قضايا وحريات
سجلت أروع التضحيات من أجل الوطن
المرأة العدنية.. أدوار بطولية في السلم والحرب
المرأة في عدن سجلت في التاريخ أروع البطولات والتضحيات من أجل الدفاع عن وطن وهوية في مختلف المجالات وكان لها دور هام في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة، وما زالت المرأة الجنوبية تلعب دورا كبيرا جدا خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها العاصمة المؤقتة عدن للمساهمة في تثبيت الأمن والاستقرار من خلال مشاركتها مع الرجل في جميع المشاريع والأنشطة والبرامج التي تساهم في التوعية وزرع ثقافة السلام والمحبة بين أوساط المجتمع.
المرأة هي أكثر الناس تضرراً من الحرب
المرأة لا تصنع الحرب ولكن هي من تكتوي بنارها، وهي أكثر الناس تضررا منها.. هذا ما قالته مستشار شعبة التوجيه التربوي في عدن ورئيسة منتدى المرأة في مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان الأستاذة تقية عبد الواحد حيث أشارت وبتحليل سياسي متعمق «إن تغيب المواطنة المتساوية واستبعاد النساء من موطن صنع القرار هي من ضمن الأسباب التي أدت إلى نشوب تلك الحروب، فمشاركة المرأة وتمكينها يلعب دورا أساسيا في تعزيز الاستقرار والمصداقية حيث أثبتت التجارب في العالم أن دعم النساء وتمكينهن وتقاليدهن مناصب قيادية مؤثرة تساهم بشكل كبير في مكافحة الفساد وتعزز الاستقرار السياسي في المجتمع وهذا الأمر الذي لا زلنا نناضل من أجله وهي حقوق كفلتها كل الشرائع السماوية باعتباره حقا إنسانيا.
تاريخ في الريادة ونموذج راق يحتذى به
وحول دور المرأة وإنجازاتها التاريخية أشارت تقية عبد الواحد إلى «أن المرأة امتازت بتاريخ عريق من خلال مشاركتها في الحياة العامة وتصدرها الكثير من المناصب الاجتماعية والسياسية والقضائية والثقافية وكان لديها حضور في العمل العام مع وجود وعي مجتمعي متحضر حيث أصبحت متواجدة وبقوة في مختلف الميادين».
وقالت: «إن المرأة دخلت مجال القضاء لأول مرة في تاريخها عام 1973م في عدن وقد تواجدت في الهيئات العامة والسلك العسكري والأمني وشكل تواجدها علامة فارقة باعتبارها نموذجاً راقياً على المستويين العربي والإقليمي وقد ساعد على ذلك وجود دستور الجمهورية اليمنية الذي أكد مبادئ المساواة وحقوق المواطنة المتساوية بشكل صريح وعلى الحقوق السياسية والاقتصادية وحقوق الأسرة والطفل الأمر الذي أتاح للمرأة الفرصة والإمكانية بإعطائها الحق في الترشيح والتصويت وتطوير العلاقات الاجتماعية، ولكن بعد حرب صيف 1990 طبيعة القوة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي فرضت هيمنتها ورؤيتها الفلسفية والأيدلوجية تغيرت وشملت ذلك الموقف من المرأة ومن قضاياها الحقوقية الثقافية والسياسية والقضائية».
وطالبت «بضرورة تضافر الجهود بين مختلف المكونات المجتمعية في عدن لمواجهة الأفكار والسلوكيات التعسفية وتعزيز الوعي المجتمعي والنضال للتخلص من كافة التراكمات السلبية للنظام السابق والمطالبة بالتمكين الحقيقي للمرأة وحصولها على مراكز صنع القرار السياسي فالأوطان لا تبنى إلا بالمشاركة الفعالية لكل من الرجال والنساء التي تتغير إذا وجدت الإرادة السياسية الحازمة».
رد الجميل
رئيسة مؤسسة الغد للدراسات والتنمية المجتمعية فالنتينا عبد الكريم مهدي تقول «إن المرأة تساهم دوماً في رد الجميل للدولة التي احتضنت الجميع من خلال تقدمها نحو الأفضل في كافة المجالات للوطن والمجتمع في صنع التنمية الحقيقية، واليمن بحاجة للمرأة مثلها مثل أخيها الرجل لمواجهة ما يحدث من تصرفات سلبية تشوه من جمالية فهو العشق الأبدي الذي يعيش في داخل كل أبنائه». وأكدت «أهمية المرأة في غرس هذا العشق لليمن داخل أولادها والصراخ ضد الخونة والمخربين ومن يحمل السلاح الذين يشوهون من عدن مدينة الحب والسلام رمز الشموخ».
وحول ما يجب على المرأة القيام به خلال هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها اليمن، قالت «إنه يجب على الأخوات القياديات التربويات أن يقمن بحملة توعية شاملة ومؤثرة للشباب والأسر بأهمية نبذ العنف وخطورة حمل السلاح وخطورة انتشار المخدرات التي يريد العدو تحقيقه من خلالها تدمير مجتمعنا وشبابنا وعدم الوقوف متفرجين على هذه السلبيات وضرورة نشر التوعية وحث الجميع على توحيد الصف وبذل الجهد وتثبيت الأمن في كل مكان».
وتتمنى فالنتينا «أن يتم سماع صوت المرأة الذي ينادي بالسلام لأن الفوضى لن تحرق إلا أصحابها وان المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وعلى الدولة خاصة وأنها تقوم بدورها في تثبيت الأمن وعودة النشاط المجتمعي والاقتصادي لعدن وفق أسس إستراتيجية يتم تحديدها طالما والإمكانيات المتوفرة موجودة من قبل دول التحالف».
وطالبت فالنتينا «الدولة بمحاسبة من يخطئ ومن لا يستطيع من السلطة أن يقوم بواجبه فمن المفروض أن يقدم استقالته».
وذكرت «أن نساء اليمن قدمن أروع صور النضال منذ الخمسينيات وحتى اليوم وذلك حبا وعشقا للحرية والديمقراطية الحقيقية ولتحقيق دولة نظام وقانون وعدل ومساواة، ويستمر نضالها من خلال خروجها للنضال ضد الوضع الذي عاشته في ظل قيادات متخلفة وحكم شمولي من خلال الكلمة والمواقف وحمل السلاح حيث شاركت في إسعاف الجرحى وتقديم المال والدواء والغذاء للمقاومة أثناء الحروب ضد المليشيات الحوثية والعفاشية وتقديم العون والمساعدات للأسر النازحة في مناطق المعارك وإيواء الأسر الهاربة من نار المعارك وتوفير الغذاء وتقديم الدعم النفسي والمادي والصحي بحسب الإمكانيات اللاتي استطعنا توفيرها».
مواقف مشرفة
وقفت المرأة اليمنية بجوار أخيها الرجل وقفة فاعلة ومشرفة لنصرة الوطن رغم محاولات الاستعمار البريطاني وأعوانه تجميدها بحيث لا تعي شيئاً مما حولها، لكن شعورها الوطني أقوى من محاولات الاستعمار البريطاني إذ لبّت نداء الواجب الوطني لتؤدي دورها البارز الفاعل رغم أنف الاستعمار، مما جعل التاريخ والثورة والجماهير تحفظ لها دورها وإسهامها الفاعل والمشرف مع مناضلي الثورة في جبهات القتال حيث كان لها دور في المشاركة في الثورة والكفاح المسلح من خلال المعارك التي خاضتها المناضلات الفدائيات في المدن والأرياف والجبال.
الناشطة الاجتماعية في المبادرة النسائية لإنقاذ عدن نور حسين يافعي قالت «إن الحرب الظالمة التي عاشتها البلد أظهرت أن المرأة عنصر أساسي في النصر فهي من دفعت أبناءها لحمل السلاح والدفاع عن وطنهم وهي من تبرعت بالمال وأعدت الطعام والشراب لمن في الجبهات وضمدت جروح المصابين في المستشفيات والمراكز الصحية وكانت في مقدمة المتطوعين في حين تغيب كثير من العاملين الأساسيين حيث تطوعت في أعمال الإغاثة والدعم للأسر النازحة والمتضررة».
وأشارت «إلى أن المرأة برزت أيضاً في مجال الإعلام وساهمت في نقل الصورة ورصد الانتهاكات التي استخدمتها العصابات كما ساهمت في حفظ الأمن من خلال وقوفها مع أخيها الرجل في نقاط التفتيش بالشوارع وهي كذلك الشهيدة والجريحة في هذه الحرب الظالمة وأم الشهيد وزوجته وأخته وابنته».
إعادة الحياة
رئيسة مؤسسة رسيل للتنمية والإعلام خديجة بن بريك تقول «إن المرأة في عدن قدمت الكثير من طاقاتها وقدراتها ومن أبنائها فداء للوطن.. بالإضافة إلى ما قدمته بعد التحرير وعودتها بعد النزوح والتشتت في لملمة تلك الأشلاء والمساهمة في إعادة الحياة للعاصمة عدن». وأوضحت «أن المرأة لها دور كبير في إعادة الحياة بعد الحرب مباشرة من خلال عمل أنشطة وبرامج تدريبية وتوعية تهدف إلى تعزيز وحماية الأمن والاستقرار واستهداف الشباب للمساعدة في توعية الآخرين للتخلص من المظاهر المسلحة والتعرف على أضرار حمل السلاح في المناسبات العامة والخاصة وعمل فلاشات توعوية تحقق الهدف العام للحافظ على عدن وتعجل من عملية التنمية وإعادة الحياة مثل ما كانت من قبل وأفضل». وطالبت بن بريك «قيادات الدولة وقوات التحالف العربي بالإسراع في تحرير صنعاء لفرض الأمن والاستقرار وفرض الشرعية التي في المقابل ستساهم في القضاء على كل من يحاول زعزعة امن واستقرار العاصمة عدن».
تاريخ النضال
وحول دور المرأة في النضال قالت خديجة بن بريك «إنه أبان الاستعمار البريطاني كانت المرأة تمتلك القدرة في معرفة الطرق الصحيحة في أخذ الحرية والاستقلال حيث كانت تمتلك العقلية المنفتحة نحو المستقبل ولكن بعد 1990م رجع دور المرأة إلى العصور الرجعية، حيث تم تقييد دورها باسم العادات والتقاليد المتخلفة الأمر الذي سعت تلك القوة الغاشمة في تحقيقه خلال تلك السنوات مما أدى إلى تراجع دور المرأة». وتمنت بن بريك «من كل النساء العمل كقوة واحدة لإنهاء كل المظاهر السلبية المتراكمة منذ سنوات وان يكون لهن كيان وصوت مسموع خلال الفترة القادمة تستطيعن به التغيير الإيجابي لأبناء مدينة السلام والأمان عدن».
ضرورة توحيد القوة بين النساء
الناشطة الإعلامية ابتهال الصالحي ذكرت «أن المرأة سجلت بصورة عامة في مختلف المراحل التاريخية أدواراً بطولية لا يمكن نسيانها، وخلال الحروب كانت لها بصمات عديدة لا تقل شأناً عن دور أقرانها من المقاتلين في الجبهات وتخلد كتب التاريخ اعلام نسائية كان لإسهاماتها نسبة عالية من الإنجازات في مختلف الميادين». وأكدت «ضرورة توحد قوة النساء في جميع صفوف الشعب والوقوف أمام العالم للمطالبة بحقوقهن المشروعة في تحقيق الحرية والتخلص من كل مظاهر الظلم والاستبداد الذي يعمل ضدهن وعدم الاستسلام لأي مشاريع منقوصة والتمسك بحقهن في العيش الكريم والتمسك بالهوية الذي سقط من أجلة العديد من الشهداء وفرض الامن».