قضايا وحريات
أكثر من 20 بهائياً..
تجاهل للنداءات العالمية.. الحوثيون يصادقون على إعدام بهائي في اليمن
وقالت الطائفة إن حامد بن حيدرة المسجون منذ 2013، منع من حضور جلسة المحكمة التي عقدت الأحد في صنعاء، التي رفضت استئنافه الحكم الصادر ضده منذ أكثر من عام.
وقالت الطائفة في بيان إنها "تشعر بالفزع التام من هذا الحكم المشين" وحثت المحكمة على إلغائه.
وقالت ممثلتها لدى الأمم المتحدة في جنيف ديان علاي: "في الوقت الذي يكافح فيه المجتمع الدولي أزمة صحية عالمية، لا نفهم كيف أن السلطات في صنعاء أيدت حكم إعدام بريء، بسبب معتقداته بدل التركيز على حماية السكان، بمن فيهم البهائيون".
وعبرت الولايات المتحدة ودول أخرى، وجماعات حقوق الإنسان عن قلقها من معاملة المتمردين الحوثيين للطائفة البهائية الصغيرة في اليمن.
ويرتبط المتمردون الحوثيون بإيران التي يحظر نظامها الديني الشيعي العقيدة البهائية.
وحيدرة هو واحد من ستة بهائيين احتجزهم المتمردون الحوثيون في اليمن وأمضى أشهراً في السجن،
وتعرض للضرب، والصدمات الكهربائية، حسب البهائيين.
وبدأت المحاكم الحوثية محاكمة أكثر من 20 بهائياً ودعت إلى حل مؤسساتهم في اليمن.
أصدرت محاكم الميليشيات الحوثية حكماً بالإعدام بحق المواطن اليمني البهائي، حامد بن حيدرة، وهو من أبناء الأقلية البهائية في صنعاء، حسب ما أفادت "منظمة المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين" وذوي المحكومين بالإعدام.
وتفيد المصادر أن المحكمة اتهمت 22 بهائياً بنفس التهمة التي ستكون عقوبتها الإعدام، وأغلب هؤلاء المتهمون من السجناء الذين قضوا سنوات في المعتقلات منذ سيطرة الميليشيات الانقلابية على صنعاء.
وكانت محكمة الميليشيات الحوثية، أصدرت حكماً بإعدام المواطن اليمني البهائي، حامد بن حيدرة في 2 يناير 2018م حيث أصدر عبده إسماعيل حسن راجح أحد قضاة الحوثي، حكماً بإعدام "حامد بن حيدرة تعزيراً ومصادرة كافة أملاكه، كما حكم بإغلاق كافة المؤسسات والمحافل الدينية والثقافية للبهائيين.
ورغم استئناف الحكم فإن جلسات الاستئناف تسير بوتيرة مشابهة للمحاكمة، ويخشى أن تشهد مرة أخرى تدخلات من القيادات الحوثية والأمنية لتثبيت حكم الإعدام. الجلسة القادمة للاستئناف في 2 أبريل 2019.
وتقوم الميليشيات الحوثية بعمليات قمع وقتل واختطاف ممنهج ضد المواطنين اليمنيين من الأقلية البهائية، وذلك تنفيذاً لأوامر أسيادهم في طهران الذين مارسوا شتى الاضطهاد بحق هذه الأقلية في إيران واليوم يصدرون هذا الاضطهاد والظلم السافر إلى اليمن.
دوافع الإعدام
إن المحرك الحقيقي وراء ما يحدث للبهائيين في اليمن هو دافع طائفي للميليشيات الحوثية الذي يحاربهم بسبب اختلاف معتقدهم ويسعى إلى عملية تطهير طائفي ضد أتباع المعتقد البهائي.
وأعربت الأجهزة الأمنية الحوثية والشخصيات الفاعلة في ملف البهائيين أكثر من مرة – تصريحا وتلميحا – بأن المعتقد هو الدافع الرئيسي خلف عمليات الانتهاك والاضطهاد.
ومن أشهر هذه التصريحات خطبة عبدالملك الحوثي شديدة اللهجة ضد البهائيين والتي دعا فيها إلى "الاستنفار الجاد" للقضاء عليهم، وما رافق ذلك من تصريح الناشط الحوثي أحمد عايض أحمد، والذي قال: "سنسلخ كل بهائي".
وكانت النيابة في صنعاء قد توعدت في أكثر من مناسبة وبحضور ممثلين من المنظمات الحقوقية بملاحقة كافة البهائيين وسجنهم وقتلهم لأنهم "كفار".
دور إيران في اضطهاد البهائيين في صنعاء
تشير العديد من القرائن إلى وجود دور إيراني وراء قضية اضطهاد البهائيين في اليمن. وأعربت منظمات حقوقية يمنية ودولية عن قلقها من الدور الإيراني المتزايد في اضطهاد الأقليات الدينية في اليمن، لاسيما البهائيين. وقد لوحظ وجود دور للسفارة الإيرانية في صنعاء والتي حاولت في أكثر من مرة إقناع الجانب الحوثي في تسليم المعتقلين البهائيين لها.
ويجدر الإشارة إلى أن النظام الإيراني يحمل عداء معلنا ضد البهائيين داخل إيران، حيث اعتقلت وسجنت وعذبت وقتلت الآلاف من البهائيين منذ قيام ثورة الخميني في إيران بتهمة البهائية. وتعتبر قضية محاربة البهائيين حول العالم جزءا رئيسيا من أجندة تصدير الثورة التي تتبناها الحكومات الإيرانية المتتابعة منذ قيام الثورة في طهران وبإشراف مباشر من المراجع الدينية السياسية هناك.
تهمة العلاقة مع إسرائيل
مع قيام الثورة في إيران بدأت حملات اضطهاد منهجية وشديدة ضد البهائيين والذين يعتبرون ثاني أكبر مكون ديني في إيران بعد الإسلام. وقد صاحب ذلك خطاب طائفي متشدد ضد من قيادات الثورة طالبت بقتل كافة البهائيين وتطهير البلاد منهم على حسب زعمهم. وبالفعل تم اعتقال وتعذيب الآلاف وقتل المئات وحرمات مئات الآلاف من حقوقهم المدنية ووظائفهم وحقهم في التعليم، وذلك في أحداث دامية مؤسفة حركت الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي.
وقد رافق عمليات الاضطهاد والمستمرة حتى اليوم حملة من الدعاية السياسية المكثفة ونشر الإشاعات الكاذبة بهدف تشويه سمعة أبناء هذه الأقلية المسالمة وإيجاد حجج لتبرير العنف والاضطهاد الممارس ضدهم. وقد استغل النظام الإيراني وجود أماكن مقدسة للبهائيين في عكا وحيفا لخلق أكاذيب حول العلاقة بإسرائيل والعمالة لهم.
مناشدات دولية
وطالبت المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين جميع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بالقيام بواجبها الإنساني للدفاع عن المحكومين بالإعدام والضغظ على الزمرة الحوثية المرتزقة من إيران بالكف عن اضطهاد وقمع المواطنين اليمنين من أبناء الأقلية البهائية.