تحليلات

الاتفاق النووي الإيراني..

سياسة ترامب تجاه إيران لن تنجح دون حلفاء

الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط

ناشونال انتريست

"لم لم يبقَ أحدٌ" رواية شهيرة لأجاثا كريستي حول حفلة منزلية حيث يُقتل كل الضيوف واحدٌ تلو الآخر. لقد أدت سياسة دونالد ترامب تجاه إيران إلى نتيجة مماثلة: اختفاء شركاء أمريكا تباعًا، بعد أن كانوا داعمين للقيادة الأمريكية في كبح إيران، لا سيما برنامجها النووي.
اختفت عشرات الدول التي بذلت جهودًا مضنية على مدار عقود من القيادة الأمريكية لمنع قدرة إيران النووية. أصبح واحدًا من الثلاثة حلفاء الباقين في هذه القضايا، وهي السعودية، أصبح لاعبًا محوريًا في الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. لكن السعوديين، بسبب مقتل جمال خاشقجي وأسباب أخرى، ربما أبعدوا أنفسهم. والإمارات العربية المتحدة، ربما تبتعد أيضًا.

هذه الندرة في الدعم الدولي تركت إدارة ترامب معزولة على نحو خطير. لا ينبغي أن تعني عبارة "أمريكا أولًا" أن تكون أمريكا وحيدة. تخاطر الولايات المتحدة بخسارة تعاون الحلفاء التاريخيين والموثوقين سعيًا وراء مصالح الأمن القومي الأمريكي الأخرى في مختلف أنحاء العالم، بعيدًا عن إيران.

من فعل هذا؟ إنه ليس لغزًا. تسبب انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الربيع الماضي في توقف دعم السياسة الأمريكية. جرى التفاوض على هذا الاتفاق مع إيران بواسطة ست قوى عالمية كبرى والاتحاد الأوروبي. حظي الاتفاق بالتأييد الكامل لمجلس الأمن ولقي دعمًا هائلًا من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

يشارك الحلفاء الأوروبيون الكثير من مخاوفنا حول أنشطة إيران الإقليمية، لكنهم يعارضون بشدة إعادة فرض الولايات المتحدة لعقوبات ثانوية ضد إيران. إنهم يَعتبرون العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب مخالفة للاتفاق النووي وقرارات مجلس الأمن، ويرون أنها تقوض الجهود الرامية لضبط السلوك الإيراني. إن العقوبات الجديدة وتلك التي طُبقت في 5 نوفمبر تُضعف الاهتمام الأوروبي بالتعاون لوقف إيران.

إن المعارضة الأوروبية والآسيوية المتصاعدة للتجاوز الأمريكي تثير أيضًا مخاوف راسخة حول الدور المهيمن لوزارة الخزانة الأمريكية والسلطة الساحقة التي يمارسها الدولار الأمريكي على النظام الاقتصادي العالمي. للمرة الأولى، يعمل حلفاؤنا الأوروبيون بنشاط للتحايل على وزارة الخزانة الأمريكية، والعقوبات والدولار.

علاوة على هذا، تتلذذ روسيا والصين وغيرهما في آسيا برؤية المزيد من الانقسام في التحالف الغربي وخسارة القيادة الأمريكية. 
ومن دون دعم دولي لاستراتيجيتها تجاه إيران، تصبح إدارة ترامب محرومة من الشراكة السياسية والدبلوماسية اللازمة لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط. لا تستطيع الولايات المتحدة وحدها منع إيران بشكل دائم من الحصول على سلاح نووي؛ ومنع تصدير إيران للصواريخ الباليستية؛ وإنهاء دعم إيران لتهديدات حزب الله. إن العمل السري أو العسكري لن يساعدنا في تحقيق أهدافنا. فقط الضغط السياسي والاقتصادي والدبلوماسي متعدد الأطراف والمحسوب بدقة المفروض على إيران من عدة شركاء متنوعين هو ما سيؤدي إلى النتائج التي نسعى إليها. 

الأمر الأكثر إلحاحًا هو أن إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين من سجون إيران سيحدث فقط من خلال الدبلوماسية الأمريكية الهادئة والمباشرة. يجب أن تُبنى على بيئة ثنائية مُحسنة، وليس على العداء المتزايد للضغط الأحادي الشديد الذي تمارسه الإدارة.

لا شك في أن استراتيجية التصرف بفردية التي تتبعها الإدارة أضرت باقتصاد إيران وزادت من الخلاف الداخلي. لكن هذا الضغط الضخم جرّأ المتشددون في إيران، ودول أخرى في المنطقة وسكان إيران، وهي ديناميكية ليست في صالحنا. في الماضي، هذا النهج لم يؤدِ إلى حكومة أكثر عقلانية، أو مرونة أو تعاونية في طهران – وبالتأكيد أقل من ذلك بكثير من سيقرر العودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.

لم يعد بوسع الولايات المتحدة التحريض على تغيير النظام في إيران مثلما فعلت في دول أخرى في المنطقة. واستنادًا إلى الاستراتيجيات المستخدمة لإسقاط الحكومات في العراق وأفغانستان، يجب أن تكون الولايات المتحدة حذرة من بدء أو محاولة إثارة غزو عسكري لإيران. 
إن الشراكة المتضررة بشدة الآن مع ولي العهد السعودي، الذي اعتمدت عليه إدارة ترامب ، تؤكد على الحاجة للعودة إلى تحالف حقيقي متعدد الأطراف.

ويمكن أن تنجح الولايات المتحدة في بلوغ أهدافها مع طهران فقط من خلال التعزيز المتأني للشراكات الواسعة المبنية على الدبلوماسية الفعالة والصبورة، وكذلك الشركاء المتعددون أفضل من عدم وجود شركاء.

القضاء الإيراني يسرّع الإعدامات ووسائل إعلام النظام تحرض على القتل الجماعي


حل الدولتين في نيويورك: مؤتمر دولي يواجه تحديات المقاطعة والحرب


دعوات إسرائيلية لتصفية قادة حماس في قطر: تحذير للدوحة أم تصعيد جديد؟


إعدام أعضاء بـ"مجاهدي خلق" وسط تزايد الاحتجاجات والاشتباكات الحدودية