تقارير وتحليلات
إشادة بإيجابية تعاطي وفد الشرعية..
سباق بين ملفات بناء الثقة اليمنية لإنجاح مشاورات السويد
يبدو أن التقدم اللافت في ملف إطلاق الأسرى والمحتجزين، بات ملهماً لبقية الملفات الإنسانية الأخرى، ما دفع بأجواء الاجتماعات في قصر «يوهانسبرغ» الملكي، شمال العاصمة السويدية ستوكهولم، إلى أن تكون بنّاءة في يومها الرابع، أمس، إذ يقول مصدر يمني رفيع إن ملفي تعز والمطارات باتا يسابقان ملف الأسرى لكي تكون متوجة لجهود الجميع في تخفيف وطأة الحرب على الشعب اليمني بجميع المحافظات، وتمهد لاحقاً، وربما في جولة أخرى لمبادئ اتفاق إطاري «الحل الشامل»، لكنه استبعد أن تكون خلال هذه الجولة على الأقل.
ويظهر التقدم الذي سجلته المشاورات أمس، أول اجتماع «تقني» بين الحكومة اليمنية والانقلابيين، في ملف «الأسرى والمحتجزين» عبر رئيسي لجنتي الأسرى والمعتقلين في كل طرف. وبحث الاجتماع الإجراءات التنفيذية ومن سينقل الأسرى والمواقع المحتملة للتسليم، بحضور وفد الصليب الأحمر وفريق المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي قالت مصادر مشاركة في المشاورات إنه تبدو عليه السعادة بسبب نجاح الجهود التي يبذلها للتقريب بين الطرفين. ومن المرجح أن تنتهي مهلة الـ48 ساعة اليوم (الاثنين)، وسيكون بذلك كل طرف من الفريقين سلّم قائمته.
وقال مصدر في وفد الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»: «إن التوجه العام لوفدنا هو التعامل بإيجابية مع كل ما يطرحه المبعوث بما يحفظ مركز سيادة الدولة والقرارات الدولية وما لا يتعارض مع المرجعيات الثلاث».
فيما شدد مسؤول في الأمم المتحدة، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، على أن مجلس الأمن يتطلع إلى الاستماع من المبعوث الأممي عن نتائج هذه المشاورات، مؤكداً أن دول التحالف بقيادة السعودية أسهمت بشكل كبير في إنجاح هذه المشاورات، وأنها مثل الأمم المتحدة تريد أن يكون الحل بيدي اليمنيين، وأنهم هم الذين يقررون شكله وصياغته وألوانه.
إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة على ملف المشاورات أن غريفيث سلّم الحكومة اليمنية ورقتين؛ إحداهما حول رفع الحصار عن تعز، وأخرى عن الحديدة، وأن فريق الحكومة سيدرسهما ويضع الملاحظات حولهما ومن ثم تسليمهما مجدداً خلال اليوم الخامس أو السادس. ولم تفصح المصادر عن محتوى الأوراق التي تسلمتها «الشرعية» إلا أنها أشارت إلى دلالة تعاطي الطرفين الإيجابي مع المشاورات.
ومنذ أمس، ارتفع عدد اللجان المشكلة بين فريق الحكومة اليمنية ومكتب المبعوث إلى 5 مجموعات، بعد إضافة لجنتي الحديدة والمطارات، إلى لجان أو «مجموعات» الأسرى والمحتجزين، والملفات الاقتصادية، ورفع الحصار عن تعز.
يقول حمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة اليمني لـ«الشرق الأوسط»: «على ما يبدو، هناك انفراجة في الجانب الإنساني وإجراءات بناء الثقة، ونتمنى ألا يُفشل الحوثيون هذه الجهود، فهي فرصة لتخفيف معاناة الشعب اليمني المتضرر من الانقلاب». ويضيف: «يجب أن يتم إطلاق سراح المختطفين الأربعة المشمولين بالقرار الأممي، على رأس من يتم إطلاقهم، حينها فقط سنشعر إن كان هناك جدية أم لا من قبل الحوثيين في هذا الملف».
ومن المرتقب أن يدلي المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بتصريحات في مؤتمر صحافي قد يعقد اليوم في الخامسة مساء، لكن لم يتم بعد التأكيد على ذلك من قبل المكتب أو المنظمين في المركز الإعلامي المواجه للقصر.
ويقرأ مطلعون على ملف المشاورات، أن التقدم الذي أبرزته بعض الملفات دفع المبعوث وفريقه إلى تأجيل بعض الاجتماعات التي كان من المرتقب أن تعقد أمس، وبعضها أجّل إلى اليوم. ويُعزى ذلك إلى التركيز على المضي بما هو بناء بين الفريقين.
وكان من المقرر أن تعقد 7 اجتماعات في جدول الأعمال غير المقيد والقابل للتغيير في المشاورات، لكن الحكومة اليمنية عقدت أمس 4 اجتماعات، من ضمنها اجتماع مع سفراء مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وقد «شكروا الحكومة على الصبر وحضورها إلى جنيف، وهنا، واعتبروا حضور الوفد الحوثي أمراً إيجابياً» وفقاً للمصدر الحكومي.
وإلى جانب السفراء، انعقدت اجتماعات حول إطلاق الأسرى «بين مجموعة الحكومة وفريق المبعوث، وهو اجتماع آخر حول الأسرى»، هذا بالإضافة إلى اجتماع مع مارتن غريفيث نفسه، تسلم خلاله الفريق الحكومي الأوراق المقترحة.
يشار إلى أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصدر في الأمم المتحدة أن مصير مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر، التي تضم ميناء بالغ الأهمية، هو البند الأكثر تعقيداً في المشاورات.
ونقلت «رويترز» تصريحات لمحمد عبد السلام، رئيس وفد الحوثيين: «إذا لم يتوصل الطرفان لأي اتفاق خلال 3 أو 4 أيام فإن الجولة الراهنة ستفشل»، في الوقت الذي قال فيه مصدر حكومي: «الملف الإنساني بالنسبة لنا أولوية ونتعامل مع المواضيع الإنسانية بمرونة وأريحية ما دامت لا تتجاوز المرجعيات الثلاث».