تقارير وتحليلات
التهديد بدل أجواء التهدئة..
مراقبون: التطورات الإقليمية تلقي بظلالها على جهود السلام في اليمن
تعرضت مواقع قوات المقاومة المشتركة في مدينة الحديدة غربي اليمن لهجوم هو الأعنف من قبل الميليشيات الحوثية التي تواصل تصعيدها في الساحل الغربي بهدف إحراز تقدم ميداني منذ التوقيع قبل أكثر من عام على اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.
وقالت مصادر عسكرية في المقاومة المشتركة إنّ الحوثيين استهدفوا مواقع تمركز فريق مراقبة نقطة الارتباط الأولى في شارع الخمسين بمدينة الحديدة، بالتزامن مع محاولة أخرى للتسلل إلى مواقع قوات المقاومة المشتركة شرقي الدريهمي.
واعتبر مراقبون للشأن اليمني أنّ التصعيد الحوثي على صلة وثيقة بالتطورات في المنطقة، ومؤشر على اتجاه الحوثيين للمزيد من التصعيد في الحديدة وسواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كجزء من رد الفعل الذي لوحت به إيران في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
ولفت المراقبون إلى أنّ الميليشيات الحوثية ستلعب دورا في سياسة التصعيد الإيرانية على مقتل سليماني وهو ما كشفت عنه التصريحات المتشنجة لقادة بارزين في الجماعة الحوثية لوحوا بالرد على الولايات المتحدة واستهداف مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
وقال القيادي البارز في الجماعة الحوثية محمد علي الحوثي في تغريدة على تويتر إن تأخير إيران ردها على مقتل سليماني، ليس في صالحها، مشيرا إلى أنّ سياسة النفس الطويل في الرد لا تخدم طهران.
ومن جهته، حذّر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الأرياني في سلسلة تغريدات على تويتر من مغبة تحويل اليمن إلى ساحة للصراع الأميركي الإيراني.
ليس مستبعدا انهيار هدنة الحديدة وانسداد قنوات التواصل التي تم فتحها بين التحالف العربي والمتمردين الحوثيين
وأضاف الوزير اليمني أن “البيانات والتصريحات التي أصدرها مرتزقة طهران من قيادات الميليشيا الحوثية منذ لحظة إعلان مقتل سليماني والمهندس في غارة أميركية بالعاصمة العراقية بغداد، تؤكد استعدادهم التام بل استجداءهم النظام الإيراني لاتخاذ الأراضي والمياه الإقليمية اليمنية منطلقا للثأر”.
وتوقّعت مصادر سياسية مطلعة أن ينعكس الصراع الأميركي الإيراني الواسع الذي يلوح في الأفق على الملف اليمني، من جهة الدفع باتجاه انهيار الهدنة الهشة في الحديدة، وانسداد قنوات التواصل بين التحالف العربي والحوثيين التي رعتها الأمم المتحدة وواشنطن وأسفرت عن لقاءات غير معلنة في سلطنة عمان والأردن.
وأشارت المصادر إلى أن ضغوطا إيرانية أسهمت في تعزيز حالة وكشفت “العرب” في تقارير سابقة عن خلفيات اللقاءات التي تمت بين قيادات حوثية وأخرى إيرانية من بينها وزير الخارجية جواد ظريف ووزير الدفاع الإيراني، وأفضت إلى عرقلة الجهود الأميركية والأممية في إنجاز تسوية للملف اليمني في معزل عن تداعيات الملف الإيراني.
وعلى الرغم من التوصل إلى تفاهمات جزئية بين التحالف العربي والحوثيين في ملفات الأسرى وتخفيف القيود المفروضة على حركة النقل البحري والجوي، إلاّ أن مصادر دبلوماسية مطلعة أكدت لـ“العرب” أن كل اللقاءات التي تمت بين الحوثيين ومسؤولين في قيادة التحالف العربي اتسمت بجس النبض وحالة عدم الثقة المتبادلة، مع تنامي المخاوف الحوثية من انتقال عدوى الاحتجاجات في العراق ولبنان إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
وتوقع مراقبون أن تلقي التطورات الأخيرة في المنطقة بظلالها الثقيلة على تفاصيل الملف اليمني، في ظل مؤشرات على اعتزام واشنطن تعزيز حضورها السياسي ودعم جهود حلفائها عسكريا في حال لعب الحوثيون، كما هو متوقع، دورا في استراتيجية الانتقام الإيرانية التي لوح بها مسؤولون بارزون في نظام طهران.