تحليلات

عرض الصحف العربية..

تقرير: تحرير سرت صفعة في وجه الأطماع التركية

خسائر تركية

وكالات

تتواصل ردود الفعل في ليبيا عقب تحرير سرت من قبضة الميليشيات الإرهابية، خاصة وأن سيطرة الجيش الليبي على المدينة ستعقد من مهمة القوات التركية التي بدأت في الانتشار غرب البلاد لمساندة ميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن سيطرة الجيش الوطني على مدينة سرت تقرب مدينة مصراتة من التحرير، وهو ما يمكن أن يحسم المعركة للجيش خاصة وأن مصراتة تمتلك ثقلاً اقتصادياً وسياسياً قوياً غرب ليبيا، الأمر الذي يشكل صفعة للأطماع الأردوغانية في ليبيا. 

مهمة معقدة

كشفت صحيفة "العرب" اللندنية عن كواليس معركة تحرير سرت، قائلة إن "الجيش الليبي يستعد ومنذ حوالي سنة لهذه المعركة".

وأوضحت الصحيفة أن الجيش قام بمناورات استراتيجية قبل حسم وتحرير سرت من قبضة الميليشيات التخريبية التي تدعمها حكومة الوفاق.

ونقلت الصحيفة تحذير البعض من إمكانية تكرار سيناريو غريان التي خسرها الجيش بعد أشهر قليلة من السيطرة عليها، إلا أن الصحيفة رصدت تقليل مراقبين من تلك المخاوف لعدة اعتبارات أهمها أن أغلب سكان سرت الذين ينحدرون من قبائل الفرجان (قبيلة المشير خليفة حفتر) والقذاذفة (قبيلة العقيد الراحل معمر القذافي)، رحبوا بدخول الجيش إلى المدينة بعد سنوات من سيطرة ميليشيات مصراتة عليهم.

وتزامنت السيطرة على سرت مع بدء انتشار قوات تركية في ليبيا، وهي الخطوة التي دفعت بعدد من المراقبين إلى التحذير من أن نشر القوات التركية هو بمثابة خطوة في اتجاه قبرصة ليبيا لا يستبعد أن تنتهي بتقسيم البلاد، وطرحت الصحيفة في هذا الصدد مصطلح ليبيا التركية، والتي ستكون حدودها أقاليم برقة وطرابلس وفزان.

أهمية استراتيجية

بدوره أشار موقع "بوابة أفريقيا" الإخبارية إلى أهمية السيطرة الاستراتيجية للجيش الليبي على سرت، موضحاً أن عملية تحرير سرت تحمل الكثير من الدلالات الهامة.

وقال الموقع: "تحمل عملية تحرير سرت أهمية كبيرة فالجيش الليبي لا ينظر على أنها معقل للإرهابيين فحسب، بل لأهميتها الاقتصادية أيضاً؛ حيث تطل المدينة على البحر المتوسط شمالاً، من ثم تسمح السيطرة عليها بتضييق الخناق على الإرهابيين وتغلق أمامهم أهم أبواب ومنافذ التمويل والدعم، يضاف إلى ذلك قربها الجغرافي من الهلال النفطي، وهو ما يقلق الجيش الليبي من احتمالية تنفيذ هجمات مرتدة منطلقةً من المدينة على الهلال".

وأضاف الموقع إن "تحرير سرت يمثل ضربة موجعة للميليشيات الموالية لحكومة الوفاق"، ويؤكد خبراء أنه قد يُشكل نقطة تحول في معركة طرابلس بسبب موقع المدينة الاستراتيجي.

خسائر تركية
من جانبه كشف المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، عن حجم الخسائر التسليحية التركية بعد استعادة القوات المسلحة سيطرتها على مدينة سرت وتخليصها من أيدي الميليشيات الإرهابية.

وأوضح المسماري في مقابلة خاصة لموقع قناة "الغد"، أن الميليشيات الإرهابية الهاربة من سرت عند دخول الجيش الليبي إلى المدينة، تركت وراءها 47 مدرعة تركية حديثة وأسلحة وذخائر وأجهزة اتصالات وغرف عمليات تركية كاملة.

وأكد المسماري أن يوم تحرير سرت من أهم أيام النصر، برجوع المدينة إلى حاضنة الوطن وتخليصها من براثن الإرهاب، موضحاً أنه تمت دراسة الخطة بنقل وحدات من الجيش بشكل سري إلى محاور المدينة، وتابع قائلاً: "استهدفت القوات الجوية غرف العمليات في سرت في شكل ضربات روتينية، وبعد تأكد القيادة العامة من صحة تمركز القوات ودراسة الموقف الخاص بالعدو داخل المدينة، تم التحرير لتتم السيطرة على سرت في 3 ساعات خاطفة".

وأوضح أن عنصر المفاجأة حقق هدفه بخلق صدمة لدى المجموعات الإرهابية، فهربوا من المدينة دون قتال أو على أطرافها تاركين الأسلحة والذخيرة التركية.

الجامعة العربية
بدوره أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أحمد يوسف أحمد، إلى الدور الضعيف اللافت للجامعة العربية، وهو الدور الذي ظهر من خلال بيان الجامعة الأخير عن الأزمة الليبية.

وقال يوسف في مقال له بصحيفة "الاتحاد" الإماراتية إن "بيان الجامعة جاء برفض التدخل الخارجي دون أن يحدد التدخل التركي" ، مشيراً إلى أن صياغة البيان جاءت شديدة العمومية، الأمر الذي أدى إلى إضعاف البيان.

ونوه الكاتب إلى عمومية بيان الجامعة قائلاً: "هكذا أتت صياغاته في مسار العمومية، فهو يُؤكد أن التسوية السياسية هي الحل الوحيد لعودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، لكنه لا يشير مطلقاً إلى المتسبب في عرقلتها، أو إلى كيفية تفعيلها.

كما يؤكد "خطورة مخالفة نص وروح الاتفاق السياسي الليبي والقرارات الدولية ذات الصلة على نحو يسمح بالتدخلات العسكرية الخارجية"، لكنه لا يحدد مَن الذي يخالف ولا مَن المسؤول عن السماح بالتدخلات العسكرية الخارجية" ، ملقياً الضوء على تركيا ودورها التخريبي في ليبيا.

ونبه يوسف إلى أن صياغة القرار جاءت شديدة الدبلوماسية لا تُغني ولا تُسمن من جوع ويستحيل من خلالها القيام بأي تحرك جاد في مواجهة الغزو التركي المحتمل لليبيا.

كتاب (تاريخ السودان) لنعوم شقير (بيروت 1981).. من وثائق المهدية إلى سرديات الفتح المصري


الصومال بين مطرقة الإرهاب وسندان الانقسام السياسي.. قراءة في العلاقة التبادلية


بين التمكين والتهميش.. هل تجد اليمنيات المستقلات موطئ قدم في الفضاء العام؟


تحقيق أهداف التنمية يبدأ من تمكين النساء: قراءة في البنية الاقتصادية والاجتماعية لمفهوم التمكين