تقارير وتحليلات

معركة الحديدة..

انتصارات التحالف في الحديدة تجبر الحوثي على التفاوض

تظاهرة في اليمن

صنعاء

كتب أحمد شاراي، ناشر مغربي، عضو مجلس مديري مجلس الأطلسي، ومستشار دولي لدى مر كز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن إيران تلعب دوراً كبيراً في ثلاثة حروب أهلية تشهدها المنطقة، وتخاض ضد حكومات معترف بها (ومدعومة من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر ودول أخرى).

التحول المفاجئ في الموقف الحوثي جاء بعد سلسلة من الهزائم التي أصابتهم على طول ساحل البحر الأحمر، وأبرزها خسارتهم لميناء الحديدة

وتحارب تلك الحكومات متطرفي القاعدة وداعش، والمتمردين الحوثيين (المدعومين إيرانياً). ونفت طهران تزويدها الحوثيين بالسلاح، ولكن اعترضت البحرية الأمريكية ما لا يقل عن سفينتين محملتين بالعتاد والذخائر كانتا في طريقهما إلى الحوثيين.

مأساة إنسانية
ولفت شاراي، في موقع "ناشونال إنترست"، لبلوغ الحرب اليمنية مستويات قياسية من المآسي الإنسانية. فقد نزح داخلياً أكثر من 21 مليون يمني، وفق إحصاءات الأمم المتحدة، ما يجعلها بمثابة أكبر مأساة إنسانية يشهدها العالم. وهناك نقص في المواد الغذائية والمياه والأدوية، وضربت المجاعة قرابة 14 مليون شخص، وفق صحيفة "غارديان" البريطانية. وفي كل أسبوع، تسجل عشرة آلاف حالة إصابة جديدة بالكوليرا.

تحول مفاجئ
ويشير كاتب المقال لانعقاد مؤتمر للسلام في اليمن، هذا الأسبوع في ستوكهولم، بإشراف المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث. وقد فشلت محادثات سابقة رفض الحوثيون حضورها.
ويقول الكاتب إن موافقة الحوثيين على المشاركة في المؤتمرشكلت مفاجأة سارة.

ويرى شاراي أن هذا التحول المفاجئ في الموقف الحوثي جاء بعد سلسلة من الهزائم التي أصابتهم على طول ساحل البحر الأحمر، وأبرزها خسارتهم لميناء الحديدة، شريان الحياة الرئيسي بالنسبة لإيران.

شرخ كبير
ورغم ذلك، يبدو، حسب الكاتب، أن الانتصار في الحديدة أحدث شرخاً بين الحوثيين، الذين باتوا يخشون خسارة معقلهم في سعادة، مدينة داخلية. ويبدو أثر هذا التحول في السياسات الداخلية للحوثيين. فبعدما كانوا موحدي الصفوف أصبحوا منقسمين، وهو ما دفعهم للإعلان عن عزمهم المشاركة في محادثات السلام لأول مرة. وقد جاء ذلك الإعلان قبل أقل من أسبوع على الموعد النهائي المحدد للمشاركة.

ويقول الكاتب إنه لا يمكن لأحد، بالطبع، الحسم بما دفع الحوثيين لتعديل موقفهم، وخاصة لأنه لم ترد أية معلومات من داخل دوائر قيادتهم. ورغم ذلك، تتحدث حقائق على الأرض عن نفسها، فضلاً عن تغيير سلوكهم.

سؤال رئيسي
وبرأي الكاتب هذا ما يعيدنا إلى السؤال الرئيسي في هذا الصراع: ما دور إيران في شبه الجزيرة العربية؟

ويقول الكاتب إنه لا شك في أن السعودية والإمارات لن تقبلا بوجود ميليشيا مسلحة ومدعومة إيرانياً عند خاصرتهما الجنوبية. ولا يرجح أن تقبل إيران بالهزيمة على طاولة المفاوضات في ستوكهولم ما لم تكن قد انهزمت تماماً في الميدان اليمني.

وأما بالنسبة لملايين اليمنيين، فقد تأتي معاهدة سلام في ستوكهولم بمثابة هبة من السماء. كما أن مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار قد ينقذ الآلاف.

ويختم الكاتب رأيه بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة محظوظة لوجود شركاء استراتيجيين لها في المنطقة مثل إسرائيل والسعودية والإمارات الذين يشاركونها مصلحتها في الوقوف في وجه طموحات إيران الخطيرة، معتبراً أن تلك الدول تشكل رصيداً قوياً على أمريكا من المحافظة عليه

تقرير: لماذا يجب تصنيف حرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية؟


«رشاد العليمي» في مأرب لإعادة إحياء تحالف حرب «2019م».. الطريق إلى صنعاء من عدن


"قطاع غزة" بين نار الحرب والدبلوماسية: هل ينجح العالم في إخماد الصراع؟


مستقبل العلاقة الايرانية السعودية في ظل تزايد نفوذ طهران في المنطقة (رصد تحليلي)