تحليلات
محاولة الانقلاب المزعومة في 2016..
تقرير: أردوغان يواصل حملة التطهير ببناء السجون
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أ ف ب)
داهم 20 ضابطاً من شرطة مكافحة الإرهاب، بدهم منزل أوريتن الذي كان يتقاسمه مع خطيبته قبل اعتقاله.
احتُجز في زنزانة تابعة للشرطة، مساحتها بالكاد 10 أقدام مربعة، واشترك فيها مع أربعة رجال آخرين لمدة 24 يوماً.
مع غياب المرحاض ومكان للاستحمام، اضطر إلى غسل نفسه عن طريق استعمال زجاجات المياه والتبول في زجاجة أخرى فارغة.
قال أوريتن في تقرير نشرته قناة "أن بي سي" الأمريكية على موقعها الإلكتروني: "لقد توسلت إليهم، خذوني إلى السجن".. "السجن سيكون أفضل من هذا العذاب".
وفي نهاية المطاف، أمر قاض بإرساله إلى السجن، حيث بقي بعهدة القضاء لمدة 10 أشهر.
واتُهم أوريتن، الصحافي البالغ 37 عاماً، بارتكاب جرائم ضد الدولة بسبب نشره تحقيقات عن عناوين بريد إلكتروني تم اختراقها من قبل شركة يديرها وزير الطاقة التركي، متورطة في شراء النفط من تنظيم داعش الإرهابي. وبعد مرور نحو عامين على دهم منزله، لا يزال أوريتن ينتظر محاكمته.
إلا أن أوريتن ليس وحده في ما يحصل داخل تركيا.
تستمر تركيا، أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي الـ"ناتو"، باعتقال عشرات آلاف من الأساتذة، المحامين، التلاميذ، القضاة، وعدد آخر من المسؤولين، في حملة واسعة من الاعتقالات التي أطلقتها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان غداة محاولة الانقلاب المزعومة في 2016.
وضع المعتقلات والسجون
يؤكد تقرير قناة "أن بي سي نيوز" الأمريكية، أن مرافق الاحتجاز والسجون والمعتقلات في البلاد مكتظة بالسجناء، على الرغم من انتشار 384 منها على كامل الأراضي التركية، حيث تحتجز، بحسب بيانات وزارة العدل في 20 مارس (آذار)ـ 224974 سجيناً أي ما يزيد عن 7% من الطاقة الاستيعابية الرسمية.
ويشير التقرير الأمريكي إلى أن تركيا تحتل اليوم المرتبة الثالثة من حيث عدد نزلاء السجون في أوروبا، أي خلف روسيا ودكتاتورية بيلاروسيا.
ولحل هذه المعضلة، كشفت وزارة العدل التركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن خطط بناء 228 سجناً إضافياً خلال الأعوام الخمس المقبلة مع استمرار حملة "التطهير" من مؤسسات الدولة والشركات الخاصة والمدارس.
وقال متحدث باسم "حزب الشعب الجمهوري" المعارض والنائب السابق باريك ياركداش لقناة "أن بي سي نيوز" إن أجنحة السجن المصممة لاستقبال 20 شخصاً، يتم وضع 45 شخصاً بداخلها اليوم، البعض ينام على الأرض، والبعض الآخر يصاب بأمراض تنفسية جراء الاكتظاظ. والحل عند حكومة أردوغان هو مجرد مواصلة بناء المزيد من السجون".
ولم يرد وزير العدل عبد الحميد غول على طلب التعليق على هذه الأنباء.