تقارير وتحليلات
بوابة العبور القاسي..
تقرير: لهذا تحولت صرواح اليمنية إلى جبهة قتال جديدة
جبهة صرواح، أصبحت عنوانًا لمعركة جديدة في اليمن؛ حيث دفعت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بتعزيزات عسكرية إلى الجبهة العسكرية الجديدة وسط تصدي الجيش اليمني لكل محاولات الحوثي لاختراق هذه الجبهة تحديدًا.
ووصلت تعزيزات بشرية للميليشيا الحوثية وآليات عسكرية إلى مواقعها بمحافظة مأرب شمالي اليمن.
وذكرت تقارير يمنية أن الحشود والتعزيزات تأتي تمهيدًا لشن عمليات على مواقع القوات الحكومية شرق مديرية صرواح، عقب مكاسب حققتها الميليشيا نهاية الأسبوع الماضي.
معارك اللواء وخسائر الحوثي
من جانبه قال أركان حرب اللواء 203 «مشاة» في الجيش اليمني، العقيد هلال غالب القانص: إن قوات اللواء كبدت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران خسائر كبيرة في جبهة صرواح، وحققت انتصارات عظيمة ابتداء من أطراف مأرب والجفينة حتى جبال صرواح الشاهقة ذات الطبيعة الجبلية الصعبة.
وأضاف في حوار مع موقع الجيش اليمني «سبتمبر نت»، أن اللواء تأسس مع بداية تشكيل الجيش الوطني في عام 2015 على مبدأ الولاء الوطني، وشارك ابتداء من أولى معارك دحر الانقلابيين من ضواحي وأطراف مدينة مأرب في الجفينة والدشوش وذات الرأي وتبة السلفيين، وصولًا إلى التبة الحمراء وتباب التيس الاستراتيجية وتباب الشروق، موضحًا أن أبرز معارك اللواء هي تلك التي سطرها بقيادة اللواء الراحل عبدالرب الشدادي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، وهي معركة صرواح الكبرى التي استعاد أبطال الجيش خلالها من الانقلابيين (جبال الأتياس الاستراتيجية، والتبة الحمراء، وتبة المطار، وتباب الشروق، ووادي الربيعة، وتبة القاضي، وتباب القرون والنهود). وحول معوقات الزحف والتقدم في جبهة صرواح، قال القانص: «هناك سببان أولهما الألغام؛ حيث يقوم العدو بعد خسارته للتباب بتلغيم الأراضي الفاصلة بينه وبين قوات الجيش على نحو هستيري وجبان، ينسف الحرث والنسل، وهذه المعضلة الكبرى في تأخر استعادة كامل صرواح».
صرواح.. بوابة العبور الى صنعاء
وأوضح أنه من معوقات الزحف والتقدم، هو قسوة التضاريس، فمن يعرف مرتفعات صرواح الجبلية يدرك مدى وعورتها، كما أن هذه التضاريس تحتوي أيضًا على آلاف الألغام التي زرعها العدو.
وأكد أن العدو يستنزف مقاتليه في صرواح، فلا يمر أسبوع إلا ويسقط منهم العشرات، فخلال الشهرين الماضيين فقط سقط في مواقع الشروق أكثر من 150 قتيلًا في صفوف الميليشيات، ولم يتمكن الحوثيون من سحب جثثهم سوى القليل منها.
وتشكل مديرية «صرواح» الحدودية مع صنعاء، بوابة العبور الأسهل نحو صنعاء لتحريرها من ميليشيا الحوثي، فبالنسبة للعاصمة صنعاء التي تقع صرواح شرقها، تعد الأخيرة، أسهل جبهة للدخول إلى صنعاء عبر نهم؛ كون المناطق الواقعة بينهما مناطق مفتوحة، وجغرافيًّا ترتبط مأرب بالعاصمة ببوابتين؛ إحداهما بوابة نهم ومجزر الواقعة شرق شمال صنعاء، والأخرى صرواح طريق جحانة خولان شرق جنوب صنعاء؛ لذلك بدأت الميليشيا حربًا استباقية لمنع أي انتكاسة عسكرية ضد الحوثي من جبهة مأرب.
كما تشكل مديرية صرواح - بحسب خبراء - أهمية كبيرة بالنسبة لمأرب، فبالسيطرة عليها يتم تأمين المحافظة بشكل كلي، وقطع خطوط إمداد الميليشيا الانقلابية التي تأتيهم عبر صنعاء؛ ما يعني سقوطهم في باقي أجزاء المديرية، خاصة في منطقة جبل هيلان.
كما تشكل مديرية صرواح الصحراوية والتي تحتوي على تلال صغيرة عدة، أهمية بالغة بالنسبة للميليشيا؛ إذ استخدمتها لإطلاق صواريخ كاتيوشا باتجاه مركز مدينة مأرب، ويوجد بها 4 ألوية تابعة للحرس الجمهوري التي يسيطر عليه الميليشيا، ومطار يمكن استخدامه لأغراض عسكرية وحتى مدنية، كما كانت مقرًّا لإدارة عملياتهم العسكرية في مأرب، وشبوة، والجوف، وحضرموت.