تقارير وتحليلات
تنسيق مشترك..
صحيفة لندنية: إخوان اليمن يفتحون طريقا آمنا للحوثيين صوب الجنوب
قالت صحيفة العرب اللندنية ان انسحاب قوات حزب الإصلاح الإخواني في اليمن الأربعاء من مواقعها العسكرية بمديرية ناطر التابعة لمحافظة البيضاء، قد فتح الجدل مجدّدا حول علاقة الحزب بالحوثيين بعدما استغلوا الخطوة في محاولة للسيطرة الميدانية على المنطقة المذكورة، وهو ما دفع بالعديد من المتابعين إلى الاستفسار عن أسبابها الحقيقية رغم أن حزب الإصلاح يؤكد أن الانسحاب تكتيكي وهدفه تعزيز جبهات مستحدثة للقتال في شبوة وغيرها.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أتاح حزب الإصلاح الإخواني، الفرصة أمام ميليشيات الحوثي المتمردة لمحاولة إحراز انتصارات ميدانية لكن هذه المرة ليس في جبهة صعدة أو تعز بل في محافظة البيضاء وتحديدا بمديرية ناطع.
وتناقلت العديد من التقارير الإخبارية الأربعاء أخبارا مفادها أن الحوثيين استغلت قيام وحدات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح بالانسحاب من مواقعها في مديرية ناطع من محافظة البيضاء وسط البلاد وذلك للتقدم في تلك المنطقة.
وتبرر قوات الإصلاح هذه الخطوة بالتأكيد على أن الانسحاب تكتيكي وأملته الضرورة قصد تعزيز جبهات مستحدثة للقتال في شبوة وغيرها، لكن الكثير من المراقبين يعتبرون أن هذا الانسحاب هو بمثابة استكمال خيانات الإخوان للشعب اليمني والمبنية بالأساس على التطورات السياسية التي تؤكد وجود تنسيق بين المحور القطري الإخواني والمتمردين الحوثيين.
وتمكنت قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي في جبل “قرحي الاستراتيجي” في المنطقة من صد هجوم المتمردين الحوثيين انطلاقا من جبل “با عارف” مستغلين الانسحاب المفاجئ لقوات الإصلاح حيث كبدتهم خسائر في الأرواح والمعدات.
وتأتي هذه التطورات الجديدة في محافظة البيضاء بعدما كشفت سابقا العديد من المصادر المتطابقة عن وجود مساع لدى حزب الإصلاح لتفكيك جبهات محافظة صعدة من خلال مطالبات علنية من قيادات في الحزب لليمنيين المنخرطين في القتال بالانسحاب من مواقعهم والعودة إلى اليمن.
كما سبق أن ثبتت علاقات الود بين حزب الإصلاح الإخواني وجماعة الحوثي بعد وجود تواصل حقيقي وتقارب بينهما بعدما كشفت، تصريحات قيادات في ميليشيا الحوثي، في أكثر من مناسبة وجود علاقات وجسور تواصل وقنوات مفتوحة في تعز وصنعاء.
وكان القيادي في جماعة الإخوان، حمود المخلافي المقيم في مسقط، دعا من أسماهم بأبناء إقليم الجند (محافظتي تعز وأب) إلى العودة فورا من جبهات صعدة والالتحاق بمعسكرات خاصة تموّلها الدوحة ومسقط.
وقال المخلافي في بيان وزعه مكتبه الإعلامي “ندعو جميع أبنائنا من إقليم الجند المتطوعين للقتال في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، إلى تسريع العودة إلى جبهات الشرف والعزة والكرامة في محافظة تعز”.
وشكلت كل هذه التطورات الميدانية أدلة جديدة على ما ينوي فعله إخوان اليمن الساعين للسيطرة على الجنوب وترك المجال للمتمردين الحوثيين لبسط نفوذهم في وسط وشمال اليمن وكسب المزيد من الأراضي.
ويرى العديد من المراقبين أن حزب الإصلاح تنكر للجهود التي بذلتها المقاومة اليمنية لمواجهة الحوثيين واستعادة الكثير من المناطق وأنه يسعى لابتزاز اليمنيين والتحالف العربي المساند لحق الشعب في إنهاء حالة الفوضى والتمرد المستمرة منذ سنوات.
من جهتها، حذرت قيادات في المجلس الانتقالي كثيرا من مساع لحزب الإصلاح لترك المجال أمام الحوثيين والقيام بتفاهمات ثنائية مبنية على المصالح الضيقة على حساب تطلعات وكفاح الشعب اليمني.
وكان نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك قد قال في تغريدة له على تويتر الجمعة الماضي إن الحوثيين هم حلفاء لحزب الإصلاح محذرا من وجود تنسيق بين المحور القطري التركي الإخواني وبين المتمردين.
وقال “والله ثم والله حزب الإصلاح الإرهابي حليف للحوثي وقيادة التنظيم الدولي للإخون تقود التنسيق مع النظام القطري والتركي لإنهاك التحالف”.
وحذر بن بريك مما يخفيه حزب الإصلاح من مؤامرات قد تجعله يقاتل مع الحوثي بدفع من قطر.
ويدعي حزب الإصلاح في اليمن دائما أنه قادر على تحرير صنعاء من الحوثيين لكنه لم يقدم شيئا يذكر للمقاومة اليمنية، وهو ما اعتبره المجلس الانتقالي محاولة لابتزاز التحالف العربي والضغط عليه للحصول على مكاسب سياسية.
ويستغل إخوان اليمن الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في محاولة لتقويض الجهود التي تبذلها السعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين وإعادة الاستقرار إلى البلد الذي مزقته الحرب.
لكن جهود إخوان اليمن باءت بالفشل بعد تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من إحباط محاولة لاجتياح الجنوب خاصة محافظتي أبين وعدن.
ويعمل الإخوان على حشد أنصارهم لاستهداف الجنوب مستغلين بعض الفتاوى المشبوهة متناسين ما يقوم به المتمردون من انتهاكات ومحاولات لفرض آرائهم العقائدية في محافظات الشمال خاصة العاصمة صنعاء.
في المقابل، دعت المملكة العربية السعودية إلى تثبيت وقف لإطلاق النار في جنوب اليمن على خلفية تصاعد الاشتباكات الأخيرة. ونشرت الرياض الثلاثاء المزيد من القوات في جنوب اليمن في محاولة لاحتواء التصعيد، فيما يشدد التحالف العربي على التركيز على قتال الحوثيين.