قالت مجموعة شركات متعددة الجنسيات الثلاثاء إنها قررت التبرع بعشرات الآلاف من أدوات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا والأجهزة الطبية لليمن الذي يشهد منذ خمسة أعوام حربا دمرت المنظومة الصحية وتركت الملايين عرضة للإصابة بالأمراض.
ولم يسجل اليمن، الذي لا يمتلك قدرات تذكر للكشف عن الإصابة بالفيروس، سوى حالة إصابة واحدة مؤكدة بفيروس كورونا أعلن عنها في العاشر من أبريل نيسان.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة من تفش كارثي إذا انتشر المرض بين السكان الذين يعانون من سوء تغذية حاد.
وقالت المبادرة الدولية بشأن كوفيد-19 في اليمن في بيان إن شحنتها الأولى التي يبلغ حجمها 34 طنا ستصل إلى اليمن الأسبوع المقبل وتتضمن 49 ألف جهاز كشف عن الإصابة بالفيروس و20 ألف جهاز اختبار سريع وخمسة أجهزة طرد مركزي ومعدات تتيح إجراء 85 ألف اختبار بالإضافة إلى 24 ألفجهاز لاختبار الحمض النووي.
والمبادرة الدولية بشأن كوفيد-19 في اليمن أسستها الذراع الخيرية لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم اليمنية المتعددة الجنسيات وشركات تترا باك ويونيليفر ومجموعة شركات القطاع الخاص اليمنية المدعومة من البنك الدولي والاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية اليمنية.
وتعمل المبادرة مع الأمم المتحدة التي ستتولى توزيع المعدات المتبرع بها ومنها 225 جهاز تنفس صناعي وأكثر من نصف مليون كمامة طبية. وجاء في البيان أن مجموعة هائل سعيد أنعم ستوفر الشحنة الأولى.
وليس بمقدور اليمن حاليا إلا فحص بضعة آلاف بأجهزة وفرتها منظمة الصحة العالمية. وهو يواجه أيضا نقصا في أجهزة التنفس الصناعي والملابس الواقية.
وقال نبيل هائل سعيد أنعم رئيس المجموعة إن البنية التحتية الصحية باليمن لن يمكنها تحمل الضغط الذي يشكله مرض كوفيد-19 على النظام، مضيفا أن الكل يخشى حدوث خسارة كبيرة في الأرواح. وحث شركات القطاع الخاص الأخرى على الانضمام للمبادرة.
ويحتاج نحو 80 في المئة من سكان اليمن، أي 24 مليون نسمة، لمساعدات إنسانية، وهناك ملايين على حافة المجاعة. ولا يعمل سوى نصف المنشآت الطبية بالبلاد وهي تسعى بشق الأنفس للتصدي لتفشي أمراض أخرى مثل الكوليرا وحمى الدنج.
والثلاثاء اعلن مسؤول أميركي كبير ان الولايات المتحدة تجهز مساهمة لمساعدة اليمن في التصدي لفيروس كورونا المستجد، لكنها قد تضطر إلى إيجاد بدائل لمنظمة الصحة العالمية لإنفاقها مع اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب سبي المساعدة لدى المنظمة الاسبوع الماضي.
وفي خضم ذلك قالت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن مبعوثها الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، "يسعى في ظروف صعبة إلى حمل الأطراف المعنية على الموافقة على وقف واسع النطاق ومستدام لإطلاق النار".
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، أن "الأمم المتحدة على دراية باستمرار العنف في اليمن، وما يسعى إليه المبعوث الخاص حاليًا هو محاولة حمل الأطراف على الموافقة على وقف واسع النطاق ومستدام لإطلاق النار في اليمن".
وأضاف دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عبر دائرة تليفزيونية: "من الواضح أن مناقشات المبعوث الخاص مازالت تجري في ظروف صعبة، وأعتقد أنه كان واضحًا للغاية في هدفه عندما أطلع مجلس الأمن بهذا الشأن".
وكان الحوثيون قد انتهكوا عدة مرات الالتزام الذي دعت اليه الامم المتحدة لوقف اطلاق النار وفتح المجال لمواجهة كورونا في وقت علق فيه التحالف العربي عملياته مدة اسبوعين في اطار جهود مكافحة الفيروس.
وأبلغ غريفيث المجلس، الخميس الماضي، بأنه يضاعف جهوده لسدّ فجوة الخلافات العالقة بين أطراف النزاع، معربًا عن اعتقاده بوجود "فرصة سانحة" لتحقيق السلام في اليمن.
وتابع في إفادة قدمها أمام أعضاء المجلس: "مع استمرار التصعيد العسكري على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، والتهديد الذي يشكله تفشي كورونا بزيادة معاناة اليمنيين، لا يوجد وقت أفضل من الآن كي تلتزم الأطراف المعنية بإسكات البنادق، وإنهاء الصراع والتوصل إلى حل سياسي".
ولم يسجل اليمن، حتى مساء الثلاثاء، سوى إصابة واحدة بالفيروس، الذي أصاب أكثر من مليونين و545 ألف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 176 ألفًا، وتعافى أكثر من 687 ألفًا،" المختص برصد ضحايا الفيروس.