الأدب والفن

خيبة..

لماذا تم تأجيل معرض الشرقية السعودي للقراء

الحلم مَعرض لم يتحقق بعد

لم تكتمل فرحة المثقفين والقراء المهتمين بالكتاب في المنطقة الشرقية بالسعودية، فقد كانوا يهيئون أنفسهم لعرس ثقافي طال انتظاره، إلا أن خبر تأجيل معرض الكتاب كان صادما لهم.

الإعلان عن التأجيل فاجأ الناشرين قبل القراء، حيث أتاهم الخبر، في صبيحة 16 فبراير، بدون مقدمات، عبر البريد الإلكتروني، بأن إدارة المعرض تعلن عن تأجيل معرض الكتاب لتاريخ يحدد لاحقاً، وذلك لأسباب خارجة عن إرادتها. الأمر الذي أربك الناشرين الذين رتبوا مواعيدهم وأوقاتهم وحجوزاتهم على الموعد المعلن.

بدورها حاولت “العرب” الاتصال بجمعية الناشرين السعوديين والإدارة المنظمة للوقوف على أسباب التأجيل الحقيقية، غير أنه لا أحد ردّ على الاتصالات، ولم تصل إلى الصحيفة أي إفادة حتى وقت تحرير الخبر.

خيبة مضاعفة

الخبر كان صادماً للمشهد الثقافي في المنطقة الشرقية التي تضم في جغرافيتها كوكبة من أهم المثقفين والأكاديميين والشعراء والكتاب والفنانين والهيئات والمراكز الثقافية والمؤسسات الأكاديمية والجامعية، الذين يضطرون عادةً لقطع الحدود إلى الدول الخليجية المجاورة لاسيما البحرين والإمارات، أو السفر براً أو جواً لمدينة الرياض من أجل حضور معارض الكتب الدولية.

ورغم ما أشيع من أن الدور المشاركة في المعرض لا تتجاوز 200 دار نشر وهيئة ومؤسسة ثقافية أغلبها من السعودية، إلا أن المثقفين كانوا يأملون أن يكون هذا المعرض بمثابة القطرة الأولى التي سيعقبها الغيث. وفي استطلاع لـ”العرب” توقفت مع مجموعة من مثقفي المنطقة الشرقية لأخذ انطباعهم عن هذا التأجيل.

يؤكد الناقد والكاتب الدكتور مبارك الخالدي أنه لم يبتهج لخبر إقامة معرض المنطقة الشرقية الأول للكتاب. يقول “انتظار ثلاثين سنة كان من المفترض أن ينتهي بمعرض بحجم ومستوى المعارض الأخرى، أي بمعرض دولي، لا بمعرض يعيدنا إلى الوراء. إن الشرقية بهذا المعرض تتراجع عما تحقق في المناطق الأخرى (الوسطى والغربية)، بدلاً من أن تبدأ حيث انتهيتا، لهذا وكما لم أبتهج بخبر تنظيمه لم يزعجني خبر تأجيله”.

ويضيف الخالدي “معرض الشرقية بالشكل الذي أريد له أن يظهر به يشكل مفارقة تاريخية، أي أنه ينتمى إلى لحظة تاريخية غير اللحظة الراهنة. أتمنى أن يعود لو عاد، وأن يكون بشكل وهيئة مختلفين، مضاهياً ومنافساً للمعارض الأخرى في الداخل والخارج. فالشرقية تستحق الأفضل”.

الكتاب كانوا يأملون أن يفتتح المعرض وأن يلقى نجاحا باهرا رغم قلة الدور المشاركة وانحصاره في الدور المحلية
 

وقال الشاعر علي سباع “خبر صادم، كنا ننتظر المعرض لأمور عديدة، وكان يكفيني صدمة أن الدور المشاركة فيه كانت محلية فقط، ثم يأتي خبر التأجيل، هذا يعني أننا سنضطر إلى انتظار معرض الرياض وقطع المسافة”.

ومن جهته علّق الروائي مظاهر اللاجامي على الخبر قائلاً لـ”العرب” “أولًا، ينبغي أن أؤكّد أنني لم أكن متفائلًا كثيرًا بالمعرض، فأنا ممن تسنى له حضور معرض الظهران قديمًا في آخر سنتين من تنظيمه، أن تحضر معرضًا دوليًا ثم يعاد بعد سنوات طويلة ليعود أقل مما سبقه بكثير. بعد هذه المقدمة يمكن أن يتضح مضمون الإجابة وبأنني لست مكترثاً كثيراً، سواء تأجل أو لم يتأجل، لكن كمتابع أنتظر المزيد من الشفافية والوضوح كي أتمكن من تكوين صورة واضحة عن التأجيل وما إذا كان مبررًا”.

غياب الشفافية

عبّرت الشاعرة هدى المبارك عن خيبة أملها بسبب التأجيل، حيث كانت تأمل أن توقّع إصدارها الجديد في أروقة المعرض، بين قرائها في المنطقة الشرقية، غير أن ذلك لم يحصل. وعلّقت على ذلك بالقول “كنت آمل أن يفتتح المعرض وأن يلقى نجاحاً باهراً رغم قلة الدور المشاركة لكن ذلك تأجل إلى أجل غير مسمى. وكل ما آمله الآن من إدارة المعرض أن تكون شفافة وواضحة في الكشف عن أسباب التأجيل دون ترك الناشرين والقراء والمؤلفين للتكهنات”.

وفي الشأن ذاته يقول الشاعر قاسم المقبل “ما إنْ تم الإعلان عن عودة معرض الكتاب إلى الشرقية حتى استبشرنا خيراً وقلنا (وأخيراً)، وعادت بنا الذاكرة إلى تلك الأيام التي كنا نعانق فيها معرض الكتاب دون وجل أو تعب. وها نحن ذا مجدداً نقرأ خبر التأجيل دون معرفة لغاياته وأسبابه”.

ويذهب الناشر فهد العبدالله إلى أن غياب التخطيط وسوء الإدارة وعدم وجود الشفافية كانت أسباباً للتأجيل، حيث يؤكد أن معظم الدور العربية التي يتعامل معها في مصر وفي لبنان لم تكن على علم بالمعرض، أو أنها لم تخبر به حتى اليوم، وأن اتحاد الناشرين العرب لم يخبر أعضاءه بالمعرض. وهذا -وفق تعبيره- أمر غريب للغاية، إذ كيف يتم الإعلان عن المعرض والدور العربية الكبرى لم تُخطر به بشكل رسمي؟

مريم رجوي: التغيير قادم لا محالة والنظام الإيراني لا بديل له سوى السقوط


هدوء مؤقت وآمال معلقة: مسار السلام اليمني بين التفاؤل والتشاؤم


الواقعية الاجتماعية وجمالية الصدمة في القصة القصيرة جداً.. تحليل مجموعة (والي المدينة) لسهيل إبراهيم عيساوي


دراسة بحثية: "أرض الصومال" تجربة ديمقراطية فريدة في بيئة مضطربة بلا اعتراف دولي