تقارير وتحليلات
وحدة القضية..
تقرير: كيف انفضحت العلاقة بين إخوان اليمن والحوثيين
خندق واحد
تلك التلميحات التي تشير إلى خروج العلاقات إلى العلن، كشف عنها قيادي في ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، الذي أكد أن تحالفهم مع تنظيم الإخوان الإرهابي، يشير إلى أن قضيتهم باتت واحدة في مواجهة ما سماه بالمخططات التي تستهدف الجماعتين.
وقال القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قضيتنا وقضية الإخوان واحدة، والتهديدات التي تواجهنا واحدة وكبيرة، وهو ما فرض علينا أن نكون في خندق واحد"، وفقا لـ"24 الإخباري".
متابعون للشأن اليمني رأوا أن تغريدة القيادي الحوثي تعد اعترافًا من الحوثيين، بصحة التهم التي تثار حول الإخوان المنضوين تحت لواء الشرعية، بلعب دور مزدوج على جبهات القتال.
ناشط آخر علق قائلا: "كلنا نعلم اتفاق الحوثيين مع إخوان اليمن.. ألم يكونوا شركاء ساحة التغيير بقيادة توكل كرمان وعلي البخيتي ومحمد البخيتي، وكان خطيب الساحة مدير مكتب الرئيس الحالي العليمي". حسب "إرم نيوز".
فيما جاء تعليق آخر: "ليس بغريب على الإخوان المسلمين التحالف معكم، فهم يريدون السلطة حتى لو كان حصولهم عليها بالتحالف مع الشيطان.. تستخدمون بعضكم البعض وتقاتلون باسم الله، تعالى الله وتقدس عن بغيكم وجهلكم".
في المقابل، أكد آخرون وقوف الإخوان إلى جانب الشرعية واعتبروا تغريدة البخيتي ما هي إلا مزاعم تندرج في إطار الحرب الكلامية، التي دأبت عليها الميليشيات الحوثية.
وهذه ليست أول التلميحات حول العلاقات بين الإخوان والحوثيين، فقد أعلنت القيادية الإخوانية توكل كرمان من قبل عن تحالف استراتيجي بين الإخوان وميليشيات الحوثي لمواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تماشياً مع الرغبة الإيرانية والقطرية في إطالة أمد الحرب في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية، بحسب "أخبار اليمن".
"جماعة الإخوان" تعد أحد أهم القوى السياسية المتصارعة داخل اليمن، حيث يبلغ عدد عناصرها ما يقارب 30 ألفًا، موزعة بين تعز ومأرب الواقعة شرق العاصمة صنعاء، وغيرهما من المناطق، وتتمتع الجماعة ببراجماتية سياسية وأيديولوجية تمكنها من عقد التحالفات المتضاربة مع الفرقاء السياسيين، بحيث يصبح أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، فبالأمس تحالفوا مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وأسسوا حزبهم بالاتفاق معه لمواجهة الحزب الاشتراكي، ثم انقلبوا عليه وتحالفوا مع أعدائه من الاشتراكيين الجنوبيين، فيما بات يعرف بأحزاب تكتل "اللقاء المشترك".
وعلى الرغم من العداء العقائدي بين جماعة الحوثي الشيعية، والإخوان المسلمين، فإن قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح عقدت أكثر من اتفاقية ووثيقة تعايش وسلام مع زعيم الحوثيين في صعدة، وذمار والبيضاء، مما يعني أن تحالفًا سريًا وضعته الإخوان على أجندتها السياسية، إلا أن الطرفين أرادا أن يرى هذا التحالف النور.