تقارير وتحليلات
وقع في كمين إخواني
اليمن: لماذا فشل ولدالشيخ في إطلاق السلام؟
غادر مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأحد، العاصمة السعودية الرياض دون لقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في ظلّ حديث عن فشل المبعوث الأممي في تحقيق الوفاق الكافي لإعادة إطلاق مسار السلام على أساس نسخة معدّلة من خارطة الطريق التي تمّ طرحها سابقا ورفضتها حكومة هادي بشكل قطعي كونها كانت تنصّ ضمن بنودها على تنحّي الرئيس وتسليم مهامه لنائب له.
وتتضمّن النسخة المعدّلة إلغاء منصب نائب الرئيس الذي يشغله في الوقت الراهن الفريق علي محسن الأحمر المحسوب على جماعة الإخوان، وهو بالتحديد ما أفشل مساعي ولد الشيخ الجديدة، بحسب مصادر تحدّثت عن ضغوط إخوانية شديدة، سياسية وأيضا ميدانية لإسقاط المبادرة.
وكانت مصادر يمنية مطّلعة قد كشفت في وقت سابق لـ”العرب” أن حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ألقى بثقله العسكري في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء لدعم قوات الشرعية في تحقيق نصر على المتمرّدين الحوثيين، يستثمره للحيلولة دون إزاحة الأحمر في وقت كانت جهات من داخل الشرعية تتهم فيه الحزب ذاته بتعطيل تقدم قواتها في أكثر من جبهة تنفيذا لأجندته الخاصة.
ويتهم سكان من محافظة تعز التي تعتبر من أكثر محافظات اليمن سكانا، وحيث ينشط حزب الإصلاح بقوّة، جماعة الإخوان بعرقلة جهود تحرير محافظتهم بمشاركة قوى منافسة للجماعة، ما أطال أمد المعاناة التي يتعرّض لها السكان من حصار وانتهاكات على أيدي المتمرّدين.
وتتحدّث مصادر محلّية عن عدم ارتياح يجتاح صفوف الإخوان من التقدّم العسكري الكبير المتحقّق على الساحل الغربي لليمن وخصوصا بتحرير المخا، بجهود كبيرة من التحالف العربي.
وقالت المصادر لـ”العرب” إن قيادات حزب الإصلاح شرعت منذ ظهور تسريبات عن تعديل مبادرة ولد الشيخ في تعبئة مقاتلين تابعين لها في الجوف ومأرب ونهم لدعم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بهدف تقديم الحزب كطرف فاعل في جهود التحرير ويطالب بمقابل ذلك في أيّ مفاوضات لترتيب مرحلة ما بعد الحرب.
وينتقد متابعون للشأن اليمني ما يصفونه بالدور السلبي لجماعة الإخوان في جهود استعادة مناطق اليمن من المتمرّدين الحوثيين وقوات حليفهم علي عبدالله صالح.
ويقول هؤلاء إن دور الإخوان يسبّب توترات كبيرة في جبهة الشرعية وأيضا في علاقتها مع قوى إقليمية مشاركة بفعالية في جهود تحرير اليمن.
حزب الإصلاح سيحرص على تعطيل أي مسار لا يفضي إلى حصوله على دور كبير في مرحلة ما بعد التمرد الحوثي
ويضيفون أن الدور الإخواني السلبي يمتدّ أيضا إلى جهود السلام، نظرا إلى أن حزب الإصلاح سيحرص بشدّة على تعطيل أي مسار لا يفضي إلى حصوله على دور كبير في مرحلة ما بعد التمرّد الحوثي.
وقال مصدر حكومي يمني الأحد لوكالة الأناضول، إن ولد الشيخ غادر الرياض باتجاه ألمانيا، بعد فشل مساعيه لعقد اجتماع بالرئيس هادي، والذي كان من المقرر أن يحدث السبت أو الأحد.
وسيشارك ولد الشيخ في اجتماعات اللجنة الرباعية الخاصة باليمن، والمشكّلة من كل من السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، والمقررة الإثنين في ألمانيا، بمشاركة سلطنة عمان.
وتدرس الرباعية إمكانية إقرار خارطة الطريق الأممية بشكل نهائي بالتزامن مع إكمال الحملة العسكرية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وكذلك قبل اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن أواخر الشهر الحالي.
وكانت اللجنة قد عقدت آخر اجتماع لها بشأن الأزمة اليمنية في برلين يوم 16 فبراير الماضي، حيث تم تكليف ولد الشيخ بالقيام بجولته الجديدة. وترفض حكومة الرئيس هادي النسخة السابقة من الخارطة التي تنص على تعيين نائب رئيس جمهورية تؤول إليه صلاحيات الرئيس، وانسحاب الحوثيين من صنعاء، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون. وتطالب الحكومة بعدم المساس بمنصب هادي، باعتباره الرئيس الشرعي حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وفي المقابل يبدو رفض الخارطة هذه المرّة من قبل جماعة الإخوان التي لا تفتقر للنفوذ في السلطة المؤقتة القائمة حاليا والذي تستخدمه في تحقيق أغراضها الحزبية الخاصّة.