الأدب والفن

قصيرة قصيرة..

السير نحو الحب

شارع عام في الاردن - ارشيفية

على الرصيف مشى ذو القامة المنتصبة على طرف باذخ من الحياة حيث لا تستطيع قدماه الوقوف ،عياناه لوزتان وحبة قمح، وجسده زهرة صبار، ولون صباحات طويلة مهترئة على وجنتيه تسكب صهيلها عرقا وسمرة، كان يحمل كيسا معبأ بالعلب الفارغة ثروته اليومية وغذاء أطفاله ولباسهم وحقائب مدارسهم ، وضحكة طفله الصغير سالم ...

أراد أن يصل إلى الجهة الأخرى من الشارع المجنون لكن سيلا من السيارات وقف سدا مخيفا أمام رجليه وعينيه وشفتيه فواصل مشيه على الرصيف ينظر تارة إلى سيل السيارات وتارة إلى العلب الشراب التي تتناثر أمام عينيه من شبابيكها وتحت أرجل المارة في الجهة الأخرى ... " كيف أستطيع العبور لأصل إلى تلك الضحكات الطويلة...

كيف أستطيع الوصول إلى ذلك الحب المندفع أمام عيني، من يوقف هذا السيل الهائج من السيارات لألتقط أنفاسي وأعب نفسا طويلا من الحياة ؟ " واصل مشيه " أنا أبو سالم حملت الحجارة الكبيرة من بئر الحطب إلى دير الصوانة ...أنا أبو سالم كسرت بيدي هذه غصنا عظيما من اللوز أنا .." واصل مشيه خلف العلب ينظر بحزن إلى تلك التي تتدحرج أمام عينيه في الضفة الأخرى وإلى الأرجل التي تركلها بين الفينة والفينة فيستيقظ في عينيه موال طويل كهزيم الرعد يخرج من صدره فينتبه عليه المارة فيقفون ثم يضحكون ثم يواصلون ركل العلب ....

توقف أبو سالم .. نظر إلى الكيس المليء بالحب والفرح والخبز ، ونظر إلى الشارع المحتل بإطارات السيارات وكوابحها وأجسادها، ونظر إلى المارة وهم يركلون العلب ويمضون في قطار سريع فقرر العبور للضفة الأخرى ... حبس أنفاسه " هي عشرون خطوة وحسب...كنت أسرع طفل في قريتنا ...كنت أسبق الغزال ، كان الجميع يقول عني" ما أسرعه"...و لم يمض زمن طويل وما زالت قدماي هما قدماي وقلبي هو قلبي ورئتاي كما هما بضتان نقيتان ...أنا أستطيع العبور..

أنا أستطيع أن انتصر على هذه القطعان المغرورة التي تمر مسرعة وسأصل إلى تلك الضحكات المنتشرة على الضفة الأخرى، وأجمعها في هذا الكيس هذه الخزنة " التقط أنفاسه... راقب الطريق... حسب الوقت جمع الدلائل وسحب البساط من تحت كلماته الثكلى ونام على أنفاس قدميه وتثاؤب روحه ...

محمد السماعنة – الأردن

خيارات الحل في جنوب اليمن.. قراءة في المقاربة السعودية وحدودها


هل انتقلت السعودية من مواجهة إيران إلى ضبط الجنوب؟.. قراءة في خطاب «الرياض»


برنامج المسيّرات الحوثي يتلقى ضربة موجعة بعد مقتل مهندسه الأبرز


دار الشعر بمراكش تحتفي باليوم العالمي للغة العربية ببرنامج «سحر القوافي»