تحليلات
اجابة على سؤال إيراني..
تقرير: لماذا يهاجم الحوثيون المنشآت النفطية السعودية؟
مخلفات صواريخ اطلقها الحوثيون على السعودية
تحول هجوم ميليشيا “الحوثيين” في “اليمن”؛ على المنشآت النفطية لشركة “آرامكو” السعودية إلى محور رئيس في رفع مستويات الصراع مع “إيران”. وكانت “السعودية” قد اتهمت “الجمهورية الإيرانية” بالوقوف وراء هذه الهجمات، لكن هل السبب الوحيد للهجوم هو طاعة الحوثيين لـ”الجمهورية الإيرانية” ؟
استهدف الهجوم الحوثي، خط رئيس غرب “الرياض”، وقبل ذلك بيومين تم تخريب عدد 4 ناقلات “نفط” في ميناء “الفُجيرة” الإماراتي، ومع هذا لم يبتنى الحوثيون مسؤولية الهجوم على “الفُجيرة”.
وهذه الحملات عمومًا جاءت بعد تصاعد وتيرة الصراع بين “الولايات المتحدة” و”إيران”. وكانت “الجمهورية الإيرانية” قد هددت في إطار الرد على المساعي الأميركية لـ (تصفير صادرات النفط الإيرانية) بضرب منظومة تصدير “النفط” في المنطقة.
وخط “النفط”، المستهدف في “المملكة العربية السعودية”، هو خط الأنابيب “الشرقي-الغربي” ويربط منشآت “بقيق” في الشرق بمدينة “ينبع” الساحلية. وهو الخط البديل لصادرات “النفط السعودية” عبر “البحر الأحمر” بدل “مضيق هرمز”.
وسرعان ما وجهت “واشنطن” و”الرياض”، أصابع الاتهام، إلى “الجمهورية الإيرانية”. لكن نظرة على “اليمن” وتصريحات زعيم “الحوثيين” تجعل عملية إثبات هذه الإدعاءات عسيرة. بحسب (راديو زمان) الإيراني المعارض.
سلام ليس في متناول اليد..
للوقوف على الوضع اليمني المأزوم، يكفي أن نلقي نظرة على خريطة “برنامج الغذاء العالمي” المتعلقة بممرات حصول الشعوب على الماء والغذاء. (الممرات الحمراء والصفراء في اليسار تشير إلى وجود عوائق مؤثرة في عملية الإمداد).
وقد جعل الحصار المفروض على “اليمن” والحيلولة دون دخول السلع الأساسية كالغذاء والدواء، وتدمير الطرق والمستشفيات والمدارس في آتون الحرب الأهلية، وانتشار الأمراض والقحط والجفاف، والقصف المستمر للمدنيين جعل “اليمن” الكارثة الإنسانية الأكبر في العالم المعاصر.
وتحت وطأة الضغوط على “السعودية” بعد انتقادات “منظمات الإمداد الدولية”، واستهداف الأطفال، التقى وفد الحكومة اليمنية مع مندوبين عن جماعة “الحوثي”، في “السويد”، بتاريخ 13 كانون أول/ديسمبر 2018. ووصل الطرفان إلى اتفاق برعاية “الأمم المتحدة” يقضي بوقف إطلاق النار في ميناء “الحديدة” وتبادل الأسرى.
وميناء “الحديدة” هو أهم الموانيء اليمنية للحصول على السلع الأساسية. وتعهد الحوثيون بموجب الاتفاق بتسليم هذا الميناء الإستراتيجي إلى القوات المحلية. الآن وبعد مرور حوالي 6 أشهر لم يلتزم الطرفين ببنود الاتفاق، حيث يتهم كلاهما الآخر بإنتهاك الاتفاق.
وفي ضوء ما تقدم لم تنجح الجهود الدولية في إقرار السلام، لذا من غير المستغرب هجوم الحوثيين على “السعودية” باعتبارها قائد “التحالف العربي” للتدخل في “اليمن”. فكلاهما عدو للآخر.
هجمات الحوثيين والقوميون اليمنيون..
كتب “صامويل رماني”، الباحث في الحرب الأهلية اليمنية، مقالة في (الواشنطن بوست)؛ حول أسباب هجوم الحوثيين على المنشآت النفطية السعودية، جاء فيها: “رغم إمكانية تفسير هجمات طائرات الحوثيين المسيرة، في إطار الرغبة الإيرانية بالانتقام من المحاولات الأميركية الرامية إلى طرد طهران من سوق الطاقة العالمي، إلا أن هذا الإستدلال لا يقدم إلا جزءً من القصة. واستنادًا إلى أبحاثي بخصوص الحرب الأهلية في اليمن أتصور أن هذه الهجمات تبرز الاضطراب الداخلي داخل جماعة الحوثي، لا سيما بعد انضمام الكثير من المسؤولين الحوثيين مؤخرًا إلى الجبهة السعودية”.
وأضاف: الهجوم يستهدف أولاً: تكثيف الأمان في شمال اليمن والانتقام للغارة السعودية على مصادر النفط اليمنية. ثانيًا: إثبات قدرة الحوثيين على الرد إزاء القصف السعودي. ثالثاً: الحيلولة دون انضمام المزيد من الحوثيين إلى السعودية. رابعًا: تغيير الصورة المأخوذة عن الحوثيين باعتبارها تنظيم إرهابي. ويروج القوميون في اليمن لمسألة تورط السعودية في سرقة النفط اليمني منذ العام 1984. ولطالما تعرض الحوثيون لتلك النفط فيما يصدر من تصريحات عن الحركة مؤخرًا. واتهمت وزارة نفط الحوثي الرياض في أكتوبر 2018؛ بسرقة “النفط اليمني” عبر “بحر العرب”.
وفي 29 كانون ثان/يناير 2019، إدعت “وزارة خارجية الحوثي” تأمين “السعودية” تكاليف الحرب على “اليمن” من خلال “الغارة” على المصادر النفطية اليمنية؛ وطالبت برد فعل دولي. وأردف “رماني”: “مع الأخذ في الاعتبار لتلك اللهجة وغياب الدعم الدولي، لا يُستبعد أن يقوم الحوثيون بخطوة عملية لإثبات قدرتهم على استخدام القوة في مواجهة سرقة السعودية للنفط اليمني”.