وثمّن بيرت الدور الكبير الذي تقوم به الإمارات والسعودية في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وحرص على التأكيد على دور مركز «هداية» الذي يعد جزءاً من مجهود كبير تقوم به الإمارات لمحاربة الإرهاب. وأشاد بجهود المركز الكبيرة، وأكد على علاقته الوثيقة بلندن التي تعمل معه عن قرب لمحاربة «داعش»، وأكد أن تدخل الإمارات والسعودية السريع للحد من الخطر الحوثي الذي يهدد الحكومة اليمنية، أبرز مثال على حماية المنطقة من الإرهاب، وقد دعمته بريطانيا بشكل كامل، وبالتالي لديها شراكة راسخة ووثيقة مع الإمارات والسعودية في كل ما تتخذه من خطوات وقرارات لحماية المنطقة من الإرهاب. وشكك بيرت في أن خروج «داعش» من العراق وسوريا يعني النهاية، فقد نجحت قوات التحالف في استعادة الأراضي التي استولى عليها التنظيم، وهناك نجاح عسكري كبير في هذه الأجزاء، ولكن التحالف الدولي المكون من 74 دولة لمحاربة التنظيم يجب أن يظل جاهزاً لأن خطر صعود «داعش» أو أي مثيل له قد يعود مرة أخرى، طالما أن الأيديولوجية ما زالت موجودة. لافتاً إلى أن هؤلاء المقاتلين المستأجرين من مناطق عدة حول العالم اجتمعوا عند إعلان إنشاء داعش ولا أحد يعلم متى يظهرون مرة أخرى في أي مكان في العالم. وهناك خطورة كبيرة لهذه المجموعات لأنها لن تستطيع الاندماج مرة أخرى، وبالتالي يجب أن يكون هناك نشاط دائم لمحاربة أي فكر متطرف.
حل الأزمة السورية
وقال بيرت إنه ليس هناك حلول للأزمة السورية، وليس هناك سوى العمل مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لمحاولة المضي بالحل السياسي. وأعرب عن أسفه لما يحدث على الأرض في سوريا، وقال: «نأمل أن تلتزم كافة الأطراف بالقرارات الأممية لحل المشكلة». وأدان ما حدث في الغوطة الشرقية، واستخدام الأسلحة الكيميائية في دوما، وأثنى على الدعم الإماراتي السعودي فيما يخص حل هذه المسألة، ولكنه أكد على عدم وجود أي حلول سياسية في الوقت الحالي طالما أن هناك إجهاضاً دائماً لكافة الحلول السلمية، وعدم الالتزام بالقرارات الأممية التي تحث على وقف إطلاق النار والسماح بدخول المعونات الإنسانية. وأكد ضرورة التزام الحكومة السورية وأعوانها بقرارات الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن بلاده تراقب عن قرب نتائج الانتخابات اللبنانية وأنها على علم أن ميليشيات «حزب الله» خطر على المنطقة. وشدد على أهمية توقف الحزب عن تدخلاته خارج الشأن اللبناني، فهو يزيد من خطورة الأوضاع. وقال إن بريطانيا تنتظر لترى ما سيحدث في الموقف السياسي لأنه معقد جداً في لبنان. وشدد على أن استقرار لبنان بما يتحمله من عدد لاجئين مهم لبريطانيا التي تحاول دعمه بكافة الأشكال والوسائل.