تحليلات
في عيد الفطر المبارك..
تقرير: أوروبا تؤمن المساجد وتدين الممارسات الإرهابية
الصعود المخيف لليمين المتطرف الذعر في دول أوروبا
أثار الصعود المخيف لليمين المتطرف الذعر في دول أوروبا، ما جعلها تعزز من بعض الإجراءات فيما يتعلق بحماية المساجد خاصة في عيد الفطر المبارك؛ حيث أعلنت الشرطة البريطانية أنها كثفت إجراءاتها الأمنية وعززت دورياتها حول المساجد في البلاد.
وفي روسيا، توافد الآلاف إلى المسجد المركزي في العاصمة موسكو، وافترش عدد كبير منهم الطرقات لاكتظاظ المسجد بالمصلين، في وقت كانت الشرطة الروسية قد اتخذت تدابير أمنية في محيط المسجد.
ويذكر أن عدد المسلمين في روسيا يصل إلى 20 مليونًا، وينتشر على أراضيها قرابة 7 آلاف مسجد.
وفي العاصمة السويدية ستوكهولم، صلى المسلمون صلاة العيد بإمامة خطيب مسجد فتية «جهاد كوللاي»، الذي شدد على أهمية مساعدة البشر في القضايا جميعها، مؤكدًا ضرورة التصالح بين المسلمين.
وبالنسبة للصين أدى آلاف المسلمين من مختلف الجنسيات صلاة عيد الفطر المبارك في مساجد العاصمة الصينية «بكين»، وسط تأمين من قبل عناصر الشرطة الصينية.
وتتشابه احتفالات عيد الفطر بالنسبة للمسلمين الصينيين مع المسلمين في شتى أنحاء العالم، خاصة في المناطق التي توجد فيها تجمعات كبيرة للمسلمين، مثل منطقة (نينغشيا) ذاتية الحكم ذات الأغلبية السكانية من قومية (هوي) وهي من كبرى القوميات المسلمة العشر في الصين، كذلك منطقة (شينجيانغ) ذات الأغلبية من قومية الإيجور المسلمة ذات الأصول التركية، وكذلك شارع (نيوجيه) في بكين الذي يتوسطه مسجد (نيوجيه) أو مسجد البقرة (نسبة إلى سورة البقرة) والذي يعد أقدم مساجد العاصمة.
نمو متصاعد
وتشهد القارة الأوروبية نموًا متصاعدًا لقوى اليمين المتطرف، على شكل موجة تجتاح بعض الدول الأوروبية ومنها: ألمانيا والمجر وسلوفاكيا والدنمارك وفرنسا والنمسا، والسويد وبريطانيا، وقد تمكنت الأحزاب اليمينية في تلك الدول من جذب كثير من الناخبين إليها، وبعضها تمكن من التأثير في المشهد السياسي.
ويعتقد البعض أن ازدياد عدد اللاجئين والمهاجرين، الأمر الذي كان سببًا مباشرًا في بزوغ نجم اليمين المتطرف في المشهد السياسي سواء على مستوى الانتخابات البرلمانية والمحلية أو الرئاسية، وكذلك على مستوى البرلمان الأوروبي.
كما تتعرض عشرات المساجد للاعتداءات والهجمات الإرهابية في دول أوروبا؛ حيث قالت منظمة «فيث ماترز»، التي تراقب الكراهية ضد الإسلام، في تقرير لها: إن هناك تزايدًا ملحوظًا في استهداف المساجد والاعتداء المتكرر من قبل متطرفين، ووصل عدد الحوادث التي تعرضت لها المساجد في دول أوروبية إلى 642 حادثة.
ومن آخر تلك الاعتداءات قيام مجموعة من المتطرفين في 20 مارس 2019، بسلسلة هجمات ضد 5 مساجد في مدينة برمنجهام بويست مدلاندز، ولم يمر أسبوع على حادث نيوزيلندا الإرهابي، الذي استهدف مسجدين في كريست تشيرش النيوزيلندية، الذي وقع الجمعة 15 مارس 2019، وأدى لمقتل ما لا يقل عن 49 قتيلًا، فيما أُصيب أكثر من 50 آخرين بينهم نساء وأطفال.
إجراءات حماية للمساجد
وعلى خلفية تلك الحوادث والاضطهاد ضد المسلمين، عززت مجموعة من الدول الأوروبية بعض الإجراءات فيما يتعلق بحماية المساجد والمراكز الإسلامية.
ففي كندا عززت الشرطة الكندية إجراءات التأمين بالقرب من المساجد؛ إذ تحاول أجهزة الأمن طمأنة الكنديين المسلمين.
وأعلنت الشرطة في كل من كيبيك ومونتريال وجاتينو وكويوا وأوتاوا تشديد الإجراءات الأمنية حول تلك المواقع.
كما شدد مجلس الأمن الأمريكي الإجراءات الأمنية حول مساجد ومراكز إسلامية في ولايات عدة، بينها المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك ومركز دار الهجرة الإسلامي في فرجينيا.
وعززت الشرطة في أنحاء الولايات المتحدة إجراءات الأمن حول المساجد، وقالت الشرطة في نيويورك ومدن أخرى: إنها تكثف دورياتها حول المساجد ودور العبادة كإجراء احترازي على الرغم من عدم وجود مؤشرات على تهديد محدد.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، أن سلطات بلاده شرعت في تشديد إجراءات الأمن قرب دور العبادة بعد الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا.
وطالب كاستانير السلطات المعنية باتخاذ إجراءات احترازية على الفور، وتوخي أقصى درجات اليقظة، وتسيير دوريات أمنية منتظمة قرب دور العبادة.