تقارير وتحليلات

انتهاكات الحوثيين ضد السكان المدنيين..

اليمن: شهادة دولية جديدة.. الحوثي يختلس وينهب المساعدات

شاحنات تحمل مساعدات غذائية في اليمن (أرشيف)

24

تعددت انتهاكات الحوثيين ضد السكان المدنيين، والاعتداءات على المساعدات الإنسانية والمرافق العامة، فضلاً عن خرق العهود والاتفاقيات الدولية والتنكر لها.

فبعد اعتداء القيادي الحوثي ووكيل محافظة إب اليمنية المعين من الانقلابيين، أشرف المتوكل أول أمس الأحد على عمال إغاثة ومنعه توزيع المساعدات الغذائية، اتهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مرة أخرى، الميليشيا صراحة بسرقة ونهب المساعدات المقدمة للشعب اليمني.

وهدد البرنامج بوقف المساعدات إلى اليمن، إذا لم يكف المتمردون عن ممارساتهم، ووقف التعاون معهم، في شهادة دولية جديدة على جرائم الحوثيين ضد المدنيين، وشهادة أيضاً على الصمت المريب من قبل دول العالم ومنظماته الأخرى التي تعرف تماماً ما يرتكبه الحوثيون من جرائم واعتداءات لا حصر لها. 


سرقة حوثية


والواقع أن العصابات الحوثية متمرسة في السرقة والنهب منذ بداية الأزمة اليمنية الحالية، وأثبت أكثر من تحقيق استقصائي تورط  الميليشيا في سرقة شحنات المساعدات الإغاثية من أفواه الجائعين في اليمن، والاتجار بها في السوق السوداء المفتوحة في مناطق سيطرتهم، ومنها صنعاء.

وقال مسؤولون في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في تحقيق لوكالة "أسوشييتد برس" إن "الحوثيين يوزعون حوالي نصف المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فيما يوزع النصف الآخر على مسلحيهم أو يبيعونها في السوق السوداء".

وخلص التحقيق إلى أن الميليشيا تسيطر على تدفق المساعدات في مناطقها، ما يشكل ضغطاً على عمال الإغاثة لدفع الرشاوى مقابل السماح بمرور المساعدات، وأوضح أن برنامج الغذاء العالمي، احتج في العام الماضي على سرقة 1200 طن من المساعدات الغذائية في العاصمة صنعاء.


تحقيقات وأرقام


ونشرت شبكة "سي إن إن" تحقيقاً آخراً، خلص إلى أن الحوثيين يحولون وجهة جزءٍ من المعونات  لليمنيين، وذكرت الشبكة أن نحو 16 مليون يمني بحاجة إلى الطعام، يعمل العالم على تأمين الغذاء لهم، وتأتي الميليشيا فتحول وجهة المساعدات بقوة السلاح، وبفضل الصمت الدولي على جرائمها، إلى مسلحيها وتحول المعونات من مساعدة إلى وسيلة قتل جديدة، القتل جوعاً أو ابتزازاً.

ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة في العام الماضي، يسرق الحوثيون 1% على الأقل من مساعداتها الغذائية والإنسانية.


تزوير السجلات


وأشار تحقيق سري للشبكة إلى أن كثيراً من العائلات في عشرات المناطق اليمنية لا تصلها المساعدات رغم تسجيلها على الورق من قبل ميليشيا الحوثي، ما يكشف حجم السرقة على أوسع نطاق. 

وحسب التحقيق، فإن 60% من المستفيدين من المساعدات والموزعين على 7 مناطق في العاصمة لم يتسلموا أي مساعدة، فيما أكد برنامج الغذاء العالمي تزوير السجلات، وسليم معونات لأشخاص غير مصرح لهم، وبيع بعضها في أسواق صنعاء.

وفي مارس (أذار) الماضي، أجرت الشبكة مقابلة مع 10 نساء من أمانة العاصمة في صنعاء، وهي الجهة الموكلة بتوزيع المساعدات، أكدن فيها أنهن لم يتسلمن نصيبهن، وأن الأمانة هي مركز التلاعب بالمساعدات.

ومن ضمن هؤلاء اليمنية أميرة صالح التي وُجد اسمها ضمن المدرجين على قائمة المستفيدين من المساعدات، إلا أنها أشارت إلى أنها لم تستلم وأسرتها المكونة من 10 أشخاص أي مساعدات على مدار الـ 6 أشهر الماضية، في حين جاء في السجلات أنها تسلمت نحو 600 دولار من جمعية خيرية أخرى.

وأكدت امرأة أخرى أنها لم تتلق أي مساعدة لأنها لا تملك وثائق مثل فواتير الكهرباء، أو شهادات مدرسية، والتي لا تستطيع الحصول عليها إلا من المدينة التي فرت منها جراء الحرب.

وكشف التقرير أن صنعاء ليست المدينة الوحيدة المتضررة من الأمر، وإنما هناك 33 منطقة أخرى في أنحاء اليمن لم توزع فيها المعونات كما يجب.


استيلاء حوثي


وفي المقابل أكدت عائلات من مناطق تعاني من مجاعات في اليمن، أنها لا تتسلم المساعدات رغم وصولها لمناطقهم، مثل قرية "بني قيس" شمال غربي اليمن، والتي ظهرت على سكانها علامات الجوع وسوء التغذية نتيجة انقطاع الحبوب و زيت الطبخ عنها على مدار أشهر.

ويعتبر سكان القرية أنهم ضحايا الخلاف بين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من جهة، وضحايا وكالة إغاثية أخرى تابعة للحوثيين مكلفة بتوزيع مساعدات برنامج الأغذية العالمي.

وفي تعز المحافظة الأكثر تضرراً، قال مراقبون إن "الحوثيين يقفلون الطرقات الرئيسية في المدينة، ما يجعل إيصال المساعدات أمراً صعباً".


رسالة


وفي رسالته التحذيرية للحوثيين طالب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، أمس الإثنين، الميليشيا بالتقيّد بالاتفاقات، محذراً من وقف توزيع المساعدات في مناطق الحوثيين، إذا لم يطبق نظام اختيار المستفيدين والبصمة كما اتفق عليه مع الحوثيين، الذين تنكروا من جديد لما التزموا به سابقاً مع هذا البرنامج.


وليست هذه المرة الأولى التي توجه فيها منظمة إغاثة دولية اتهامات صريحة لمسؤولين في ميليشيا الحوثي بالاستيلاء على المساعدات الغذائية وتحويل مساراتها، فقد سبق أن اتهمت تقارير دولية الحوثيين بالاستيلاء بقوة السلاح على شحنات غذاء كانت متجهة لمناطق محاصرة وتحويل وجهتها لمخازن ومستودعات تمتلكها الميليشيا.

وكما لوحظ أن الكثير من المساعدات الغذائية تظهر في السوق السوداء وفي متاجر للحوثي، ما يؤكد اتهامات التحالف العربي للميليشيا بتجويع اليمنيين وبالتجارة في قوتهم وأرزاقهم، وأشارت التقارير إلى أن الحوثيين يستغلون المساعدات الغذائية لشراء الولاءات وتجويع من يعارضهم، بحكم أنهم المتحكمون في مسالك التوزيع.

وللعام الخامس على التوالي، لا تزال اليمن تشهد حرباً أهلية بين القوات الموالية للحكومة وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والتي خلفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم.

ورقة بحثية: جهود حكومية لحماية "محمية الحسوة" بحاجة إلى إجراءات صارمة


حزب الله وإسرائيل: بين حرب الاستنزاف ومفاوضات وقف إطلاق النار


من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط: تاريخ طويل من الجريمة المنظمة لـ "حزب الله"


إسرائيل تدمر معدات نووية إيرانية حيوية: تطورات جديدة في المواجهة الإقليمية