تقارير وتحليلات

الحوثيون من الشباب المؤمن إلى انصار الله..

تقرير: الأذرع الإيرانية.. تكرس الطائفية لتعمق مأساة اليمن

صورة مسربة لخبير المتفجرات اللبناني من حزب الله في اليمن المسمى أبو علي (أرشيف)

أبوظبي

أمر كهذا يثير الدهشة، كيف تمكنت جماعة تتمركز في جبال صعدة من التمدد والتهام اليمن؟ فالجماعة التي فجرت ستة حروب في صعدة، بين عامي 2004 و2009، كانت قوات الجيش اليمني قد اقتربت من القضاء على الميليشيات في الحرب الأخيرة، لكن المفاجأة كانت تمكن الجماعة من التمدد صوب صنعاء والتهامها.

كيف حصل ذلك؟

في أواخر عام 2009، أعلنت قطر عن تقديم منحة مالية كبيرة لإعادة إعمار صعدة، وفي ذلك الحين كانت هناك رحلات جوية بين صنعاء وبيروت وطهران، فالخبراء الإيرانيون ومن حزب الله الذين يتم إدخالهم إلى اليمن، عملوا على إعادة لملمة عناصر الميليشيات التي لحقت بها خسائر كبيرة على يد الجيش اليمني.

استغل هؤلاء الخبراء الدعم المالي الذي قدمته قطر وإيران في إعادة ترتيب صفوف الميليشيا، لتساعد أحداث الربيع العربي إيران وحليفتها "قطر" في الدفع بالحوثين دون قتال إلى وسط صنعاء العاصمة اليمنية، مطلع العام 2011.

وفي ساحة الجامعة، نصب الحوثيون خيامهم، إلى جانب تيارات يمنية أخرى، أبرزها الإخوان حلفاء الدوحة، كان ذلك كفيل بنجاح إيران في كسب ولاءات كبيرة في العاصمة اليمنية، وخاصة من قبائل الزيدية التي يقول الحوثيون إنهم يدافعون عنها.

وتسارعت الأحداث حتى العام 2012، حين تم تنصيب عبدربه منصور هادي رئيساً مؤقتاً لليمن، خلفاً لصالح الذي انتفض اليمنيون ضد حكمه، حاول هادي إعادة ترتيب اليمن المفكك، فعقد مؤتمر الحوار اليمني بين عامي 2013 و2014، غير أن الحوار اليمني أنقلب عليه الحوثيون.

الانقلاب عسكرياً على حكومة هادي
في 21 سبتمبر 2014، استحوذ الحوثيون على صنعاء العاصمة عسكرياً عقب عمليات عسكرية محدودة، فقد تمكنوا من الاستيلاء على المعسكرات والعتاد العسكري في انقلاب أبيض سبق سبتمبر (أيلول)2014.

الانطلاق نحو الجنوب

وكان جنوب اليمن، هو الهدف الاستراتيجي لإيران، فالمساحة الجغرافية المهمة والتي كانت دولة مستقلة حتى مايو (أيار) 1990، تطل على باب المندب وخليج عدن وشريط البحر العربي.

وسيطرة الحوثيين إلى صنعاء، فتحت المجال أمام رحلات جوية إيرانية، غير أن ذلك لم يدم طويلاً، حتى انطلقت في أواخر مارس (آذار) 2015، الغارات الجوية لطيران التحالف العربي، لمنع الحوثيين من السيطرة على عدن والمياه الإقليمية ومضيق باب المندب.

والرحلات الجوية بين طهران وبيروت وصنعاء، نقلت أسلحة وخبراء في تطوير وصناعة الصواريخ بمختلف أنواعها.

أغلب الخبراء الذين دفع بهم نظام الملالي في إيران، من حزب الله اللبناني الذراع الإيرانية في أكثر من قطر عربي.

خبراء لإدارة الحرب

وأغلق التحالف العربي المجال الجوي والبحري، وفرض حصاراً مطبقاً على الحوثيين، حتى أن الكثير من الخبراء لم يتمكنوا من مغادرة اليمن بفعل الحصار والمنع.

وتمكنت غارات التحالف العربي من تدمير مخازن أسلحة وصواريخ الحوثيين، وقتل في تلك الغارات خبراء إيرانيون ومن حزب الله اللبناني.

وأعلن التحالف العربي أكثر من مرة مقتل خبراء إيرانيين ومن حزب الله، غير أن ميليشيات الحوثي، تسارع إلى نفي ذلك، قبل أن يظهر خبير من حزب الله في تسجيل مرئي يؤكد فيه عملية الإشراف وإدارة الحرب الحوثية من قبل الذراع الإيرانية في لبنان والتي تتواجد في العديد من البلدان أبرزها سوريا والعراق.

تهريب أسلحة

وفي العام، 2016 تم الكشف عن قيام ضباط في حزب الله اللبناني بتهريب أسلحة وقطع صواريخ مطورة عن طريق تاجر أبقار يمني يمتلك تصريحاً قديماً.

والتاجر اسمه أحمد الخرج يقوم بتهريب الأسلحة في قوارب يقوم بنقل أبقار على متنها من أحد موانئ القرن الإفريقي.

واستغل حزب الله وإيران ميناء المخا في الساحل الغربي لليمن، بتهريب الأسلحة ووقود الصواريخ، لكن ذلك لم يدم طويلاً، حتى اطلق التحالف العربي عملية عسكرية في العام 2017، انتهت بتحرير الميناء وتأمينه والانطلاق صوب ميناء الحديدة الاستراتيجي العام.

ومع كل محاولة تهريب تقوم بها إيران، كان التحالف العربي بقيادة السعودية يقوم بتوجيه ضربة موجعة، فقد نجح التحالف العربي في استهداف الخبراء الأجانب في اليمن" الإيرانيون وضباط حزب الله"، قبل أن تلجئ قطر إلى مساعدة إيران في تأمين الخبراء الأجانب العاملين في صنعاء، لتقوم قطر بنقلهم للسكن والإقامة في مشروع تلال الريان القطري، وهو المشروع الذي أقام فيه خبراء حزب الله اللبناني.
اعتراف بوجود خبراء اجانب


وفي العام ذاته، كشف قيادي حوثي منشق عن وجود خبراء من حزب الله في صنعاء، يديرون العمليات العسكرية للحوثيين.

وقال اللواء فضل القوسي عقب انشقاقه من الحوثيين "إن خبراء حزب الله يقيمون في صنعاء بطريقة سرية ويديرون الحرب التي تخوضها ميليشيات الحوثي".

وأكد أن مهمة الخبراء اللبنانيين، تمثّلت في وضع تنفيذ خطة القصف الصاروخي والمدفعي على مربع صالح وأقاربه، تمهيداً لعملية اقتحامه.

وفي أواخر العام 2017، قتل 3 خبراء من حزب الله في غارة جوية لطيران التحالف العربي استهدفت مركزاً لصناعة المتفجرات في بلدة حرض شمال غربي اليمن.

وفي صنعاء أعلن عن مقتل نحو 9 خبراء أجانب خلال العام 2018، في حوادث متفرقة من بينها فشلهم في إطلاق صاروخ صوب الحوثيين.

ولم تدفع إيران بخبراء من حزب الله فقط، بل أعلنت مصادر عسكرية مطلع العام الجاري عثورها على جثة خبير عراقي يعمل في ميليشيات الحوثي، خلال عملية عسكرية في ريف صعدة.
ايران لا تثق الا في خبراء من حزب الله 

وعلى الرغم من التأهيل العسكري والفكري الذي قامت به إيران للحوثيين، إلا أنها لا تثق إلا في خبراء من حزب الله لإدارة الحرب وتوجيه الميليشيات بماذا تفعل.

وتقول مصادر في صنعاء وذمار لـ24: إن "خبراء أجانب يعتقد أنهم لبنانيون زاروا مدارس حكومية وخاصة لتجنيد مقاتلين من طلبة الثانوية والإعدادية".

وتؤكد مصادر عسكرية أن العديد من أسرى الحرب، اعترفوا بتلقيهم تدريبات على يد خبراء من حزب الله اللبناني، مشيرين في اعترافاتهم إلى أن التدريب يعتمد على لتكتيك العسكري والمحاضرات الفكرية.

وترى إيران أن تحقيق تجربتها في اليمن، لا يمكن أن تنجح إلا بالاعتماد على خبراء من حزب الله الذي أصبح ذراعاً إرهابية، ليس في لبنان فحسب، ولكن في الكثير من الأقطار العربية.

وتسعى إيران إلى فرض ميليشيات الحوثي "أنصار الله" إلى حزب مسلح على غرار حزب الله اللبناني أو الميليشيات التابعة لطهران في العراق وسوريا وغيرها من البلدان العربية.

حزب الله وإسرائيل: بين حرب الاستنزاف ومفاوضات وقف إطلاق النار


من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط: تاريخ طويل من الجريمة المنظمة لـ "حزب الله"


إسرائيل تدمر معدات نووية إيرانية حيوية: تطورات جديدة في المواجهة الإقليمية


أسود الأطلس في اختبار صعب أمام الغابون: الحفاظ على سلسلة الانتصارات