تقارير وتحليلات
ورقة ضمان ولاء العاملين بالجهاز الإداري لهم..
تقرير: تغيير الهوية اليمنية.. مشروع فارسي بيدٍ حوثية
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية عملياتها المتسارعة لتغيير هوية مؤسسات الدولة اليمنية؛ لضمان ولاء العاملين بالجهاز الإداري لهم، وتنفيذ مشروعهم المذهبي؛ لفرض سلطتهم على المناطق الخاضعة لهم.
وكشفت تقارير يمنية عن توجيه محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا، تهديدات واضحة وصريحة إلى موظفي الدولة الواقعين تحت سيطرتهم، بحضور الدورات المذهبية، أو الفصل من وظائفهم الحكومية.
وأضافت التقارير أن مشرفي الحوثي في الوزارات والمؤسسات والهيئات في صنعاء، وبقية المدن الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، تواصلوا مع العشرات من مديري العموم في جهاز الدولة والمعينين بوظائف إدارية عليا (مدير عام وما فوق)؛ لإبلاغهم بحضور الدورات المذهبية أو الفصل من الوظيفة.
وفي 3 فبراير الجاري، كشف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، عن جريمة جديدة لميليشيا الحوثي، إذ تقوم الميليشيا بطباعة مجلة للأطفال، تروج للفكر الإرهابي، وتهدد الهوية اليمنية، وقال، في تغريدة عبر «تويتر»: «تواصل الميليشيا الحوثية إصدار مجلة للأطفال باسم (جهاد)، تمجد الإرهاب، وتحرض على العنف والكراهية، وتتضمن أفكارًا طائفيةً ومذهبيةً متطرفةً ودخيلةً على ثقافة وقيم ومعتقدات شعبنا اليمني، فيما طريقة إدارة المجتمع الدولي والأمم المتحدة للملف اليمني تمنحهم المزيد من الوقت لممارسة هذا العبث».
وتابع وزير الإعلام اليمني، أن المعركة الفكرية مع الميليشيا الحوثية ينبغي أن تحظى باهتمام استثنائي وعاجل، وأن تحشدَ لها كل الطاقات والامكانيات بدعم وإسناد دول التحالف، وأن تصطفَّ فيها شرائح المجتمع ونخبه، وبكل الوسائل الممكنة بما فيها وسائل التواصل؛ حفاظًا على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي والهوية الوطنية.
فيما حذر مراقبون، من أن تغيير المناهج وحوثنة التعليم؛ خاصةً التي تستهدف مقررات اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والتاريخ، يعكس حقيقة التوجه للإضرار بالهوية الوطنية للشعب اليمني؛ إذ يقومون بتغيير بعض القضايا التاريخية والدينية، وفرض رؤيتهم للأحداث من وجهة نظر طائفية، إضافة إلى تغيير العديد من أسماء المدارس؛ خصوصًا تلك المتعلقة أسماؤها بالثورة اليمنية وبعض الصحابة رضي الله عنهم.
واعتبر المركز الإعلامي للثورة اليمنية، أن تغيير الحوثيين للمناهج يعني السيطرة على ما يقارب 5 ملايين طالب في المرحلتين الأساسية والثانوية فقط، وفقًا لإحصاءات عام 2010.
كما كشفت وثيقة صادرة في نوفمبر 2018، أن الجامعات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الميليشيا بدأت تدريس ملازم «حسين بدر الدين الحوثي» مؤسس جماعة الحوثيين في اليمن، على الطلاب اليمنيين، في تطور واضح للمخطط الحوثي في تغيير الهوية اليمنية، وإنشاء جيل يمني يدين بالولاء للميليشيا.
وفي وثيقة موقعة من قبل نائب رئيس جامعة «إب» للشؤون الأكاديمية، عبدالله محمد الفلاحي، المعين من قبل الحوثيين، أصدر تعميمًا بتدريس ملازم حسين الحوثي، ضمن مقررات السنة الأولى في جميع كليات الجامعة؛ لتكون ثاني جامعة يمنية بعد جامعة صنعاء تدرِّس هذه المقررات.
ولم تقتصر تعديلات المناهج التي بدأها الحوثيون على أمور عقائدية فحسب، لكنها امتدت أيضًا إلى أمور سياسية؛ إذ حاولت تشويه الثورة اليمنية ضد النظام الإمامي في عام 1962، والتي ينظر إليها الحوثيون على أنها انقلاب، وهو ما يحاولون تكريسه في المناهج الجديدة، وإلى جانب هذه التعديلات في الكتب المدرسية، لجأت الميليشيات أيضًا إلى توزيع منشورات تتضمن الأفكار التي يريدون ترويجها.
من جانبها، حذرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» من تبعات تغيير المناهج التعليمية، منكرةً على جماعة الحوثي التوجهات المذهبية، وسحبها نسخًا من الكتاب المدرسي، ومحاولة تشييع المناهج المدرسية، وقالت المنظمة: «إن هذا الإجراء تخريبي وصادر عن حكومة انقلابية غير معترف بها دوليًّا، تسعى للسطو على اختصاصات الحكومة الشرعية».
وفي تصريح لـ«المرجع» اعتبر المحلل السياسي اليمني، عبدالملك اليوسفي، أن جرائم العصابة الحوثية تأتي في سياق تاريخي، باعتبارهم جزءًا من المشروع الفارسي الذي يسعى إلى تشويه الثقافة اليمنية منذ بداية حكم الأئمة، لافتًا إلى أن حكم الأئمة في السابق قضى على كلِّ مظاهر الحضارة والثقافة اليمنية؛ لأن هناك ثأرًا تاريخيًّا بين الفرس وأذنابهم، والحضارة العربية.