وأضافت أن أي إخلال بقواعد الاشتباك من قبل موسكو سيقابله تموضع أطلسي إسرائيلي جديد قد يربك الخطط الروسية في المنطقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، رفضه الاتهام الروسي، محملا نظام الأسد المسؤولية كاملة عن سقوط الطائرة.
وقال في بيان إنّ “التفاصيل الكاملة والدقيقة والحقيقية معروفة للمهنيين، الذين يتعاملون مع الأمر في الجيش الروسي، ومنها أن نظام منع الاحتكاك (بين إسرائيل وروسيا) كان شغالا، في الوقت المناسب (كما عمل في السنتين ونصف السنة الأخيرتين).
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن التحركات العسكرية الغربية الإسرائيلية لم تخضع يوما لشروط موسكو بل بالتنسيق الدائم مع القيادة العسكرية الروسية في المنطقة.
وأضافت المصادر أن موسكو لطالما امتلكت منظومات دفاع جوي في سوريا بإمكانها التصدي لأي اختراق، وبالتالي إرسال منظومة جديدة محدثة لن يغير من واقع الأمر شيئا.
ويتساءل خبراء عسكريون حول ما إذا كانت المنظومة الجوية ستغطي كافة الأراضي السورية، وحول ما إذا كانت ستعمل دفاعا عن المواقع الروسية، أو للدفاع عن مواقع نظام دمشق كما مواقع إيران وميليشياتها.
ويضيف هؤلاء أن المنظومة هي تفصيل تقني، وأنه يجب انتظار ما إذا كانت القيادة الروسية قد انقلبت على تفاهمات سياسية سابقة مع إسرائيل كما مع الدول الغربية، على نحو يتيح تشغيلا جديدا لـ”أس – 300″.
ورأى مراقبون أن بوتين يودّ التعبير عن غضبه أمام الرأي العام الداخلي الروسي على منوال ما فعل حين أسقطت تركيا طائرة روسية في نوفمبر 2015. ويرجح هؤلاء أن هذا الإعلان هدفه أيضا رصّ الصفوف مع حليفيه في دمشق وطهران.
ويضيف المراقبون أن الإعلان عن إرسال المنظومة الجديدة هدفه التلويح بعصا غليظة ترمي إلى تنفيس الغضب الداخلي، وأن ذلك لن يغير من التفاهمات العسكرية السابقة مع إسرائيل والغرب.
وتعتقد مصادر غربية مراقبة أنه سيكون على بوتين تأكيد تلك التفاهمات الأكيدة، وإلا سيكون محرجا إذا ما قامت الطائرات الغربية أو الإسرائيلية بعمليات جديدة داخل سوريا دون أن تقوم منظومة الدفاع الروسية بصدّ هذه الهجمات وفق ما يلمح له الإعلان عن إرسال منظومة أس-300.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، الاثنين، إن قرار روسيا تزويد سوريا بمنظومة أس-300 المضادة للطائرات يهدف إلى تعزيز سلامة الجيش الروسي. واعتبر المراقبون أن هذا الإعلان يعني أن المنظومة ستديرها أياد روسية لحماية الجيش الروسي وليس أي مواقع أخرى.
وأجاب بيسكوف ردا على سؤال عن العلاقات مع إسرائيل بالقول إن القرار ليس موجّها ضد أي دولة ثالثة.
وتؤكد مصادر غربية مطلعة أن تفاهمات بوتين- نتنياهو كانت شرطا مسبقا على تفاهمات بوتين-أوباما في سبتمبر 2015 قبل ساعات من بدء الهجوم الروسي على سوريا. وتضيف المصادر أن موسكو تدرك أن إسرائيل ستضرب أي أهداف في سوريا ترى أنها تشكل خطرا على أمنها حتى لو أرسلت موسكو منظومة دفاع متطورة. وأقرت المصادر بأن التوتر مع موسكو قد يجمد الضربات الإسرائيلية مؤقتا، إلا أن تفاهمات جديدة يجري العمل على إخراجها بين روسيا وإسرائيل على نحو يعيد تفعيل التفاهمات الثنائية السابقة.