تقارير وتحليلات
على ضوء بيان اليدومي..
تقرير: إخوان اليمن.. ماذا يعني العودة إلى المبادرة الخليجية؟
لم تمر الا أيام قليلة على بيان أصدره تنظيم إخوان اليمن الممول من الدوحة، أشاد فيه بدور السعودية في التحالف العربي، حتى عاد ناشطو التنظيم لإحراق وتمزيق علم السعودية التي تقود التحالف العربي.
يبدو الآمر كمن يمنح ضوءا أخضر لشيطنة السعودية إعلاميا وسياسياً، وتحميلها الفشل اليمني في محاربة الحوثيين واستعادة السلطة الشرعية للرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي.
وأظهر بيان لزعيم حزب إخوان اليمن محمد اليدومي بثته قناة سهيل الرسمية التي تبث من الرياض الخميس الماضي، التفافية للإخوان من خلال هذا الخطاب المنمق المغري، وصفته تقارير محلية بأنه يعبر عن المنهج الذي عرف به حزب الاصلاح الإخواني "يقول ما يريده الناس ولكنه يفعل ما يريد، او ما يريد الطرف الإقليمي الممول".
قال اليدومي في الخطاب انه "ضد الإقصاء بينما يمارس حزبه الإقصاء في كل مؤسسات الدولة اليمنية منذ تشكيل اول حكومة شراكة مع المؤتمر والاشتراكي الى حد ان وزراءه في التموين والصحة والتربية، وصلوا الى المستوصفات في القرى والمدارس ومندوبي توزيع القمح تغييراً علا أساس حزبي.
حاول اليدومي ان يمنح الشرعية براءة من كل الفشل والحاصل، لكنه في ذات الوقت اتهمها دون ان يدرك بالتواطؤ مع الحوثي الذي ادخلها الى صنعاء ظناً منه ان الحوثي لن يستهدف سوى الاصلاح.
جدد موقف الحزب الإخواني الداعم للسعودية، وحاول التملق لقيادة المملكة، لكن هذا الموقف اظهر الحزب واعلامه الممول الدوحة، انه يحاول التذاكي على السعودية، فالخطاب الإخواني الرسمي، كشف عن خطاب أخر نقيض ومتطرف تجاه السعودية، وهو الأمر الذي يوحي بأن زعيم إخوان اليمن منح انصار وأعضاء الحزب الضوء الأخضر لابتزاز المملكة للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية في اليمن.
وطالب بإعلاء قيم الدولة بينما يمارس سلطات لا ترتبط بالدولة ومنها رفضه ربط فرع البنك المركزي في مأرب، بالبنك المركزي في عدن، وهو موقف يؤكد انفصالية الحزب الذي يقود حربا ثالثة على الجنوب.
أكد بيان اخوان اليمن على مطالبته ببناء الجيش على أسس وطنية، بينما تدحض تقارير دولية انه أتي بالإرهابيين وقيادات الحزب ومنحهم الترقيات والرتب الرفيعة ويعينهم قادة عسكريين.
وستدل تقارير إخبارية يمنية على ذلك بأن التنظيم في تعز أتى بارهابي قاتل في تورا بورا ومنحه رتبة العميد ومنحه سلطة المشرف على الجيش في تعز بوظيفة مستشار المحور العسكري، والأمر اكثر سوءاً في مأرب والجوف وكذلك كل دوائر هيئة الأركان ووزارة الدفاع ومعظم القادة من الاصلاح.
جدد خطابه المناهض لأي قوة سياسية على الأرض، وشدد على ضرورة حل القوات الجنوبية، والقوات اليمنية التي لا تخضع للتنظيم، لكن يبني كيانه العسكري الموازي لحكومة هادي في مأرب وتعز وبات الآن يسيطر على محافظة شبوة الجنوبية ووادي حضرموت، وكن باسم جيش الشرعية.
وأعاد بيان اليدومي الى الاذهان محاولة التنظيم اغتيال الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في صنعاء بالعام 2011م، حين اشاد بحكمة القيادة السياسية اليمنية في ٢٠١١ التي قال انها نقلت السلطة سلمياً، تتساءل تقارير يمنية "كيف كافئ الإخوان تلك السلطة بالقتل في تفجير جامع النهدين.
اعترف اليدومي بأن "لدى الحزب خمس وزارات في الحكومة، لكنه لم يشر الى ان هذه الوزارات باسم الاصلاح لكن الوزارات الأخرى يفرضها بأسماء الأحزاب الأخرى والمستقلين، موالين له او على الأقل لا يجرؤون على مخاصمة الحزب، بل ان السيطرة الإخوانية على قرار الرئاسة اليمنية، تسببت في عزل مسؤولين يمنيين بسبب خلافهم مع إخوان اليمن.
تحدث اليدومي عن العودة إلى المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، لكن هذه المطالبة لا تعدوا كونها محاولة تملق للسعودية، لكن ماذا لو تمت العودة الى المبادرة الخليجية، فأن ذلك قد يؤدي إلى "إلغاء منصب نائب رئيس الجمهورية اليمينة وفقاً للمبادرة الخليجية وبالتالي يتم التخلص من علي محسن الأحمر، وهو ما لا يقبل به الإخوان، تجسيداً لمبدأ الشراكة وادارة البلد لمواجهة الانقلاب الحوثي يتم تعيين مساعدين لرئيس اليمن على النحو الآتي:
- مساعد لرئيس الجمهورية لشؤون السياسية والعلاقات الخارجية يتولى الاشراف على سير المفاوضات السياسية مع المليشيات الحوثية وتولي ادارة السياسية الخارجية والدبلوماسية لليمن - ويكون من المؤتمر الشعبي العام.
- مساعد لرئيس الجمهورية لشؤون المحافظات الجنوبية أو المحافظات المحررة يتولي ملف ادارة المحافظات الجنوبية ويكون من المجلس الانتقالي
- بقية الاحزاب السياسية اذا اعترضت على ذلك الرد عليهم ان تلك الاحزاب ممثلة حالياً من خلال مستشاري رئيس الجمهورية اليمنية.
وترى مصادر سياسية تحدثت لـ(اليوم الثامن) "انه طالما وأكد بيان اخوان اليمن على العودة للمبادرة الخليجية، فأن ذلك قد يعطي الجنوب الحق في الحصول على التقاسم "50 -50" المقررة، وهو الأمر الذي يرفضه إخوان اليمن، او يرفضون الاعتراف بالقضية الجنوبية العادلة، والتي كانوا السبب الرئيس في افتعالها، اثر انقلابهم على مشروع الوحدة السلمي بالحرب وفتاوى التكفير".
وتؤكد مصادر سياسية ان "ان تنظيم الإخوان في اليمن، يسعى للسيطرة على السلطات المحلية في محافظات الجنوب، مستغلا حالة الانهيار والتفكك التي أحدثها في حكومة هادي، وهو الأمر الذي يعجل بقرب الإطاحة بالرئيس اليمني المؤقت الذي لم يعد يمتلك أي أوراق ضغط، بعد ان سلم السلطة لإخوان اليمن.
يعول هادي على الدعم الأمريكي والغربي، لكن ذلك يبدو انه في طريقه الى التغير بشكل أخر، فواشنطن يبدو انها تسعى للبعض عن خيارات بديلة لهادي، وهو ما اكد عليه معهد واشطن، الذي شدد على أهمية إزاحة هادي والدخول في مرحلة انتقالية جديدة.